مصر تستعد لبيع حصة في المصرف المتحد كجزء من جذب الاستثمار
مصر تسعى لاستقرار اقتصادها ومعالجة نقص العملات وجذب الاستثمار
تمضي مصر قدماً في خطط بيع حصة في المصرف المتحد من خلال طرح عام أولي في أوائل عام 2025، مما يمثل خطوة مهمة في برنامج الخصخصة الجاري في البلاد، بحسب ما نشره موقع جلوبال فاينانس.
بحسب خاص عن مصر، تتماشى هذه الخطوة مع الإصلاحات الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي حيث تسعى مصر إلى استقرار اقتصادها ومعالجة نقص العملات الأجنبية وجذب الاستثمار.
خطوة خصخصة استراتيجية
أعلن البنك المركزي المصري في سبتمبر أنه سعى للحصول على الموافقات من الهيئات التنظيمية الرئيسية، بما في ذلك هيئة الرقابة المالية والبورصة المصرية، للمضي قدماً في البيع. وفي حين لم يتم الكشف عن القيمة الدقيقة للطرح العام الأولي حتى الآن، فمن المتوقع أن يكون البيع جزءًا كبيرًا من الاستراتيجية الاقتصادية الأوسع لمصر.
أقرا أيضا.. مهرجان أبو سمبل للشمس.. عجائب مصر القديمة تدفع عجلة السياحة
شهد المصرف المتحد، بأصول تصل إلى 106 مليار جنيه مصري (EGP) – حوالي 2.2 مليار دولار – بحلول منتصف عام 2024، نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. وبحسب البنك المركزي المصري، ارتفعت أرباح المصرف المتحد إلى 1.74 مليار جنيه بنهاية عام 2023، مقارنة بـ 1.15 مليار جنيه في عام 2021. يدير البنك حاليًا شبكة من 68 فرعًا و225 ماكينة صرف آلي ويعمل به حوالي 1800 موظف. كما يقدم خدمات مصرفية إسلامية، وهي ميزة أساسية لقاعدة عملائه المتنوعة.
الإصلاحات الاقتصادية ودعم صندوق النقد الدولي
علق أحمد نجم، رئيس أبحاث السوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة XS.com، بأن الطرح العام الأولي المخطط له هو جزء من برنامج الخصخصة الأوسع في مصر والذي يهدف إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي ومعالجة أزمة العملة الأجنبية في البلاد. وقال نجم: “البيع جزء من برنامج بيع الأصول الأوسع لمعالجة نقص العملات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد”.
تعد مبادرة الخصخصة جانبًا حاسمًا من جهود الحكومة المصرية للوفاء بالتزاماتها المالية واستدامة النمو الاقتصادي في ظل الإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي. في عام 2022، دخلت مصر في اتفاقية تسهيل الصندوق الممتد لمدة 46 شهرًا مع صندوق النقد الدولي، بقيمة 3 مليارات دولار. وتم توسيع هذه الصفقة لاحقًا إلى 8 مليارات دولار في مارس 2024، مما يؤكد أهمية برنامج الخصخصة للتعافي الاقتصادي في مصر.
المخاطر الجيوسياسية وثقة المستثمرين
مع ذلك، فإن طموحات مصر تحد من عدم الاستقرار الإقليمي، مع تزايد المخاوف من أن تتصاعد التوغلات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان إلى صراع أوسع نطاقًا. ويشكل احتمال نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقًا مخاطر على ثقة المستثمرين، مما قد يؤثر على قدرة مصر على جذب المشترين للأصول المملوكة للدولة، بما في ذلك يونايتد بنك.
على الرغم من هذه التحديات، فإن مصر عازمة على المضي قدمًا في أجندة الخصخصة. أعلنت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية السابقة في مصر، في وقت سابق من هذا العام أن الحكومة تهدف إلى توليد مليار دولار من بيع الشركات المملوكة للدولة في عام 2024 و1.5 مليار دولار في عام 2025. وهذا التوقع أقل بشكل ملحوظ من الهدف الأولي البالغ 6.5 مليار دولار الذي أعلنه وزير المالية المصري في فبراير، مما يعكس المشهد الاقتصادي المتطور.
عملية موازنة للاستقرار الاقتصادي
إن البيع المخطط له لبنك المصرف المتحد يؤكد التزام مصر باستراتيجيتها للإصلاح الاقتصادي، حتى في مواجهة عدم اليقين الجيوسياسي. وفي حين حذر البنك المركزي المصري من أن الطرح العام الأولي يخضع لظروف السوق والموافقات التنظيمية، فإن هذه الخطوة تشكل عنصرا أساسيا في جهود مصر لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز احتياطياتها المالية.