مصر تنشئ مصنعين لإنتاج البطاطس نصف المقلية بدلًا من تصديرها طازجة

في خطوة استراتيجية لتعظيم القيمة المضافة لمحصول البطاطس، تعكف مصر على إنشاء وتشغيل مصنعين لإنتاج البطاطس نصف المقلية، بهدف التحول من تصدير البطاطس في هيئتها الطازجة إلى تصنيعها محليًا، ما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير بقيمة أعلى وزيادة عوائد الدولة من النقد الأجنبي.

صادرات غير مسبوقة من البطاطس الطازجة

وخلال الموسم الحالي، حققت مصر رقمًا قياسيًا في صادرات البطاطس، حيث تجاوزت الكمية المُصدّرة 1.08 مليون طن لأول مرة في تاريخها، مقارنة بـ832 ألف طن في الموسم السابق. وتوزعت الصادرات بين روسيا (351 ألف طن)، والاتحاد الأوروبي (331 ألف طن)، والدول العربية (315 ألف طن)، بالإضافة إلى أسواق أخرى.

ورغم هذا النجاح، فإن الحكومة تستهدف تصنيع جزء من هذا المحصول محليًا بدلاً من تصديره طازجًا، ما يُضاعف القيمة الاقتصادية للبطاطس المصرية ويعزز من تنافسيتها عالميًا، خاصة مع بلوغ حجم سوق البطاطس نصف المقلية عالميًا نحو 34 مليار دولار.

أكبر مصنع في الشرق الأوسط بشرق العوينات

المصنع الأول تم افتتاحه بمنطقة شرق العوينات بمحافظة الوادي الجديد، ويُعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. ويقع على مساحة 296 ألف متر مربع، ويعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 10 أطنان في الساعة من البطاطس نصف المقلية و2 طن من البطاطس المهروسة.

ويحتوي المصنع على قدرات تخزينية ضخمة تشمل:
•33 عنبرًا لتخزين البطاطس الخام بسعة 64 ألف طن.
•فريزر تجميد البطاطس نصف المقلية بسعة 6 آلاف طن.
•ثلاجة لتقاوي البطاطس على مساحة 106 آلاف متر مربع بسعة مماثلة.

تم تنفيذ المصنع عبر تحالف من 6 شركات دولية بقيادة “أوراسكوم للإنشاءات” وشركة TNA الأسترالية المتخصصة في خطوط إنتاج البطاطس، ويُدار بالتعاون بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وشركة فورت كابيتال من القطاع الخاص، ويُسوّق منتجاته تحت علامتين تجاريتين: “سمايلي فرايز” و“بريميوم فرايز”.

مصنع جديد في الدلتا الجديدة لتعزيز القدرة التصديرية

أما المصنع الثاني، فيُقام ضمن المدينة الصناعية الزراعية داخل مشروع “مستقبل مصر” في الدلتا الجديدة، ويُشرف على تنفيذه جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة ومقرر افتتاحه العام المقبل.

ويستهدف المصنع معالجة 80 ألف طن من البطاطس الخام سنويًا لإنتاج نحو 40 ألف طن بطاطس نصف مقلية، بمعدل إنتاج يبلغ نحو 8 أطنان في الساعة، وذلك كجزء من مجمع صناعي ضخم يشمل مصانع للعصائر، البصل المجفف، مركزات الطماطم، الأعلاف، وغيرها.

ويقع المصنع في منطقة استراتيجية بالقرب من محاور نقل رئيسية مثل طريق الضبعة والدائري الإقليمي، ما يُسهم في سهولة نقل المنتج إلى الأسواق المحلية وموانئ التصدير.

قيمة مضافة وفرص تصديرية واعدة

تُعد هذه المشروعات نقلة نوعية في استغلال فائض إنتاج البطاطس المصري، عبر توجيهه للتصنيع بدلاً من بيعه كخام. وتُسهم المصانع الجديدة في زيادة الصادرات المصنعة، التي بلغت بالفعل في 2024 أكثر من 222 ملايين دولار من البطاطس المجمدة.

اقرأ أيضا.. صادرات البطاطس المصرية تكسر حاجز المليون طن.. وروسيا أكبر المستوردين

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أشمل لتعزيز الأمن الغذائي، دعم الصادرات الزراعية المصنعة، وخفض الاعتماد على الاستيراد من خلال التصنيع المحلي.