مصر تدرس أنظمة تسليح جديدة وتتابع دبابات “لوكلير” و”نكستر” الفرنسية
كشفت الزيارة الرسمية التي أجراها الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى فرنسا، عن توجه مصري ملحوظ نحو تقييم أنظمة تسليح فرنسية متقدمة، وعلى رأسها الدبابات ومركبات القتال المدرعة والطائرات غير المأهولة.
مصر تدرس أنظمة تسليح جديدة وتتابع دبابات “لوكلير” و”نكستر” الفرنسية
وخلال الزيارة التي شهدت استقبالًا رسميًا ومراسم عسكرية، قام الفريق أحمد خليفة بجولة ميدانية شملت مركز العمليات المشتركة ومركز قيادة الفضاء، حيث اطّلع على أساليب العمل والتنسيق بين الأفرع المختلفة للقوات المسلحة الفرنسية.
زيارة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية إلى باريس تكشف اهتمامًا مصريًا بأنظمة تسليح فرنسية حديثة
اللافت في جدول الزيارة كان تفقد إحدى القواعد العسكرية الفرنسية برفقة نظيره الفرنسي الفريق أول تييري بوركار، حيث تابع الجانبان تنفيذ أنشطة تدريبية باستخدام أحدث الدبابات الفرنسية، ومركبات القتال المدرعة، والطائرات المسيرة المعتمدة على نظم تكنولوجية متطورة في مجالات القيادة والتسليح.
مؤشرات على اهتمام مصري بالمنظومات الفرنسية
وقد يعتبر البعض أن هذه الجولة الميدانية تحمل دلالات واضحة على سعي مصر إلى تقييم أداء هذه الأنظمة القتالية على أرض الواقع، في خطوة تمهيدية قد تسبق قرارات محتملة بتحديث أو تنويع مصادر التسليح المصري.
ويأتي هذا التوجه في إطار العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين، والتي أكد عليها رئيس الأركان المصري خلال مباحثاته مع نظيره الفرنسي، مشيرًا إلى تطلع مصر إلى تعزيز مجالات التعاون المشترك ونقل وتبادل الخبرات.
فرنسا تؤكد دعمها .. ومصر تعيد رسم خارطة تسليحها
من جانبه، أشاد رئيس أركان الجيوش الفرنسية بالدور المصري المحوري في استقرار الشرق الأوسط، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز أواصر التعاون العسكري الثنائي بما يلبي المصالح المشتركة.
مشاهدة تدريب لأحدث الدبابات الفرنسية والطائرات المسيرة
كما قام رئيس الأركان المصري بمشاهدة تنفيذ عدداً من الأنشطة التدريبية لأحدث الدبابات الفرنسية ومركبات القتال المدرعة والطائرات الموجهة بدون طيار باستخدام أحدث النظم التكنولوجية فى مجال التسليح.
دلالات متنوعة لزيارة رسمية في توقيت مهم
تمثل زيارة رئيس الأركان المصري إلى فرنسا مؤشرًا على مواصلة القاهرة تنويع مصادر التسليح وتحديث منظومتها القتالية عبر الشراكات الغربية، لا سيما مع دولة تمتلك واحدة من أقوى الصناعات الدفاعية عالميًا.
التركيز على مراكز العمليات وقيادة الفضاء يعكس اهتمام القيادة العسكرية المصرية باستيعاب أنظمة القيادة والسيطرة (C4ISR) المعقدة، والتي تُعد أساسية في الحروب الشبكية الحديثة.
كما أن متابعة تدريبات متعلقة بالطائرات بدون طيار ومركبات القتال من الممكن أن يدل على وجود نية للاستفادة من التجربة الفرنسية في تطوير قدرات الرد السريع والاستطلاع المسلح.
دبابات لوكلير ونكستر الفرنسية
الزيارة قد تكون تمهيدًا لتعزيز التعاون في مجالات مثل: الطائرات بدون طيار الهجومية .. ونظم القيادة والسيطرة الرقمية .. والدبابات ذات التكنولوجيا الغربية الحديثة مثل “لوكلير” و”نكستر” الفرنسية.
العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا: تحالف استراتيجي يتجدد
العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا تُعد من أكثر الشراكات الدفاعية ثباتًا في منطقة البحر المتوسط، وقد شهدت طفرات كبيرة خلال العقد الأخير، شملت:
صفقة 54 مقاتلة رافال تم تسليم 26 طائرة منها.
حصول مصر على حاملتي المروحيات ميسترال.
صفقات خاصة بفرقاطات FREMM وسفن الدورية البحرية.
تدريبات عسكرية بحرية وجوية وبرية مشتركة.
التعاون يمتد أيضًا إلى مجالات التكوين والتدريب ونقل المعرفة الدفاعية، مما يعزز قدرة الجيش المصري على مواكبة التحولات التكتيكية في ميادين القتال الحديثة.
هل يمكن أن تثمر الزيارة عن صفقات تسليح جديدة؟
بحسب السياق الحالي للزيارة والنمط التاريخي للعلاقات العسكرية بين الجانبين، فإن احتمال التمهيد لصفقات جديدة يبقى واردًا جدًا، خاصة في ظل:
تركيز مصر على تطوير أسطولها البحري والجوي والبري.
رغبة باريس في تعويض التباطؤ في صادرات السلاح لبعض الأسواق.
اهتمام مصر بتقنيات الجيل الرابع والخامس في ميدان الدبابات والمدرعات.
المصادر الفرنسية، ومنها Le Point وLa Tribune، تحدثت سابقًا عن مفاوضات مصرية فرنسية لتحديث أسلحة القوات البرية والبحرية، وهو ما يتماشى مع أهداف الزيارة.
وتتبنى القوات المسلحة المصرية منذ سنوات سياسة تنويع مصادر التسليح والتحديث المستمر، وتشمل علاقاتها الدفاعية دولًا مثل فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وتُعد الزيارة الحالية مؤشرًا جديدًا على أن الجيش المصري يدرس عن كثب أحدث المنظومات الفرنسية من أجل إدراجها ضمن خططه المستقبلية.
اقرأ أيضاً.. كارثة في كوريا الشمالية.. إطلاق مدمرة جديدة ينتهي بانقلابها وتساؤلات حول جاهزية الصناعة العسكرية