اقتصاد

مصر تستهدف إعلان الاكتفاء الذاتي من سلعة استراتيجية للمرة الأولى منذ 52 عام

عرفت مصر صناعة السكر عام 710 ميلادية ومنذ عام 1818 ميلادية اتخذت صناعة السكر منحنى جديد بعد أن قام الوالي محمد علي باشا بتوطين صناعته عن طريق إنشاء اول مصنع لإنتاج السكر الأبيض من القصب بإحدى القرى بمحافظة المنيا – صعيد مصر

واستقدم محمد علي باشا المهندس الإنجليزي بريم لإدارة المصنع الجديد , لتبدأ رحلة توطين صناعة أحد أهم المنتجات الاستراتيجية التي عرفتها مصر مؤخرًا حيث أمر محمد علي بإنشاء مصنعين أخرين عام 1834م بالمنيا أيضا واستعان بعدد من المهندسين الفرنسيين لإدارته ثم لاحقا تم إنشاء 4 مصانع أخرى موزعة على قنا والجيزة والمنيا والتي أصبحت فيما بعد عاصمة لصناعة السكر بمصر.

وفي عام 1863م وبعد تولي الخديوي إسماعيل لحكم مصر توسع في توطين صناعة السكر الأبيض وأنشأ بعهده 18 مصنع للسكر موزعة على صعيد مصر

شهد تطور إنتاج السكر في مصر تحولات كبيرة قبل حرب 1973م وبعدها، ارتبطت بتغيرات اقتصادية أثرت على قطاع الزراعة والصناعة.

اعتمدت زراعة قصب السكر قبل 1973، على مناطق الصعيد والدلتا، وقدمت الحكومة خلال هذه الفترة دعمًا كبيرًا للمزارعين.

وشهد إنتاج السكر زيادة ملحوظة في الخمسينيات والستينيات؛ نتيجة للتوسع في زراعة القصب واعتماد تقنيات حديثة مما حقق الاكتفاء الذاتي.

أثرت الحرب والصراعات على صناعة السكر، وانعكست التوترات السياسية والاقتصادية على الإنتاج الزراعي والصناعي، مما أدى لتراجع إنتاج السكر.

اقرأ أيضا .. افتتاح مصنع نيرك لقطارات المترو والسكك الحديدية منتصف العام المقبل

وواجهت مصر، تحديات كبيرة في إنتاج السكر، من بينها نقص الموارد المالية، وتدهور البنية التحتية الزراعية، وعدم توفر المعدات الحديثة.

وبعد تجاوز مصر لفترة الصراعات ، تحسن إنتاج السكر تدريجيًا، واعتمدت الحكومة على تحسين نوعية المحاصيل وزيادة المساحات المزروعة، مما ساهم في زيادة الإنتاج.

ولعبت التكنولوجيا دورًا مهمًا في تطور صناعة السكر في مصر، بإدخال تقنيات حديثة في معالجة القصب.

ساعد ذلك على تحسين كفاءة الإنتاج وزيادته وتقليل الفاقد، ولكن مع الازدياد المضطرب لعدد السكان، زاد الاستهلاك المحلي للسكر.

في المقابل زادت معدلات الإنتاج بنسب أقل، مما أحدث فجوة، أدت لعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ولتقليل هذا العجز، تسعى مصر إلى زيادة الإنتاج المحلي من خلال تحسين تقنيات الزراعة، وتعزيز الاستثمار في قطاع السكر، وتطوير برامج لزيادة كفاءة الإنتاج.

ويلعب القطاع الخاص دورًا مهمًا في دعم صناعة السكر، من خلال الاستثمار في المشاريع الزراعية والصناعية، للمساهمة في زيادة الإنتاج وتحسين كفاءة الصناعة.

واردات مصر من السكر

وطبقًا للبنك المركزي المصري فقد سجلت قيمة واردات مصر من السكر في 2023 ما يزيد عن 283 مليون دولار وهو الرقم الأعلى منذ 2015

وسجلت قيمة واردات مصر من السكر خلال 9 سنوات ما يزيد عن 1.5 مليار دولار تسعى مصر لتوفيرها من خلال زيادة الانتاج عبر المشروعات الجديدة

وكان من ضمن الخطوات التي تحققت على أرض الواقع :

مصنع القناة للسكر

حيث إنتهت مصر مؤخرا من إنشاء أكبر مجمع صناعي متكامل لإنتاج السكر الأبيض من بنجر السكر بمنطقة غرب المنيا بصعيد مصر، والمقرر أن يبدأ إنتاج أكثر من 900 ألف طن من السكر الأبيض سنويا بحلول 2025

من داخل مصنع القناة للسكر

أقيم المجمع الصناعي من خلال شراكة مصرية إماراتية، حيث تمتلك مجموعة الغرير وشركة موربان إنرجي الإمارتيتين حصة 70% بينما تمتلك شركة الأهلى كابيتال القابضة الذراع الإقتصادى للبنك الأهلى المصري حصة 30%.

مصنع القناة للسكر

مصنع النوران للسكر

يساهم مصنع الشركة الشرقية للسكر “النوران” بنسبة 11% من إجمالي إنتاج السكر في مصر

وينتج المصنع القائم في مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية 250 ألف طن سكر أبيض من البنجر، ويتم الاستعانة بهم لتلبية احتياج السوق المحلي، بالإضافة إلى منتجات التصدير، وهي: 100 ألف طن مولاس، و100 ألف طن علف حيواني.

الرئيس أثناء تفقده لمصنع النوران للسكر

أقيم مصنع “النوران” بالشراكة بين عدة مؤسسات حكومية وخاصة ومستثمرين على رأسهم: المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، والصندوق العربي للتنمية، والقطاع الخاص ممثلا في المهندس صادق السويدي، ومجموعة النوران، والقطاع العام المصري ممثلًا في شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، والقطاع المصرفي ممثلا في “بنك مصر”.

اكتفاء ذاتي

وتستهدف مصر مع التشغيل الكلي لكلا المجمعين الجديدين إعلان الاكتفاء الذاتي من سلعة السكر وتحقيق فائض في الإنتاج للمرة الأولى منذ 52 عاما يتم تخصيصه للتصدير.

فرحة العمال بإنتاج السكر من داخل مصنع القناة للسكر
زر الذهاب إلى الأعلى