مصر تستعد لمواجهة أي وقف محتمل للمساعدات الأمريكية 

في ظل التوترات السياسية الأخيرة، كشفت مصادر عن استعداد الحكومة المصرية لاتخاذ تدابير احترازية تحسبًا لأي وقف محتمل للمساعدات الأمريكية.

مصر تستعد لمواجهة أي وقف محتمل للمساعدات الأمريكية

تأتي هذه التحركات بعد تقارير عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حال فوزه بالانتخابات، قطع المساعدات عن مصر بسبب موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة، حسبما أعلنت العربية نسبة إلى مصادرها.

المساعدات الأمريكية
الخارجية المصرية

وبينما قد يؤثر وقف المساعدات على بعض الجوانب العسكرية، فإن القاهرة تمتلك خيارات أخرى، أبرزها تعزيز التعاون مع روسيا والصين وأوروبا، مما يمنحها استقلالية أكبر عن النفوذ الأمريكي.

المساعدات الأمريكية لمصر وأهميتها

تحصل مصر على مساعدات عسكرية أمريكية سنويًا، وذلك بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل التي وُقعت عام 1979.

وتُقدر هذه المساعدات بحوالي 1.3 مليار دولار سنويًا، تُستخدم بشكل أساسي لدعم وتحديث القوات المسلحة المصرية.

تعتمد مصر على المساعدات في صيانة وتحديث المعدات العسكرية الأمريكية التي تمتلكها، مثل:

– دبابات أبرامز (Abrams)

– مروحيات أباتشي (Apache)

– مقاتلات F-16 فالكون (Falcon)

– طائرات النقل العسكرية C-130 هيركليز (Hercules)

وأي وقف أو تخفيض لهذه المساعدات قد يؤثر على قدرة الجيش المصري في صيانة هذه المعدات وتحديثها.

المساعدات الأمريكية
دبابات ابرمز M1A1

أسباب التهديد بوقف المساعدات

وفقًا لتقارير إعلامية، فإن أحد الأسباب الرئيسية وراء التهديد بقطع المساعدات هو رفض مصر لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، وهو الأمر الذي أكدت القاهرة رفضه مرارًا، معتبرة أنه يتعارض مع الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني.

ويرى محللون أن الضغط على مصر بورقة المساعدات يأتي ضمن محاولات لتغيير موقفها السياسي من القضية الفلسطينية، إلا أن القاهرة ترفض الانصياع لمثل هذه الضغوط.

خطة مصر لتفادي تأثير وقف المساعدات

رغم أهمية المساعدات الأمريكية، تمتلك مصر خطة بديلة لتفادي أي تأثير سلبي، تشمل:

1. تنويع مصادر التسليح: اتجهت مصر في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر تسليحها من دول مثل روسيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين، مما يمنحها استقلالية أكبر عن السلاح الأمريكي.

2. زيادة التصنيع العسكري المحلي: تعمل مصر على تعزيز قدراتها في التصنيع العسكري، بما يشمل إنتاج الأسلحة، والمركبات العسكرية، والطائرات المسيرة.

3. تعزيز الشراكات العسكرية: كثفت مصر تعاونها العسكري مع دول أخرى، مثل روسيا وفرنسا، حيث حصلت على مقاتلات “رافال” الفرنسية ومنظومات صواريخ متطورة من روسيا.

4. التوسع في التعاون الاقتصادي مع دول أخرى: لتقليل الاعتماد على الدعم الأمريكي، تعمل مصر على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول العربية والآسيوية.

مصر تمتلك أوراق ضغط وتستطيع الرد

إذا قررت واشنطن إيقاف المساعدات العسكرية، فإن مصر لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل يمكنها اتخاذ خطوات استراتيجية للرد، أهمها:

– التوجه بشكل أكبر نحو التعاون العسكري مع روسيا والصين، اللتين توفران بدائل قوية للتسليح الأمريكي.

– تعزيز الشراكات العسكرية مع دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، اللتين سبق أن زودتا مصر بأسلحة حديثة مثل الرافال والفرقاطات المتطورة.

– توسيع اتفاقيات الدفاع المشترك مع دول إقليمية، مما يتيح لمصر تنويع مصادر الدعم العسكري والاقتصادي.

– إعادة النظر في الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك تسهيلات العبور والتعاون العسكري والتدريب، وهو ما قد يؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

هل يؤثر وقف المساعدات على الجيش المصري

رغم أن وقف المساعدات الأمريكية قد يكون له تأثير قصير المدى، فإن الجيش المصري يمتلك قدرات دفاعية متطورة وخيارات متعددة تجعله قادرًا على التعامل مع أي تحديات محتملة.

كما أن مصر حافظت على سياستها المستقلة في إدارة شؤونها الخارجية، مما يجعلها قادرة على تجاوز أي ضغوط سياسية.

اقرأ أيضاً

غواصة نووية أمريكية تثير غضب كوريا الشمالية 

العلاقات المصرية الأمريكية

تبقى العلاقة بين مصر والولايات المتحدة استراتيجية، لكن التهديد بقطع المساعدات يعكس طبيعة المصالح المتغيرة بين الدول.

ومع استعداد مصر لمواجهة أي تداعيات محتملة، يبدو أنها تسير بخطى ثابتة نحو الاستقلالية العسكرية والاقتصادية، مما يجعلها أقل عرضة لأي ضغوط مستقبلية، وقادرة على اتخاذ قراراتها السيادية دون تأثير خارجي.

زر الذهاب إلى الأعلى