مصر تطالب “الفاو” بتوسيع المشاركة في مشروع تعزيز الزراعة الذكية
طالبتْ مصر من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتوسيع نطاق مشروع “تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجي الزراعي” ليشمل المزيد من القرى والمزارعين، خاصة من فئة النساء اللاتي يُعتبرن من العوامل الأساسية لنجاح أي مشروع، كما شددت على ضرورة تقديم الدعم الكامل والتيسيرات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
جاء ذلك خلال زيارة وفد رفيع المستوى عقدته “الفاو” لمحافظة البحيرة لمتابعة سير أنشطة المشروع.
مصر تطالب “الفاو” بتوسيع المشاركة في مشروع تعزيز الزراعة الذكية
قالت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، إن المحافظة تُعد أكبر محافظة زراعية في مصر وسلة الغذاء للبلاد. وأكدت على أهمية مشروع “تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجي الزراعي”، الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والممول من الحكومة الكندية.
تم التأكيد على أهمية مشروع “تعزيز الزراعة الذكية مناخياً والتنوع البيولوجي الزراعي” في دعم القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، خاصة في المجتمعات الريفية الأكثر تأثراً في الأراضي القديمة والجديدة بدلتا النيل وصعيد مصر.
ويهدف المشروع إلى مساعدة الفقراء والمجتمعات الريفية الضعيفة في الأراضي القديمة والجديدة في مصر على التكيف مع تغير المناخ من خلال تنفيذ تقنيات مستدامة ومرنة مناخياً.
ويضمن المشروع عدم ترك أي شخص يعتمد على الزراعة لمصدر رزقه، بما في ذلك النساء والشباب الريفيين الذين لا يملكون أراضٍ أو العاطلين عن العمل أو العاملين بشكل موسمي.
وسيقلل المشروع من انعدام الأمن الغذائي المحلي الناجم عن تغير المناخ ويحسن سبل العيش من خلال نهج مجتمعي متكامل، يعزز التنوع البيولوجي ويتماشى مع مبادئ الترابط بين الماء والطاقة والغذاء.
مشاركة واسعة في الزيارة
بدأت الزيارة باستقبال الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، لوفد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بحضور الدكتور محمد يعقوب، مساعد ممثل الفاو للبرامج في مصر، والدكتور علي حزين، الممثل الوطني للمشروع، وأولريك شانون، سفير كندا في القاهرة، إلى جانب شارون بيك، المدير التنفيذي لبرنامج تنمية الشرق الأوسط بالشؤون العالمية الكندية، وسيندي ماكلبين، نائب المدير التنفيذي لبرنامج التنمية، ونانسي عودة، مدير قسم التنمية الدولية بسفارة كندا في مصر.
كما حضر الوفد ممثلون عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجلس القومي للمرأة، وتم خلال اللقاء استعراض أنشطة المشروع في المحافظة، والتشاور حول أوجه التعاون المستقبلية بين المحافظة والمنظمة والحكومة الكندية لدعم التنمية المستدامة في البحيرة.
وفي اليوم التالي، شهدت الزيارة حضور محافظ البحيرة والوفد المرافق لها، إلى جانب الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والقائم بأعمال ممثل المنظمة في مصر، والسفير الكندي والوفد المرافق له.
اقرأ أيضًا: تبدأ بـ184 ألف جنيه.. أماكن وحدات سكن لكل المصريين في المحافظات
كما حضر الحفل وفد من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمجلس القومي للمرأة، وممثلون عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والجمعيات الأهلية النشطة، بالإضافة إلى عدد من المزارعين وأعضاء فريق عمل المشروع، وقد تم تنظيم حفل تخرج “مدرسة مزارعين حقلية” في مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، الذي يندرج ضمن أنشطة المشروع.
وسلط الواعر الضوء على أهمية مؤتمر التغير المناخي، مع مناقشة التحديات التي تواجه المزارعين بسبب التغيرات المناخية ودور المنظمة في تدريب المزارعين على أساليب الزراعة المستدامة وتشجيعهم على التكيف مع التغيرات البيئية.
وأشاد السفير الكندي بالعلاقة المتميزة بين الحكومة المصرية وكندا، معرباً عن فخره بتقديم الدعم لمشروعات التنمية الزراعية في مصر، ما أسهم في تعزيز التبادل التجاري ورفع حجم التعاون في مجال الزراعة، كما قدم شكره للمنظمة ومحافظ البحيرة على جهودهم المبذولة في إنجاح هذا المشروع الحيوي.
وتناول المنسق الوطني للمشروع أهمية الشراكة بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والمنظمة في تطوير الزراعة المصرية، مع التركيز على دور المنظمة في دعم المزارعين ورفع كفاءاتهم لمواجهة التحديات المناخية.
لقاء مفتوح مع المزارعين
وتم عقد حوار مفتوح مع المزارعين المستفيدين من المشروع للاستماع إلى تجاربهم العملية في استخدام الأساليب الزراعية الحديثة وكيفية التغلب على التحديات التي واجهوها.
وفي ختام اللقاء، تم توزيع جوائز (جهاز رشاش زراعي يعمل آليًا ويدويًا) على 100 مستفيد ومستفيدة، تكريماً لجهودهم المبذولة في تطبيق أساليب الزراعة الذكية مناخياً المستدامة.
ونظمت الفاو زيارة ميدانية لمتابعة التقدم المحرز في أنشطة المشروع، حيث قام الوفد الكندي بتفقد مدرسة المزارعين الحقلية التي تطبق ممارسات الزراعة الذكية مناخياً والتنوع البيولوجي الزراعي.
وشمل ذلك عرض نموذج الزراعة الحراجية باستخدام محصول الفاصوليا على أشجار اليوسفي لتعظيم الاستفادة من وحدة الأرض، بالإضافة إلى استعراض تقنيات الري بالتنقيط كأحد أساليب الري الحديثة، واستخدام وحدة الطاقة الشمسية كنموذج للطاقة المستدامة، فضلاً عن زيارة الحقول التعليمية التي تساهم في نشر هذه الممارسات.