مصر تطلق أضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط باستثمارات ملياري جنيه

شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مراسم تسليم جينوم الرياضيين، ضمن الخطوات التنفيذية لمشروع الجينوم المصري، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تعميق المعرفة بالتركيبة الجينية يفتح الباب لتطوير استراتيجيات صحية شاملة
استهلَّ الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، حديثه بالإشارة إلى الأهمية الكبيرة التي يحظى بها مشروع الجينوم المصري، ليس فقط على صعيد تطوير الصلأداء الرياضي، بل كذلك من منظور الصحة العامة والوقاية، موضحًا أن تعميق المعرفة بالتركيبة الجينية للمصريين يفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات صحية شاملة تحد من انتشار الأمراض.
وأضاف أن المشروع يُمثِّل انعكاسًا لتوجيهات القيادة السياسية في مصر، والتي تضع الإنسان والعلم في صدارة أولويات التنمية، مشددًا على الدعم الكامل الذي توليه الدولة لهذا المشروع الحيوي.
- وزير الصحة يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط
وزير التعليم العالي: مشروع الجينوم الرياضي يؤسس لنقلة نوعية في تطوير الرياضة
أوضح عبد الغفار أن مشروع الجينوم الرياضي يشكل امتدادًا طبيعيًا للجينوم المصري ويؤسس لنقلة نوعية في تطوير الرياضة، حيث يعتمد على تقنيات حديثة لتحليل الحمض النووي بهدف وضع برامج تدريبية وغذائية وتأهيلية مصممة حسب الخصائص الجينية لكل رياضي، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية جديدة لبناء كوادر رياضية متميزة.
استثمارات تصل إلى ملياري جنيه
من جانبه، أعرب الدكتور أيمن عاشور عن اعتزاز وزارة التعليم العالي بهذا المشروع الطموح، الذي يعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، باستثمارات تصل إلى ملياري جنيه، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يأتي في إطار التزام الدولة بدعم البحث العلمي والابتكار، انسجامًا مع رؤية مصر 2030 وتحولها نحو اقتصاد المعرفة.
وكشف عاشور أن المشروع بدأ في 2021 تحت إشراف وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي، من خلال تحالف يضم 15 جامعة ومركز أبحاث إلى جانب منظمات غير حكومية تابعة لأربع وزارات، والجهة المنفذة هي مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.
المشروع يمهد لمرحلة جديدة في الطب الدقيق والعلاج الجيني
أشار إلى أن المشروع يمهد لمرحلة جديدة في الطب الدقيق والعلاج الجيني، بفضل الدعم الكبير من القيادة السياسية.
إنشاء مركز للجينوم المصري وخدمات تحليل جيني متطورة
تحدث الوزير عن الأهداف الطموحة للمشروع، منها إنشاء مركز للجينوم المصري هو الأول من نوعه في القارة الإفريقية، وتوفير خدمات تحليل جيني متطورة، إضافة إلى بناء قواعد بيانات تمكن من التشخيص المبكر للأمراض وتطوير علاجات مخصصة، وكذلك رسم الخريطة الجينية للمصريين القدماء لاكتشاف أسرار حضارتهم.
- وزير التعليم العالي يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط
كما عرض الوزير أبرز ما تحقق حتى الآن، بما في ذلك عقد اجتماعات مكثفة لمتابعة التنفيذ، وتوفير الأجهزة اللازمة، وتحديد الاحتياجات الفنية.
جمع وتحليل ما يفوق 25 ألف عينة جينية من مختلف المحافظات
من المستهدف جمع وتحليل ما يفوق 25 ألف عينة جينية من مختلف المحافظات، وإنشاء بنية رقمية قوية لتحليل تلك البيانات، بجانب إطلاق دراسة للجينوم الرياضي لرصد المواهب بناءً على الخصائص الوراثية، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة للرياضيين المصريين.
وفيما يخص الإنجاز المرحلي، تم حتى الآن جمع 2833 عينة للجينوم السكاني، و1152 عينة لأمراض نادرة، و341 عينة لأمراض الكبد، إضافة إلى 205 عينة ضمن الجينوم الرياضي، موزعة على سبعة أقاليم جغرافية تغطي أنحاء الجمهورية، مع تطور ملحوظ في النشر العلمي الدولي بالمجال الجيني.
اقرأ أيضًا: مصر تدشن خدمة الإسعاف البحري بصناعة محلية للمرة الأولى
انطلاق مسار جديد لدراسة جينومات النوابغ والموهوبين
أعلن الوزير كذلك عن انطلاق مسار جديد لدراسة جينومات النوابغ والموهوبين، لاستكشاف العوامل الجينية المرتبطة بالذكاء والإبداع، مما يفتح المجال لتطوير مناهج تعليمية موجهة لرعاية العقول المصرية الشابة، كما اعتبر المشروع استثمارًا طويل الأجل في رأس المال البشري.
وأكد أن الوزارة وضعت رؤية متكاملة لاكتشاف الموهوبين ودعمهم من خلال منظومة مؤسسية تشمل الجامعات ومراكز البحث العلمي ومجمعات الابتكار، إلى جانب برامج متنوعة مثل نادي الابتكار (I Club)، وجامعة الطفل، ومشروع “بدايتي”، ونوادي ريادة الأعمال، ورالي السيارات الكهربائية، والمعرض الدولي للابتكار، وغيرها من المبادرات التي تستهدف تنمية العقول المبدعة في سن مبكرة.
- وزير التعليم العالي يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط
من جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن مشروع “NEXT GENE” يُمثل تحولًا محوريًا في تطوير الرياضة المصرية، بفضل إدماج التكنولوجيا الجينية في منظومة إعداد الرياضيين، مما يتيح تصميم برامج تدريب وتأهيل مخصصة لكل رياضي، بناءً على تركيبه الوراثي، ويعزز من الأداء البدني ويقلل من مخاطر الإصابات.
مصر تستمثر في الإنسان كأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
أضاف الوزير أن هذه المبادرة تمثل توجهًا واضحًا نحو استثمار الدولة في الإنسان كأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن توقيت انطلاق المشروع يعكس التزام الدولة بتطبيق رؤية علمية شاملة في القطاع الرياضي، بالتنسيق مع القطاعات الصحية والتعليمية والبحثية، لتحقيق التميز الرياضي على المستويين المحلي والدولي، تماشيًا مع أهداف رؤية مصر 2030.
- إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط وتسليم عينات جينوم الرياضيين
مصر تتبنى أسس علمية حديثة في إعداد الرياضيين
أوضح صبحي أن إدماج الجينوم الرياضي ضمن المشروع القومي للجينوم المصري يجسد توجه الدولة نحو اعتماد أسس علمية حديثة في إعداد الرياضيين، مشيرًا إلى خطط الوزارة لنقل التجربة إلى مراكز التدريب والمنتخبات القومية، بما يضمن استمرارية الإنجازات الرياضية.
واختتم الوزير بالإشادة بالتعاون المؤسسي في تنفيذ المشروع، خاصة دور القوات المسلحة ممثلة في مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، مؤكدًا أن المشروع يضع مصر في موقع ريادي على خريطة الأبحاث الجينية الرياضية العالمية، ويُعد خطوة استراتيجية لبناء جيل رياضي متكامل بدنيًا وذهنيًا.
جاء ذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين، أبرزهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، إلى جانب الدكتور جينا الفقي، القائم بأعمال رئاسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور محمد الجوهري، مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.