مصر تستعد لإرسال قوات حفظ سلام إلى الصومال وسط توترات مع إثيوبيا
وافقت الصومال على اقتراح مصر بإرسال قوات حفظ سلام كجزء من بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (AUSSOM) لتحقيق الاستقرار في البلاد. ومن المقرر أن تنتهي ولاية بعثة حفظ السلام الحالية التابعة للاتحاد الأفريقي (ATMIS) في ديسمبر، بحسب ما ذكر موقع “هيران اون لاين“.
الدور المصري في التحول الإقليمي
وعلى الرغم من استياء إثيوبيا الشديد، تسعى مصر إلى لعب دور مركزي في هذا التحول. تم تقديم عرض قوات حفظ السلام المصرية خلال قمة ثلاثية في أسمرة بإريتريا، حيث اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس الإريتري أسياس أفورقي. وقد عزز هذا الاجتماع تحالفًا ناشئًا بين الدول الثلاث، التي تسعى لمواجهة الطموحات المتنامية لإثيوبيا.
اتفاقية التعاون الدفاعي بين مصر والصومال
وبحسب “خاص عن مصر“، وقعت مصر والصومال اتفاقية للتعاون الدفاعي والأمني في وقت سابق من هذا العام، مما يمثل تحولاً كبيرًا في استراتيجية الدفاع الصومالية. وبموجب هذه الاتفاقية، تعهدت الدولة المصرية بإرسال مساعدات عسكرية وآلاف الجنود، وهو ما يُعتبر تحديًا مباشرًا لنفوذ إثيوبيا الإقليمي.
وقد وصلت شحنتان كبيرتان من الأسلحة إلى مقديشو بعد رفع حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، مما مكن الصومال من تحديث جيشها واستيراد الأسلحة بشكل قانوني.
الانتقادات الإثيوبية
من جهتها، انتقدت إثيوبيا توريد الأسلحة إلى الصومال، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم التحديات الأمنية القائمة. وقد أدت الشراكة المتنامية بين الصومال ومصر إلى زيادة التوترات في منطقة القرن الأفريقي.
يرى العديد من المسؤولين الصوماليين أن الاتفاقية المثيرة للجدل بين إثيوبيا وأرض الصومال، التي تمنح إثيوبيا حق الوصول إلى ساحل المنطقة لإنشاء قاعدة بحرية، تشكل دافعًا رئيسيًا لتعزيز العلاقات المصرية الصومالية.
المخاوف الإثيوبية من التدخل المصري
كما أعربت إثيوبيا عن مخاوفها من التدخل المصري المتزايد في الصومال. وقد حذر ياسين أحمد، رئيس معهد الدبلوماسية العامة الإثيوبي في السويد، من أن تدخل مصر يمثل تهديدًا غير مسبوق للاستقرار الإقليمي.
التهديدات المتبادلة بين الصومال وإثيوبيا
وفي حال استمرت إثيوبيا في متابعة طموحاتها في أرض الصومال، حذرت الصومال من أنها ستقوم بطرد القوات الإثيوبية. كما تشكل الطموحات البحرية لإثيوبيا مصدر قلق للقاهرة، حيث تعتبر مصر أن تعزيز وجود إثيوبيا في البحر الأحمر يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
أهمية ممرات الشحن لمصر
التحكم في ممرات الشحن الرئيسية في مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ضروري لحماية قناة السويس، التي تُعتبر أحد الشرايين الاقتصادية الحيوية لمصر. وتخشى الحكومة المصرية أيضًا من تأثير سد النهضة الإثيوبي على إمدادات المياه لديها.