عانت السكك الحديدية المصرية من تدهور وإهمال لسنوات طويلة، ومعاناة الشعب المصري من حوادث خروج القطارات عن القضبان ومآسي انقلاب وتصادم القطارات لازالت يتردد صدى كوارثها.
حتى توجهت الإرادة السياسية بقيادة الرئيس السيسى نحو حل تلك المشكلة من جذورها، مع العمل المستمر على تطوير السكك الحديدية، لنشاهد اليوم مصر تستعد لإمتلاك أطول شبكة قطارات كهربائية فى الشرق الأوسط، والخامسة على مستوى العالم.
وقد شمل تطوير السكك الحديدية القديمة كل مكونات القطاع من إصلاح وتطوير المحطات القديمة لإنشاء محطات جديدة لتطوير آليات العمل فى السكة الحديد، وتطوير القضبان، وتغيير العربات للقطارات القديمة واستيراد قطارات جديدة بالكامل، مع إصلاح وتطوير العربات القديمة لإعادتها للعمل بعد الصيانة الشاملة.
أما فى سياق النقلة النوعية المنتظرة لمجال السكة الحديد فى مصر، تأتى منظومة إنشاء القطار الكهربائي السريع والتى بدأت فى 13 يناير 2021، عندما استقبل الرئيس السيسى جو كاسير الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة “سيمنز”، وأعلن الاتفاق رسمياً لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع فى مصر بإجمالي أطوال نحو 2250 كم على مستوى الجمهورية، وبسرعة 250 كم/ساعة، وبتكلفة قدرها 360 مليار جنيه.
لتبدأ وزارة النقل بقيادة الوزير كامل الوزير وبمشاركة الشركات الوطنية فى تنفيذ إنجاز غير مسبوق يضيف لمصر شرايين جديدة للتمدد العمراني والتنمية المستدامة.
ونظراً لحجم المشروع وضرورة الاستفادة منه على كل المستويات، تكاملت جهود وزارة النقل المصرية لجذب الاستثمار لتوطين صناعة السكك الحديدية فى مصر، وإنتاج عربات القطارات مترو الانفاق في الداخل بالتنسيق مع تحالف شركات عالمية فى هذا المجال، و بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع.
تفاصيل خطوط القطار الكهربائي السريع تشمل 4 خطوط قطارات كهربائية :
– أولا خط العين السخنة /العلمين بأطوال 460 كم، وسيربط مساره مدن العاصمة الإدارية ومدينة أكتوبر، والشيخ زايد، و الإسكندرية وبرج العرب، مروراً ب15 محطة مع تنفيذه على مرحلتين.
– ثانيا الخط الثاني يمتدد من مدينة 6 أكتوبر حتى محافظة أسوان فى تنفيذ أطول مسار للقطار الكهربائي السريع عبر المحافظات المصرية جنوباً.
– ثالثا الخط الثالث يمتدد من محافظة الأقصر حتى مدينة الغردقة، وهو المسار المؤثر بالنسبة للسياحة بين البحر الأحمر ومدن مصر القديمة العامرة بالاثار والمعابد الفرعونية الجاذبة للسياحة العالمية، مما يحقق ربط للتكامل السياحى بين البحر الأحمر و الأقصر وصعيد مصر.
– الخط الرابع للقطار الكهربائي السريع سيربط مطروح /الإسكندرية /الساحل، وما تعنيه تلك المناطق من مستقبل التعمير فى المدن الجديدة والمشروعات الكبري.
يذكر أن تكلفة الخطوط الأربعة الجارى تنفيذها تقدر بحوالى 390 مليار جنيه.
وستكون هذة الشبكة العملاقة من القطارات السريعة بمثابة قناة سويس جديدة تربط البحر الأحمر بالمتوسط، ومسارات للنقل والشحن بين المدن والمناطق الصناعية والموانيء مما يحقق ركائز تطوير اقتصادي شامل، كما تساهم فى خدمة مجال السياحة بشكل كبير.
