مصر تنتقد الانقسام الأوروبي بشأن غزة ولبنان
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، تكتسب دعوة مصر إلى التماسك والاستجابات الدولية الأقوى إلحاحاً متزايداً.

أعرب وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي عن استيائه الشديد من الانقسام بين الدول الأوروبية بشأن الصراعات الجارية في غزة ولبنان، محذراً من أن هذه الانقسامات ترسل إشارات مضللة إلى إسرائيل والدول العربية، وفقا لما نقله موقع ديكان هيرالد، عن رويترز.
وفقا لخاص عن مصر، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، تكتسب دعوة مصر إلى التماسك والاستجابات الدولية الأقوى إلحاحاً متزايداً.
الانقسام الأوروبي وعواقبه
في بيان صحفي يوم الأربعاء، سلط عبد العاطي الضوء على الآثار الضارة للخلاف بين الدول الأوروبية. وقال: “من غير المقبول أن تستمر هذه الانقسامات”، مؤكداً أن هذا الافتقار إلى الوحدة يقوض الجهود الرامية إلى معالجة العنف المتصاعد في كل من غزة ولبنان.
تعكس رسالة عبد العاطي الإحباط المتزايد في العالم العربي، خاصة وأن مثل هذه الخلافات قد تعقد الجهود الدبلوماسية لحل الصراع وتخفيف الأزمة الإنسانية.
اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
في خضم الاضطرابات السياسية، اتخذت حكومة المملكة المتحدة زمام المبادرة للدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة. ويسعى الاجتماع، الذي يدعمه ممثلون من فرنسا والجزائر، إلى معالجة الحاجة الفورية للإغاثة الإنسانية في المنطقة واستكشاف الحلول المحتملة للصراع.
تعكس هذه الدعوة إلى التحرك الدولي الفزع العالمي المتزايد إزاء الوضع في غزة، والذي يستمر في التدهور مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس.
أقرا أيضا.. مستوردو أوروبا الشرقية وآسيا يتطلعون لسوق المنتجات الطازجة الصاعد في مصر
الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم
على أرض الواقع، أصبحت الظروف الإنسانية في غزة أكثر مأساوية. ودعا المسؤولون الصحيون الفلسطينيون، الذين يواجهون تحديات هائلة، إلى إنشاء ممرات إنسانية إلى ثلاثة مستشفيات رئيسية في شمال غزة – كمال عدوان، والعودة، والمستشفيات الإندونيسية – والتي أصبحت على وشك الانهيار. وقد قطعت القوات الإسرائيلية الوصول إلى هذه المرافق الطبية خلال ما يقرب من أسبوعين من القتال العنيف ضد حماس.
أصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي: “ندعو الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إلى فتح ممر للإمدادات الطبية والوقود والغذاء والوفود الإنسانية”. وأكد أن أكثر من 300 من أعضاء الطاقم الطبي ما زالوا في المستشفى، ومع ذلك فهم يكافحون لتوفير حتى الخدمات الأساسية مع نفاد الإمدادات الأساسية من المنشأة.
التصعيد في شمال غزة
على الرغم من العمليات الإسرائيلية في شمال غزة، بما في ذلك جباليا فقد أعاد مقاتلو حماس السيطرة على بعض المناطق، مما دفع إسرائيل إلى شن هجوم متجدد. أفاد مسؤولون صحيون فلسطينيون أن حوالي 350 فلسطينيًا استشهدوا في الاشتباكات الجارية في جباليا والأحياء المحيطة بها.
في الوقت نفسه، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في مدينة غزة في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، حيث وردت أنباء عن استشهاد 13 شخصًا في منزل واحد يوم الأربعاء. وأكدت وزارة الصحة في غزة في تحديثها اليومي أن الضربات الإسرائيلية قتلت 65 فلسطينيًا في جميع أنحاء المنطقة في الساعات الأربع والعشرين السابقة.
الضغوط الدولية على إسرائيل
أثار ارتفاع عدد الشهداء المدنيين والكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة احتجاجات دولية. فقد أصدرت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، أحد أقوى تحذيراتها حتى الآن، حيث حثت إسرائيل على تحسين الوضع الإنساني أو المخاطرة بفرض قيود محتملة على المساعدات العسكرية.
تعكس هذه الرسالة الضغوط المتزايدة على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان حماية أرواح المدنيين في خضم الصراع الدائر.
إن انتقاد مصر للموقف الأوروبي المنقسم بشأن الصراع في غزة ولبنان يؤكد على الحاجة الملحة إلى استجابة دولية موحدة لمنع المزيد من التصعيد والمعاناة الإنسانية. ومع حث المملكة المتحدة وفرنسا والجزائر على إجراء مناقشات عاجلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هناك أمل في أن تؤدي الجهود العالمية إلى اتخاذ إجراءات ذات مغزى.