مصر تقترب من إنهاء عهد استيراد التقاوي.. مسئولون يكشفون خطة الـ3 سنوات
القاهرة (خاص عن مصر) لا يتوقف الباحثون في المراكز والمعاهد التابعة لمركز البحوث الزراعية عن تنفيذ خطط وبرامج الدولة نحو إنتاج أنواع التقاوي محليًا بهدف زيادة إنتاجية مصر من مختلف المحاصيل، وتقليل الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير.
ومن بين الملفات المهمة التي يعمل عليها الباحثون ملف إنتاج تقاوي الخضر محليًا وهو المشروع القومي الذي بدأ العمل عليه قبل عدة سنوات بهدف استنباط أصناف تقاوي محلية ذات إنتاجية عالية، وتقليل نسب استيراد التقاوي والتي تكلف موازنة الدولة ملايين الدولارات سنويًا.
تقليل الاعتماد على استيراد التقاوي
وتبنت وزارة الزراعة برنامج إنتاج تقاوى محاصيل الخضر بتوجيهات مستمرة من القيادة السياسية، حيث إن البرنامج يستهدف زيادة قدرة مصر على توفير بذور الخضروات محليًا بدلاً من الاستيراد لأكثر من 95% من بذور محاصيل الخضر، كما يستهدف البرنامج أيضًا تخفيف الأعباء على المزارع وذلك بإتاحتة التقاوي بأسعار مناسبة مع الحد من الاستيراد توفيرًا للنقد الأجنبي.
اقرأ أيضًا: أبحاث جديدة تضع مصر صوب الاكتفاء الذاتي من إنتاج التقاوي الزراعية
ونجح برنامج إنتاج التقاوي محليًا خلال الفترة الماضية فى استنباط وتسجيل 26 صنف وهجين لـ 10 محاصيل خضر رئيسية هي الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البطيخ، الكنتالوب، البسلة، الفاصوليا، اللوبيا، الخيار والكوسة يتم تقييمها في 11 محطة بحثية على مستوى الجمهورية وبعض مزارع القطاع الخاص.
إنتاج التقاوي المعتمدة محليًا
من جانبه أوضح علاء فاروق وزير الزراعة أنه من الضروري خلال الفترة المقبلة وفي ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية غير مسبوقة أثرت على جميع الاقتصادات، تكثيف العمل على توفير التقاوي المعتمدة محليًا لزيادة نسبة التغطية لمساحات المحاصيل الاستراتيجية.
وأشار إلى ضرورة العمل أيضًا على توفير التقاوي المناسبة لكافة المساحات الجديدة من الأراضي الزراعية بالمشروعات القومية لاستصلاح الصحراء، وذلك بالتعاون مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وقال: لهذا تم توجيه المختصين بالعمل على توفير فائض من التقاوي المعتمدة للتصدير للدول العربية والإفريقية، وتم بالفعل توفير 440 طن من تقاوي القمح والذرة خلال هذه الفترة للبدء في التصدير.
تجهيز تقاوي الموسم الشتوي
وأكد “فاروق” أنه تم تجهيز وتوفير التقاوي للموسم الشتوي الجديد “2024/ 2025” لمحاصيل “القمح، البرسيم، الفول البلدي، والشعير”.
وأوضح أن التقاوي من الأصناف عالية الإنتاجية من أجل توزيعها بالمحافظات قبل موعد الزراعة بوقت كاف مع مراعاة السياسات الصنفية المعلنة من مركز البحوث الزراعية.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالبرنامج الوطني لتقاوي الخضر، فإنه من المستهدف خلال الثلاث سنوات القادمة التوسع في توطين إنتاج تقاوي الخضر محليًا، وجاري اتخاذ إجراءات التواصل والتفاوض مع بعض الجهات والشركات الأجنبية للإنتاج المشترك لتقاوي لمحاصيل الخضر.
استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية
وقال لدكتور الفونس جريس وكيل معهد بحوث البساتين لشئون الإنتاج إن هناك تحديات كثيرة في توفير الغذاء في العالم، مؤكدا أهمية استنباط هجن وأصنافا جديدة ذات إنتاجية عالية توفر الغذاء لمصر من محاصيل الخضر المختلفة.
اقرأ أيضًا: قطاع الزراعة المصري يساهم في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 15%
وأشار وكيل معهد بحوث البساتين لشئون الإنتاج في تصريحات خاصة لـ”خاص عن مصر“، إلى أن الفريق الوطنى لإنتاج التقاوى يواصل بذل المزيد من الجهد من أجل الإسراع في تنفيذ الخطوات التنفيذية للبرنامج واستنباط أفضل الأصناف من تقاوى الخضر محلياً.
وأشار إلى أنه يتم توفير كل سبل الدعم لنجاح البرنامج، كما أكد أيضًا أهمية وجود خريطة طريق لكل محصول بآليات التنفيذ مع خطة زمنية محددة وأيضا آلية للرقابة والمتابعة والتقييم.
خريطة صنفية للمحاصيل الاستراتيجية
الأمر لم يتوقف على ذلك فحسب، بل أعدت وزارة الزراعة خريطة صنفية لبعض المحاصيل الاستراتيجية بهدف تحديد الأصناف التي تناسب ظروف ومناطق الزراعة من ناحية طبيعة التربة والظروف المناخية والاحتياجات المائية، على أن تقوم الوزارة بتحديث الخريطة بصورة مستمرة في اطار أي مستجدات مع تخطيط التوسع فيها بالنسبة لكافة المحاصيل الاستراتيجية.
كما تواصل وزارة الزراعة العمل علي تطوير محطات الإعداد والغربلة والتوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة خاصةً للمحاصيل الإستراتيجية ومن أهمها “القمح، الذرة، القطن، الاُرز وفول الصويا” خلال الثلاث سنوات القادمة.