مصر تصنع التاريخ.. أول دولة أفريقية تستضيف المؤتمر العالمي المائة للغاز عام 2031
القاهرة (خاص عن مصر)- في إنجاز تاريخي لمصر وقطاع الطاقة العالمي، استضافت جمعية الغاز المصرية بنجاح اجتماع مجلس الاتحاد الدولي للغاز في القاهرة من 14 إلى 17 أكتوبر 2024.
ووفقا لتقرير موقع إيجيبت أويل آند جاز، شكل الحدث لحظة مهمة في مشهد الطاقة في البلاد، حيث جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من جميع أنحاء العالم لمناقشة مستقبل صناعة الغاز العالمية.
كما مهدت هذه المناسبة المهمة الطريق لقيادة مصر المستقبلية، حيث أصبحت أول دولة أفريقية تفوز برئاسة الاتحاد الدولي للغاز، مع الإعلان عن نجاح مصر في استضافة المؤتمر العالمي المائة للغاز عام 2031.
أكد اجتماع القاهرة، الذي حضره مندوبون من آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا، على النفوذ العالمي للاتحاد الدولي للغاز، وهو هيئة تسهل التعاون الاستراتيجي عبر قطاع الغاز.
اجتمع ممثلون من الدول الرئيسية المنتجة للغاز، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة وقطر، لمناقشة القضايا الحرجة التي تواجه الصناعة واستكشاف سبل زيادة التعاون.
مناقشات مثمرة وتعاون استراتيجي
خلال استضافت جمعية الغاز المصرية بنجاح اجتماع مجلس الاتحاد الدولي للغاز في القاهرة، ركزت المناقشات الرئيسية على وضع أجندات استراتيجية للأحداث المستقبلية، بما في ذلك المؤتمر الدولي لبحوث الغاز 2027 ومؤتمر الغاز العالمي 2025.
سيطر الالتزام المشترك بتعزيز الممارسات المستدامة في قطاع الغاز على الجلسات، حيث تبادل المنسقون الإقليميون رؤى لمعالجة التحديات المحلية. كان الحدث أيضًا فرصة لمصر لإظهار نفوذها المتزايد في قطاع الطاقة وتعزيز شراكاتها داخل مجتمع الغاز العالمي.
في خطوة كبيرة نحو تعميق التعاون، وقعت جمعية الغاز المصرية مذكرتي تفاهم مع شركاء دوليين. تهدف الاتفاقية الأولى، مع اتحاد الغاز الكوري، إلى تعزيز تبادل المعلومات وتعزيز فرص التواصل للأحداث العالمية للغاز.
تسعى مذكرة التفاهم الثانية، مع مؤسسة عمان للغاز الطبيعي المسال للتنمية، إلى تعزيز تنظيم الأحداث المشتركة ومبادرات الاستدامة، مما يعكس النهج الاستباقي لمصر في دفع معايير الصناعة وتعزيز الابتكار.
الترحيب الحار والكلمات الرئيسية
تميز افتتاح اجتماع مجلس الاتحاد الدولي للغاز بحفل استقبال في فندق النيل ريتز كارلتون في 5 أكتوبر، حيث اجتمعت شخصيات رئيسية في صناعة الغاز للاحتفال بالدور المحوري لمصر في هذا القطاع. ألقى معالي كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، كلمة أكد فيها على أهمية الحدث في تعزيز الشراكات العالمية في مجال الطاقة.
أعربت السيدة لي يالان، رئيسة الاتحاد الدولي للغاز، عن امتنانها لكرم الضيافة من جانب مصر وأشارت إلى أهمية الانتخابات المقبلة لفترة الرئاسة 2028-2031.
ألقى خالد أبو بكر، رئيس جمعية الغاز المصرية، الذي سيتولى قريبًا رئاسة الاتحاد الدولي للغاز، كلمة قوية سلطت الضوء على التزام مصر بتعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة في المنطقة. وقد أثرى المساء بالعروض الثقافية، بما في ذلك رقصة التنورة التقليدية، مما أضاف إلى أهمية المناسبة.
يوم الانتخابات: مصر تنتصر لقيادة الاتحاد الدولي للغاز
كان من أبرز أحداث اجتماع المجلس في 16 أكتوبر عندما فازت مصر في انتخابات تاريخية لقيادة الاتحاد الدولي للغاز للفترة 2028-2031، بعد هزيمة كولومبيا في تصويت متقارب.
نتيجة لهذا الفوز، سيتولى المهندس خالد أبو بكر رئاسة الاتحاد الدولي للغاز بعد مؤتمر الغاز العالمي 2025 في بكين، حيث سيشغل منصب نائب الرئيس مؤقتًا. يعزز هذا الإنجاز زعامة مصر في صناعة الغاز العالمية ويهيئ المسرح للبلاد للعب دور محوري في تشكيل مستقبل الطاقة.
ليلة احتفال وتأمل
للاحتفال بالإنجاز الكبير الذي حققته مصر، استضافت جمعية الغاز المصرية حفل عشاء مميزًا في المتحف المصري الكبير، بعد جولة خاصة في المكان. وتضمن الحدث عرضًا راقصًا على الطراز الفرعوني وخطابات من شخصيات رئيسية في قطاع الطاقة.
أشادت السيدة لي يالان في كلمتها بمساهمات مصر الكبيرة في المشهد العالمي للطاقة وهنأت البلاد على تأمين رئاسة الاتحاد الدولي للغاز. وأكد معالي السيد كريم بدوي على موقع مصر الاستراتيجي عند مفترق الطرق بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، مشددًا على دور البلاد كمركز رئيسي للطاقة.
امتلأت الليلة بتصريحات من المهندس محمد فؤاد، الأمين العام لجمعية الغاز المصرية، الذي أكد على أهمية التعاون داخل قطاع الطاقة. وأعرب المهندس خالد أبو بكر في كلمته عن امتنانه للاتحاد الدولي للغاز لالتزامه بالاستدامة وأشاد بقيادة معالي السيد بدوي والشخصيات الرئيسية الأخرى في تعزيز رؤية مصر في مجال الطاقة.
المبادرات التعليمية وحلقات النقاش
في اليوم الأخير من اجتماع المجلس، تحول الاهتمام إلى جهود مصر في تعزيز التعليم وتمكين الشباب في قطاع الطاقة. قدمت الدكتورة سلمى البكري، رئيسة مجلس إدارة Balanced Education، عرضًا حول أهمية تدريب المهنيين في تقنيات الغاز والطاقة المتجددة.
شمل ذلك الإعلان عن مدرسة أبو بكر للتكنولوجيا التطبيقية للغاز والطاقة المتجددة، وهي أول مؤسسة في مصر مخصصة لتوفير التعليم والتدريب المتطور في تقنيات الطاقة.
تلا ذلك حلقتان نقاشيتان ثاقبتان، ركزتا على المشهد المتطور للطاقة. تناولت الحلقة النقاشية الأولى، “ديناميكيات الغاز في مشهد التحول المتطور للطاقة”، دور الغاز الطبيعي في التحول العالمي للطاقة، مع متحدثين من وزارة البترول المصرية، ومنتدى غاز شرق المتوسط، وبكتل. وسلطت المناقشة الضوء على أهمية التعاون الإقليمي لتعظيم إمكانات موارد الغاز.
استكشفت الحلقة النقاشية الثانية، “اقتصاد الهيدروجين – مصر والتحول العالمي للطاقة النظيفة”، مستقبل طاقة الهيدروجين. أكد خبراء من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وشركة طاقة عربية على إمكانات مصر لتصبح رائدة عالمية في إنتاج الهيدروجين، والاستفادة من مواردها من الطاقة المتجددة وموقعها الاستراتيجي.
على الرغم من التحديات مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج والافتقار إلى آليات التسعير الراسخة، اتفق المشاركون على أن الاستثمارات طويلة الأجل والتعاون الدولي يمكن أن يفتح المجال أمام إمكانات مصر في مجال الهيدروجين.