اقتصاد

مصر تعزز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية  

اتخذت مصر، وهي لاعب مهم في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، خطوة حاسمة مؤخرًا لتعزيز مكانتها من خلال منح مناقصة لـ 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للربع الرابع من عام 2024.

وفقا لتقرير موقع إنيرجي نيوز، تسلط هذه الخطوة، التي نظمتها شركة البترول والغاز المصرية، الضوء على طموحات مصر الاستراتيجية للحفاظ على نفوذها في مواجهة الأسعار المتقلبة والمنافسة المتزايدة.

مناقصة الغاز الطبيعي المسال المصرية: طموح استراتيجي وسط تقلبات السوق

يُظهِر منح الهيئة المصرية العامة للبترول 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال التزام مصر بتعزيز سوق الطاقة لديها وسط أسعار متقلبة ومشهد دولي تنافسي. وتتراوح أسعار الشحنات بين TTF زائد 1.5 و1.6 دولار لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما يعكس انخفاضًا عن العطاء السابق، حيث تراوحت الأسعار بين TTF زائد 1.6 و2 دولار لكل مليون وحدة حرارية. ويؤكد هذا الانخفاض على أهمية مرونة التسعير في استراتيجية مصر للحفاظ على القدرة التنافسية.

كانت شروط الدفع الممتدة، التي أضافت 50 إلى 60 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية إلى التكلفة الإجمالية، من المميزات البارزة للعطاء. وفي نهاية المطاف، زادت هذه الشروط من تكلفة الشراء إلى حوالي 45 مليون دولار لكل شحنة، بإجمالي إنفاق يبلغ حوالي 907 مليون دولار لجميع الشحنات العشرين. وتسلط الأسعار العائمة المرفقة بهذه الاتفاقيات الضوء على الطبيعة التنافسية للعطاءات وتعكس الاستراتيجية الاقتصادية الأوسع لمصر لجذب المشاركين في سوق سريعة التحول.

اللاعبون الرئيسيون وتخصيص الشحنات: مجال تنافسي

اجتذب العطاء اهتمامًا كبيرًا، حيث تنافست أكثر من 15 شركة على الشحنات. وحصلت أسماء صناعية كبرى مثل أرامكو وجلينكور وجونفور وتوتال وبي بي وشل على حصصها. والجدير بالذكر أن أرامكو برزت باعتبارها الفائز الأكبر، حيث حصلت على 6 إلى 7 شحنات، في حين حصلت شركات أخرى على ما بين 1 إلى 3 شحنات لكل منها. وسيتم تسليم الشحنات على مدى ثلاثة أشهر، حيث يتلقى كل من أكتوبر ونوفمبر وديسمبر عددًا متناسبًا من الشحنات.

من المقرر تسليم معظم الشحنات، 17 من أصل 20، إلى وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة التابعة لشركة هوغ جاليون في محطة الاستيراد بالعين السخنة في مصر، في حين سيتم تسليم الشحنات الثلاث المتبقية إلى محطة العقبة في الأردن. ويعكس هذا التوزيع الجغرافي استراتيجية مصر الأوسع نطاقًا لتلبية احتياجات الأسواق الإقليمية والدولية.

اتجاهات السوق والتسعير: توقعات متباينة

أظهرت أسعار أحدث عطاء اتجاهًا هبوطيًا، مما أثار ردود فعل متباينة بين المتداولين. ففي حين توقع البعض، مثل أحد المتداولين في أوروبا، انخفاض الأسعار بسبب زيادة المنافسة، أشار آخرون إلى المخاطر المحتملة مثل عدم الاستقرار الجيوسياسي وارتفاع تكاليف الشحن كعوامل قد تدفع أقساط التأمين إلى الارتفاع.

أشار أحد المتداولين في أتلانتيك إلى أن “شحنات الهيئة المصرية العامة للبترول قد تنتهي إلى أن تكون أعلى من الفروقات السابقة بنحو 0.15 إلى 0.2 (في فرق TTF)”، مما يؤكد تعقيد هذه المعاملات.

أقرا ايضا.. في مصر..إيليتي السنغافورية تبني أكبر مركز إقليمي لتصنيع الطاقة الشمسية

علاوة على ذلك، فإن تأثير شروط الدفع الممتدة والعوامل الجيوسياسية والقيود المفروضة على قناة السويس يُنظر إليها على أنها عوامل معطلة محتملة لتيسير عمليات التسليم.

كما أظهرت تقييمات بلاتس لتسليمات الغاز الطبيعي المسال في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​أسعارًا تتراوح بين 1.279 دولارًا أمريكيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية و1.745 دولارًا أمريكيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من أكتوبر إلى ديسمبر، فإن عطاء مصر ظل شديد الحساسية لظروف السوق الأوسع.

التداعيات الجيوسياسية والاقتصادية

لا تحدث مناورات سوق الغاز الطبيعي المسال في مصر بمعزل عن غيرها بل في إطار سوق عالمية شديدة التنافس حيث تتنافس آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية على إمدادات الغاز الطبيعي المسال.

نتيجة لذلك، تأثرت السيولة في السوق الأوروبية، حيث أحجم بعض البائعين عن تقديم العطاءات لعطاء مصر. إن بيئة التسليم المعقدة، التي تنطوي على عقبات فنية وبيروقراطية، تزيد من تعقيد قدرة مصر على مواكبة متطلبات مناطق متعددة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى