مصر تمتلك أكبر مزرعة نخيل بالعالم في توشكي على مساحة 38 ألف فدان.. التفاصيل 

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن أكبر مزرعة نخيل في العالم للتمر في توشكى، بمحافظة أسوان، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر مزرعة نخيل في العالم مزروعة في مساحة واحدة حيث تبلغ مساحة المزرعة 38 ألف فدان، ويتم فيها زراعة 2.5 مليون نخلة من أصناف عربية عالية العائد الاقتصادي، مثل “المجدول والبارحي والخلاص والسكري” ويهدف المشروع إلى إنتاج التمور ذات القيمة التسويقية المرتفعة التي تلقى إقبالاً كبيراً في الأسواق الدولية.

اقرأ أيضا.. فارس وأبيدوس وبنبان.. “شموس النوبة” تضىء مصر من أسوان

وتسعى الوزارة إلى تطوير قطاع النخيل والتمور من خلال تحسين عمليات الإنتاج والتجميع والتصنيع والتصدير، بما يسهم في زيادة الدخل القومي. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد النخيل المثمر في توشكى سيصل إلى 3.6 مليون نخلة، في إطار توجه الدولة المصرية نحو التوسع في زراعة النخيل وتعزيز دوره الاقتصادي، مما يعود بالنفع على المستثمرين والمزارعين، وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً.

متى بدأ مشروع أكبر مزرعة نخيل في العالم في توشكي؟

في عام 1997، انطلقت رؤية طموحة لتحويل صحراء توشكى في محافظة أسوان إلى واحة خضراء منتجة وقد تجمدت هذه الرؤية في مشروع مزرعة نخيل توشكى، الذي استهدف استصلاح واستزراع ما يقارب 500 ألف فدان.

كان الهدف الأساسي من هذا المشروع العملاق هو تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع الرقعة الزراعية في مصر، لكن المشروع واجه عقبات كبيرة أدت إلى توقفه لفترة طويلة.

عودة انطلاق مزرعة التمور في توشكي

عام 2014 شهد نقطة تحول في مسار المشروع، حيث تم إحياؤه من جديد بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي وتم استئناف العمل بزخم جديد، مع التركيز على تطوير البنية التحتية للمزرعة وتبني أحدث التقنيات الزراعية.

كما تم التوجه نحو زراعة أصناف متميزة من التمور ذات القيمة الاقتصادية العالية، مما وضع المشروع على مسار جديد نحو النجاح.

بحلول عام 2021، حقق المشروع إنجازًا بارزًا بإنتاج أولى محاصيله من التمور، هذه الخطوة مثلت تقدمًا ملموسًا نحو تحقيق أهداف المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات الزراعية المصرية.

افتتاح المرحلة الأولى من أكبر مزرعة نخيل في العالم

وفي ديسمبر من نفس العام، تم الاحتفال بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع، مما يعكس النجاح الكبير في إعادة إحياء هذا المشروع القومي الهام.

وأكد السيد القصير وزير الز اعة السابق أن افتتاح أكبر مزرعة للتمور في توشكى كأكبر مزرعة في الشرق الأوسط يعكس ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشروع توشكى، وأشار إلى أن المشروع يستخدم أحدث الطرق التكنولوجية في الزراعة والري، وخاصة في زراعة النخيل، ويهدف إلى خلق مجتمعات عمالية جديدة وتحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري.

وصرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مشروع مزرعة النخيل الأكبر في العالم في توشكى وشرق العوينات هو جزء من خطة طموحة لتحقيق التنمية الزراعية في مصر.. وأكد أن المشروع يمثل أمر تكليف للوزارات والمحافظات والمؤسسات والشركات العاملة، ويهدف إلى تحويل حلم زراعة النخيل وتصدير التمور إلى واقع ملموس.

اليوم، تعتبر مزرعة نخيل توشكى واحدة من أكبر مزارع النخيل على مستوى العالم. تمتد على مساحة شاسعة تبلغ 38 ألف فدان، وتضم ما يقارب 2.5 مليون نخلة. هذا المشروع الضخم لا يقتصر دوره على زيادة إنتاج التمور فحسب، بل يمتد ليشمل توفير آلاف فرص العمل، خاصة للشباب في صعيد مصر، مما يساهم في تخفيف حدة البطالة وتحسين مستوى المعيشة في المنطقة.

أنواع التمور في أكبر مزرعة تمور في توشكى

تتميز المزرعة بزراعة أنواع متعددة من التمور عالية الجودة، مثل المجدول والبارحي والخلاص، مما يعزز من القيمة الاقتصادية للمشروع ويفتح آفاقًا واسعة للتصدير. هذا التنوع في الإنتاج يساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة مصر كأحد أهم منتجي ومصدري التمور على الصعيد العالمي.

نخيل المجدول: ثمارها كبيرة الحجم وذات طعم حلو، وقابلة للتخزين لفترات طويلة وتُستخدم في صناعة التمور المجففة وتُصدر إلى الأسواق العالمية.

نخيل البرحي: ثمارها صغيرة وحلوة، وتؤكل طازجة وتُستهلك بشكل رئيسي كفاكهة طازجة ويمكن تحويلها إلى عجينة التمر.

نخيل الخلاص: ثمارها متوسطة الحجم وذات نكهة مميزة، وقوامها ناعم وتُستخدم في تحضير الحلويات وصناعة الشراب المركز.

نخيل الزغلول: ثمارها طويلة وذات لون أحمر قاتم، وطعمها لذيذ وتُستهلك طازجة وتُستخدم في تحضير مختلف أصناف التمور المحشوة.

نجاح مشروع مزرعة نخيل توشكى يمثل خطوة هامة في مسيرة التنمية المستدامة في مصر، فهو لا يقتصر على كونه مشروعًا زراعيًا فحسب، بل يمثل نموذجًا متكاملًا للتنمية يجمع بين الاستثمار في الموارد الطبيعية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، وخلق فرص العمل، وتعزيز الاقتصاد الوطني.

مع استمرار تطور المشروع وتوسعه، يتطلع المراقبون إلى الدور المحوري الذي سيلعبه في تحقيق الأمن الغذائي لمصر، وتعزيز مكانتها في أسواق التصدير العالمية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الصعيد فمزرعة نخيل توشكى ليست مجرد واحة خضراء في قلب الصحراء، بل هي بذرة أمل لمستقبل زراعي واعد لمصر.

زر الذهاب إلى الأعلى