سياسة

مصر تحمي حماس وتصر على خروج إسرائيل من ممر فيلادلفيا 

مع استمرار تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يستعرض تقرير لموقع جوش برس، موقف مصر الداعم لحماس في معارضتها للإحتلال العسكري الإسرائيلي في غزة، وخاصة في ممر فيلادلفيا.

يكشف التقرير عن تعقيدات السياسة الإقليمية، ويبحث في مشاركة مصر، والآثار المترتبة على إسرائيل، والمشهد الجيوسياسي الأوسع الذي تشكله مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر.

ممر فيلادلفيا: نقطة اشتعال استراتيجية

كان ممر فيلادلفيا، المنطقة العازلة على طول الحدود بين غزة ومصر، نقطة محورية في الصراع الجاري. وتحافظ قوات الإحتلال الإسرائيلية على وجودها في هذه المنطقة كجزء من استراتيجيتها لردع حماس عن إعادة تأسيس قدراتها العسكرية.

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تسحب قواتها من المواقع الاستراتيجية في غزة، مشيرًا إلى مخاوف من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تسمح لحماس بإعادة التسلح وتعزيز سيطرتها.

إن الأدلة على وجود أنفاق تهريب واسعة النطاق لحماس تحت ممر فيلادلفيا تؤكد أهمية هذه المنطقة. فهذه الأنفاق، التي يبلغ حجم بعضها ما يكفي لاستيعاب الشاحنات والمجهزة بالسكك الحديدية، تسهل نقل الأسلحة والسلع الفاخرة إلى غزة.

الدور المزدوج لمصر: الوسيط والداعم

في حين تعمل مصر رسميًا كوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وحماس ــ إلى جانب الولايات المتحدة وقطر ــ فإن علاقتها بحماس أقرب بشكل ملحوظ من علاقتها بإسرائيل.

ينبع هذا التوتر من دعم مصر التاريخي للفصائل الفلسطينية، ووضع نفسها كزعيمة إقليمية تدافع عن الحقوق الفلسطينية. ومع ذلك، فإن الحكومة المصرية تكافح أيضًا مع حقائق الحفاظ على السلام مع إسرائيل، وهي العلاقة التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال معاهدة سلام عمرها عقود من الزمان.

التدخل الأميركي: عملية موازنة

يضيف تدخل الولايات المتحدة طبقة أخرى من التعقيد إلى الموقف. فقد أقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي مؤخرا بالتحديات في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مؤكدا أن الجهود الدبلوماسية مستمرة.

تحافظ الولايات المتحدة على علاقات اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية قوية مع قطر، الداعم المعروف لحماس. وتؤثر هذه العلاقة على الدبلوماسية الأميركية في المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق التوازن بين شراكاتها مع الدعوة إلى حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

ويحذر الخبراء من أن العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وقطر ووجود قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، يزيد من تعقيد دورها في التوسط في السلام. إن الولايات المتحدة لديها مصلحة راسخة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، إلا أن دعمها لقطر، الحليف الرئيسي، قد يتعارض مع علاقاتها مع إسرائيل.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى