مصر تحمي الأراضي الصحراوية.. خريطة قومية للحماية من مخاطر السيول حتى 2100
تمتلك مصر ثروة كبيرة من الأراضي الصحراوية التي يُمكن أن تُسهِم في تحقيق نهضة كبيرة؛ لذلك بدأ تنفيذ خطة لحمايتها من التغيرات المناخية وأهمها تعرضها للسيول.
وتولي وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومراكزها البحثية المختلفة أولوية قصوى لمواجهة التغيرات المناخية، وتقليل تداعياتها المحتملة على البيئات الصحراوية.
تأثير التغيرات المناخية على الأراضي الصحراوية
من جانبه افتتح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، فعاليات ورشة العمل الأولى حول “تأثير التغيرات المناخية على الصحاري المصرية”، وذلك تحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وفي إطار أنشطة ومخرجات مشروع تقييم آثار التغيرات المناخية على الصحاري المصرية.
اقرأ أيضًا: كيف تخطط الحكومة لزيادة صادرات الزيوت العطرية؟ السر في الهند
وأشار “شوقي” إلى أن هذا المشروع الممول من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يُنفَّذ بواسطة مركز بحوث الصحراء، بصفته الجهة الوطنية المعنية باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، وبما يمتلكه من خبرات متخصصة في الدراسات الصحراوية، لافتًا إلى أن المشروع يهدف إلى إعداد خريطة قومية لمخاطر السيول على مستوى الجمهورية، تشمل تحديد مستويات الخطورة في مختلف محافظات مصر.
وتركز ورشة العمل على بناء قدرات العاملين في الوزارات الشريكة في المشروع: وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وزارة الموارد المائية والري، وزارة البيئة، ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كما تهدف ورشة العمل إلى نقل التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في المشروع، مثل تطبيقات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، التي تم تنفيذها بواسطة خبراء مركز بحوث الصحراء، من أجل إعداد كوادر متخصصة قادرة على متابعة ورصد تأثير التغيرات المناخية على مدى العقود المقبلة.
تحليل بيانات السيول والأمطار
وأضاف أن دراسات المشروع شملت أيضا تحليل بيانات السيول والأمطار التي استقبلتها هذه المناطق على مدى المائة عام الماضية وحتى عام 2024، مما أتاح وضع خطط تنفيذية لمواجهة تلك المخاطر، واقتراح مواقع لإنشاء سدود في المناطق الأكثر تضررًا بهدف تعظيم الاستفادة من مياه السيول والحد من آثارها السلبية على البنية التحتية والأنشطة المختلفة.
اقرأ أيضًا: بعد ظهورها في البرازيل.. كيف تواجه مصر إنفلونزا الطيور؟
وأضاف أن هذه الدراسة تُعد واحدة من بين 14 دراسة يتم تنفيذها بالتعاون مع جهات وهيئات استشارية مختلفة، وتُسهم بشكل فاعل في إعداد الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية (NAP). كما تهدف إلى إنشاء خريطة تنبؤية لتأثيرات التغيرات المناخية على مصر حتى عام 2100، من خلال تحليل أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة المتوقعة.
وكان الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، قد أصدر توجيهاته مؤخرًا بإعادة إحياء بنك الصحارى المصرية للجينات النباتية في محطة الشيخ زويد التابعة للمركز بهدف الحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات البرية المتميزة في الصحراء المصرية.
وتم كلف الدكتور محمد عزت نائب رئيس المركز للمحطات والمشروعات البحثية والدكتور محمد بلال رئيس محطة الشيخ زويد بتقديم تقرير شامل حول الوضع الحالي للبنك والإجراءات اللازمة لإحيائه، حيث يهدف البنك إلى حفظ وتوثيق الأنواع البرية المصرية، حيث يلعب دورًا أساسيًا في حصر وتصنيف الأصول الوراثية للنباتات البرية في الصحاري والمناطق الجبلية والوديان والسواحل والواحات، كما يتضمن عمله جمع بذور النباتات المهمة، مثل النباتات الطبية والمراعي، لا سيما تلك المهددة بالانقراض بسبب الرعي الجائر والعوامل البشرية الأخرى، ثم حفظها داخل البنك لضمان بقائها.