سياسة

مصر تعزز القدرات العسكرية للصومال في مواجهة الإرهاب 

أعادت مصر التأكيد على التزامها بدعم جهود الصومال لتحديث جيشها وتأمين سلامة أراضيها، وذلك في مواجهة الصومال للتحديات الأمنية المستمرة، ولا سيما من عودة ظهور حركة الشباب الإرهابية.

وفقا لتقرير نشره موقع جاروي اون لاين، تسلط هذه الشراكة الضوء على التركيز المتزايد على استقرار المنطقة ومعالجة التهديدات الإرهابية، والتي لها آثار بعيدة المدى على الأمن الإقليمي والدولي.

دور مصر في استقرار الصومال

أكدت مصر، من خلال وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، أن دعم المؤسسات الرئيسية في الصومال، وخاصة المؤسسة العسكرية، أمر حيوي لحماية سيادة الأمة.

يتماشى تعزيز أنظمة الدفاع في الصومال مع أهداف مصر الأمنية الإقليمية الأوسع نطاقًا، بما في ذلك الحفاظ على السلام والاستقرار. وصرح عبد العاطي، “إن تحديث الجيش يمثل أولوية رئيسية في الوقت الحالي بسبب عودة ظهور حركة الشباب”.

أقرا أيضا.. مصر تحقق قفزة نجمية في تكنولوجيا الفضاء بقيادة شريف صدقي

يؤكد هذا الالتزام على قيادة مصر داخل جامعة الدول العربية وتفانيها في مبادئ الاتحاد الأفريقي، كما أوضح عبد العاطي. ولا ينصب التركيز فقط على المساعدات العسكرية، بل ينصب أيضا على المساهمة في السلام والأمن الإقليميين كجزء من مسؤوليات مصر بموجب الأطر الدولية مثل ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.

تعزيز القدرات العسكرية والأمنية

الخبرة الطويلة التي تتمتع بها مصر في مكافحة الإرهاب تشكل الأساس لمشاركتها في الصومال. ومع تاريخ البلاد في مكافحة الجماعات المتطرفة، فإن مصر على استعداد لتقديم التدريب والدعم الحاسم للقوات الصومالية.

أشار عبد العاطي إلى “الخبرة الطويلة والقيادة المصرية في مجال مكافحة الإرهاب”، مما يجعلها شريكا رئيسيا في إعادة هيكلة الجيش الصومالي.

بالإضافة إلى تدريب وتجهيز القوات الصومالية، يشمل دعم مصر جهودا أمنية مشتركة على طول الساحل الصومالي. وقد وقعت الدولتان اتفاقية دفاع لإدارة الساحل الذي يبلغ طوله 3333 كيلومترا، وهي منطقة تتعرض لضغوط متزايدة من التهديدات الدولية. وهذه الحماية الساحلية حاسمة ليس فقط لسيادة الصومال ولكن أيضا لتأمين طرق التجارة الحيوية عبر مضيق باب المندب.

الحرب ضد حركة الشباب والإرهاب

إن حركة الشباب، وهي جماعة متطرفة لها معاقل في أجزاء من جنوب ووسط الصومال، تظل قوة مزعزعة للاستقرار في البلاد. وعلى الرغم من الخسائر الإقليمية الأخيرة في أعقاب إعلان الحكومة الصومالية “الحرب الشاملة” على الجماعة، فإن المسلحين ما زالوا يشكلون تهديدًا كبيرًا. وبالتالي، يأتي دعم مصر في وقت محوري حيث تكثف الصومال عملياتها العسكرية ضد حركة الشباب.

التداعيات الإقليمية الأوسع نطاقًا

دعم مصر للصومال يمتد إلى ما هو أبعد من المساعدات العسكرية، ليشمل الاستقرار الإقليمي وحماية طرق التجارة الدولية. إن مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية حيوية، ضروري للتجارة العالمية. إن ضمان أمنها من خلال مكافحة القرصنة والجريمة المنظمة عبر الحدود يشكل أولوية مشتركة لكلا البلدين. وتعكس مشاركة مصر مصالحها الاستراتيجية في حماية حركة البضائع عبر هذا الممر الحيوي.

كما تعمل الشراكة على تعزيز نفوذ مصر داخل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، مما يدل على التزامها بالسلام والأمن الإقليميين. وكما أشار عبد العاطي، فإن تصرفات مصر تتوافق مع المبادئ الدولية، مما يعزز دورها القيادي في تعزيز الاستقرار في جميع أنحاء أفريقيا والعالم العربي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى