مصر تخطط للقضاء على الدرن بحلول 2030

تواصل وزارة الصحة والسكان، في إطار استعداداتها لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الدرن لعام 2025، الذي يُقام تحت شعار “الالتزام والاستثمار والتنفيذ”، جهودها لمواجهة المرض وتقليل انتشاره.
يأتي ذلك من خلال التعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، إلى جانب اعتماد سياسات جديدة تشمل تعزيز الخدمات التشخيصية والعلاجية بمستشفيات الأمراض الصدرية، وتطوير مهارات الفرق الطبية عبر برامج تدريبية متخصصة.
القضاء على الدرن بحلول 2030
صرح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن الوزارة حددت هدفًا للقضاء على الدرن بحلول عام 2030، انسجامًا مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، حيث تسعى إلى رفع معدلات اكتشاف الحالات المصابة لأكثر من 90%، وزيادة تشخيص الحالات المقاومة للأدوية بنسبة تتجاوز 80%، فضلاً عن تحسين نسبة نجاح العلاج لتصل إلى أكثر من 90%.
كما تعمل الوزارة على تقديم خدمات وقائية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مما يسهم في خفض معدل الحالات إلى أقل من نصف المستويات المسجلة عام 2015.
اقرأ أيضًا: 178 منشأة تحصل على الاعتماد الكامل ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل
تطوير مستشفيات الأمراض الصدرية
وأشار “عبدالغفار” إلى أن الوزارة قامت بتطوير مستشفيات الأمراض الصدرية، إلى جانب تحديث 8 وحدات متخصصة لمناظير الشعب الهوائية، وتم توسيع نطاق خدمات الأشعة المقطعية ليصل عدد أقسامها إلى 22.
ومن بين المبادرات التي أطلقتها الوزارة، مبادرة “صحة الرئة” التي تهدف إلى الكشف المبكر عن مرض السدة الرئوية وتقديم التوعية بسبل الإقلاع عن التدخين، حيث استفاد منها أكثر من 40 ألف مريض عبر 28 عيادة خلال العام الماضي.
حملة للكشف عن الدرن الكامن بين مرضى الغسيل الكلوي
وأضاف أنه تم إطلاق حملة للكشف عن الدرن الكامن بين مرضى الغسيل الكلوي، استهدفت أكثر من 31 ألف مريض وتقديم العلاج الوقائي لهم، بالإضافة إلى مبادرة التليف الرئوي، التي توفر الأكسجين المنزلي للمرضى، حيث استفاد منها 490 مريضًا.
تقديم العلاج مجانًا للحالات المكتشفة
وأكد المتحدث الرسمي أن الوزارة وفرت أحدث الأجهزة العالمية لتشخيص الدرن في 48 مستشفى للأمراض الصدرية، ويتم تقديم العلاج مجانًا للحالات المكتشفة، سواء بأدوية الصف الأول أو الصف الثاني، بالإضافة إلى الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي في إطار البرنامج القومي لمكافحة المرض.
وفيما يتعلق بالدرن المقاوم للأدوية، أشار “عبدالغفار” إلى أن مصر كانت من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث أنشأت أول قسم متخصص بمستشفى صدر العباسية عام 2006، وتوسعت لاحقًا بافتتاح قسمين آخرين في مستشفيي صدر المعمورة والمنصورة، حيث يتم تقديم أدوية الصف الثاني مجانًا للمرضى، مع توفير الرعاية الطبية المستمرة طوال فترة العلاج التي قد تصل إلى عامين، وبدأ البرنامج القومي لمكافحة الدرن في تطبيق بروتوكول العلاج قصير المدى، الذي يستغرق ستة أشهر فقط لمرضى الدرن المقاوم للأدوية.
التوعية الصحية حول أهمية الكشف المبكر عن المرض
وشدد “عبدالغفار” على أن الوزارة تبذل جهودًا واسعة في تقديم التوعية الصحية حول أهمية الكشف المبكر عن المرض، وفحص المخالطين للمرضى، وتقديم العلاج الوقائي للأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى تنفيذ حملات استكشافية في المناطق الأكثر عرضة للخطر مثل السجون.
تقدم الخدمات الطبية عبر 34 مستشفى و123 مستوصفًا للأمراض الصدرية
من جانبه، أوضح الدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، أن الوزارة تواصل دعم مرضى الدرن من خلال شبكة واسعة من المستشفيات والمستوصفات، حيث تقدم الخدمات الطبية عبر 34 مستشفى و123 مستوصفًا للأمراض الصدرية في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أنه تم تقديم الخدمات الطبية خلال عام 2024 لنحو 2.2 مليون مريض، من بينهم 2.1 مليون تلقوا العلاج في العيادات الخارجية والطوارئ، بينما تم استقبال 65 ألف مريض في الأقسام الداخلية والرعاية المركزة.
وأكد “وجيه” استمرار الوزارة في تنفيذ برامج تدريبية متخصصة، حيث تم تأهيل 1911 من العاملين الصحيين ضمن 21 برنامجًا تدريبيًا على المستويين المركزي والمحلي، وذلك في إطار التعاون مع الجهات المختصة والمنظمات الدولية، لتحسين مستوى الخدمات التشخيصية والعلاجية لمكافحة المرض.
10.8 مليون شخص يصابون بالدرن سنويًا
من جانبه، أوضح الدكتور وجدي أمين، مدير الإدارة العامة للأمراض الصدرية، أن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نحو 10.8 مليون شخص يصابون بالدرن سنويًا، مما يؤدي إلى وفاة نحو 1.25 مليون شخص.
اقرأ أيضًا: سلاحك السري للوقاية من السرطان وتحسين البشرة قبل العيد
انخفاض معدل الإصابة في مصر
وأضاف “أمين” أنه في مصر تم اكتشاف 11007 حالة إصابة بالدرن خلال عام 2024، حيث شكلت الإصابات الرئوية 53% من إجمالي الحالات، بينما بلغت نسبة الإصابات خارج الرئة 40%، فيما كانت 7% من الحالات من فئة إعادة العلاج.
وأشار إلى أن تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024 أظهر انخفاض معدل الإصابة بالدرن في مصر إلى 9.2 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 37% مقارنة بعام 2015، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة لمكافحة المرض.
كما لفت “أمين” إلى أن مصر سجلت انخفاضًا في نسبة حالات الدرن المقاوم للأدوية إلى 1% فقط من الحالات الجديدة، وانخفض معدل الوفيات إلى 0.42 لكل 100 ألف شخص، بينما ارتفعت نسبة التغطية العلاجية إلى 88% من الحالات المتوقعة، ووصل معدل نجاح العلاج إلى 87% للحالات الحساسة للأدوية، و75% للحالات المقاومة.