مصر تودع استيراد التقاوي قريبًا.. خطة للتوطين والبداية بالطماطم والخيار والفلفل
القاهرة (خاص عن مصر) مع انطلاق موسم الزراعة الشتوي، يبدأ الفلاحون في مصر رحلة البحث عن تقاوي المحاصيل وعلى رأسها محصول القمح، إذ إنه دائمًا ما تعلن وزارة الزراعة عن توافر التقاوي في الجمعيات الزراعية بكميات كافية.
وفي الوقت نفسه تُباع تلك التقاوي في المحال والأسواق سواء كانت لموسم الزراعة الصيفي أو الشتوي بأسعار أعلى بكثير مما تعلنها وزارة الزراعة، ما يؤدي إلى تراجع أرباح الفلاحين من المحصول المزروع بشكل عام حال اللجوء إلى شرائها.
إنتاج التقاوي محليًا لتقليل معدلات الاستيراد
وبدأت وزارة الزراعة خطة محكمة للتوسع في إنتاج التقاوي محلياً حيث إنه من المستهدف خلال الثلاث سنوات القادمة التوسع في معدلات الإنتاج، كما أنه جارى حاليًا اتخاذ إجراءات التواصل والتفاوض مع بعض الجهات والشركات الأجنبية للإنتاج المشترك لتقاوي محاصيل الخضر، وبالفعل تم تكليف المسئولين عن هذا الملف للتواصل مع أفضل الشركات العالمية المتخصصة في مجال إنتاج تقاوي الخضر مثل هجن “الطماطم، الخيار، الفلفل” كمرحلة أولى وجارى إستكمال البروتوكولات الخاصة بالتعاون فى هذا المجال.
اقرأ أيضًا: طرح تقاوى البطاطس بـ 69.5 ألف جنيه للطن لصغار المزارعين
كما تستهدف الوزارة أيضًا التوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة لتوزيعها على المزارعين خاصةً للمحاصيل الإستراتيجية ومنها “القمح – الذرة – القطن – الاُرز – وفول الصويا”، وذلك للعمل على توفير التقاوى من الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية بما يمكن الفلاح من زيادة إنتاجية وحدتى الأرض والمياه وبالتالى زيادة الدخل.
كذلك تم التوجيه بتجهيز وتوفير التقاوي للموسم الشتوي 2024/ 2025 لمحاصيل “القمح – البرسيم – الفول البلدي – الشعير” من الأصناف عالية الإنتاجية، وجارى حاليًا عملية التوزيع على المزارعين بجميع المنافذ التابعة للإدارات الزراعية بالمحافظات مع مراعاة السياسات الصنفية المعلنة من مركز البحوث الزراعية.
الاستيراد أزمة صناعة التقاوي
وأكد مصدر بوزارة الزراعة أن الاستيراد هو أكبر مشكلة تواجه صناعة التقاوي في مصر، حيث تستورد مصر معظم احتياجاتها من التقاوي حتى للمحاصيل التي يتم تصديرها فيما بعد وعلى رأسها البطاطس.
وقال المصدر: لا يتخطي الإنتاج المحلي من البذور ما يقدر بـ 10 % فقط من المستهلك، كما أن عدد من الشركات المستوردة تتحكم في السعر بالسوق دون النظر إلي أحوال الفلاحين أو السوق بعد ذلك.
اقرأ أيضًا: الزراعة تؤكد أهمية زراعة القمح بنظام المصاطب.. ما فوائده الاقتصادية؟
وأضاف أن الدولة بدأت خلال السنوات الماضية خطة محكمة للتوسع في إنتاج التقاوي محليًا لعدد كبير من محاصيل الخضر والفاكهة، وبالفعل بدأ البرنامج الذي انطلق عام 2019 يؤتي ثماره من خلال استنباط تقاوي أكثر من 10 محاصيل خضر وفاكهة، على أن يبدأ التوسع في طرحها قريبًا بعد أن أثبتت التجارب جودتها وارتفاع إنتاجيتها.
توفير التقاوي قبل موسم الزراعة بوقت كافي
وزير الزراعة علاء فاروق أكد مؤخرًا على ضرورة توفير تقديم كافة سبل الدعم للمزارعين، بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي لهم، وخاصة تقاوي المحاصيل، قبل بداية الزراعة بوقت كافي وبأسعار وجودة مناسبة، وكلف الوزير، الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، بالاستعداد الجيد لموسم زراعة القمح، وتوزيع التقاوي الجيدة في منافذها في المحافظات والجمعيات الزراعية، وفقًا للخريطة الصنفية للمحصول.
وأكد “فاروق” على ضمان جودة التقاوي، وملاءمتها للظروف المناخية لكل منطقة، ومقاومتها لمختلف أنواع الأمراض والآفات الزراعية، فضلاً عن ضرورة الاستمرار في حملات توعية المزارعين بأهمية استخدام التقاوي المعتمدة، والتي تساهم في زيادة الانتاجية، وبالتالي زيادة دخل المزارعين، كما وجه أيضًا بتكثيف الندوات الإرشادية وأيام الحقل، من خلال المعاهد البحثية المعنية، لنقل التوصيات الفنية اللازمة للمزراعين، مع المتابعة المستمرة لهم والتواصل معهم.
وأشار الوزير إلى أن ذلك الأمر يعد دورًا أصيلاً لوزارة الزراعة وهو توفير كافة سبل الدعم الفني للمزارعين، من إرشاد زراعي وتوعية، كذلك توفير مستلزمات الإنتاج له، وضمان حصوله على التقاوي الجيدة والمعتمدة.
توافر تقاوي القمح لموسم الزراعة
من جانبه أكد د. أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أن تقاوى القمح المعتمدة متوفرة وتكفي لزراعة المساحة المستهدفة وزيادة، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من توزيع تقاوى القمح مبكرًا وتوفيرها بسعر 750 جنيهًا للشيكارة.
وأضاف أن الحكومة وضعت سعرًا اشترشاديًا للقمح هو 2200 للأردب وهو أعلى من السعر العالمى، مشيرًا إلى أن قرار تسعير القمح يأتي قبل وقت كبير من الزراعة لتشجيع المزارعين على زراعته، وأيضًا إيمانًا من الدولة بأهمية هذا المحصول الاستراتيجي، وكذلك دعم الفلاح المصري بتحقيق أسعار مجزية للمحاصيل وضمان تسويقها في إطار تفعيل الزراعة التعاقدية للمحاصيل الاستراتيجية.
وأشار إلى أن تقاوى القمح المعتمدة متوفرة في جميع المنافذ التابعة للإدارة المركزية لإنتاج التقاوى على مستوى الجمهورية وعددها أكثر من 270 منفذًا، بالإضافة إلى أكثر من 4000 جمعية زراعية وكذلك المنافذ التابعة لقطاع الإرشاد الزراعي، وأوضح أنه تم توزيع تقاوي القمح طبقًا للسياسة الصنفية.
3.5 مليون فدان قمح
بينما قال حسين عبدالرحمن الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، إن القمح هو المحصول الشتوي الأساسي في مصر، وأنه يتوقع أن تصل مساحات زراعة الأقماح هذا الموسم لنحو 3.5 مليون فدان ليرتفع إنتاجنا من لأكثر من 10 مليون طن، وأشار إلى أن مصر ورغم أننا نستهلك نحو 20 مليون طن من الأقماح سنويا ونستورد نحو 50% من احتياجاتنا إلا أننا نملك اكتفاءً ذاتيًا من تقاوي القمح وصدرنا هذا الموسم تقاوي قمح لدول عربية وإفريقية.
اقرأ أيضًا: كيف يتعامل المزارعون مع تقلبات المناخ؟.. “الزراعة” تقدم روشتة نصائح مهمة
وأضاف عبدالرحمن أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وتجتهد لتوفير احتياطي آمن من الأقماح طوال العام بحيث لا نتأثر بأية أحداث عالمية أو تقلبات مناخية كأحد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتابع: لهذا تسعى مصر إلى التوسع في مساحات زراعة الأقماح مع الاتجاه لزيادة إنتاجية هذه المساحات وتقليل الفاقد منها.
وأضاف: في إطار توفير احتياطي من الأقماح عددت مصر ونوعت من مصادر الاستيراد ولم تعد تعتمد علي مصدر واحد أو إثنين تحسبًا لأي أحداث قد تعرقل وصول الكميات التي نحتاجها.
أسعار تقاوي المحاصيل الشتوي
وقبل أيام أعلنت وزارة الزراعة أسعار تقاوي القمح وباقي تقاوي الموسم الشتوي لموسم الزراعة 2024 ـ 2025 وطرحها في الجمعيات الزراعية، والمديريات ومنافذ بيع التقاوي في المديريات بالمحافظات.
وجاء القمح وزن العبوة 30 كم بسعر 750 جنيهًا، الفول البلدي وزن العبوة 35 كيلو جرام 1400 جنيهًا، الشعير وزن العبوة 30 كيلو بسعر 650 جنيهًا، الفاصوليا وزن العبوة 10 كيلو بسعر 900 جنيهًا، الحبة السوداء وزن العبوة 1 بسعر 500 جنيهًا، والبرسيم وزن العبوة 10 كيلو بسعر 1000 جنيهًا.