تحرز مصر خطوات كبيرة نحو تطوير الطاقة المتجددة من خلال تأمين اتفاقيات شراء الطاقة مع اثنين من كبار مطوري الطاقة المتجددة: شركة سكاتيك النرويجية (Scatec) وشركة أميا باور AMEA Power ومقرها دبي.
وفقا لما نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور، تبرز هذه الاتفاقيات التزام مصر بتسخير الطاقة الشمسية ودمج أنظمة تخزين البطاريات، بهدف تلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع معالجة المخاوف البيئية.
نظرة عامة على الاتفاقيات
أكد موقع إنرجي كابيتال آند باور، دخول الشركة المصرية لنقل الكهرباء في شراكة مع شركة سكاتيك وشركة أميا باور لبدء مشاريع واسعة النطاق للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات. ومن المقرر أن تعمل هذه المشاريع على توسيع قدرة مصر على إنتاج الطاقة المتجددة بشكل كبير، مما يقرب البلاد من أهداف الاستدامة. وتأتي الاتفاقيات في وقت حاسم حيث تسعى مصر إلى تنويع مصادر الطاقة لديها والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ستؤدي مشاركة شركة سكاتيك إلى جلب محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاوات ونظام تخزين طاقة البطاريات بقدرة 100 ميجاوات/200 ميجاوات في الساعة إلى مصر.
بحسب موقع إنرجي كابيتال آند باور، يعد هذا المشروع الهجين هو الأول من نوعه في مصر، ومن المتوقع أن يبدأ البناء عام 2025.
اقرأ أيضا .. أوراسكوم تنشئ مجمع مصانع للغزل والنسيج بالمحلة
أعرب تيرجي بيلسكوج، الرئيس التنفيذي لشركة سكاتيك، عن تفاؤله بشأن مستقبل المشروع قائلًا: “سنقوم الآن بإتمام اتفاقيات إيجار الأراضي واتفاقيات توصيل الشبكة والتمويل والاستعداد لبناء المشروع”. يتيح هذا المشروع إمكانات تكامل الطاقة الشمسية والبطاريات لتثبيت إمدادات الكهرباء، وخاصة خلال فترات الذروة.
من ناحية أخرى، حصلت شركة أميا باور على اتفاقيات شراء الطاقة لمحطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاوات مع بطارية 600 ميجاوات في الساعة. ستستثمر الشركة 800 مليون دولار في هذه المشاريع. سيعزز هذا أيضًا استثمارات شركة أميا باور الحالية في مصر، حيث تشرف بالفعل على 2000 ميجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح و900 ميجاوات في الساعة من تخزين البطاريات.
خطوة رئيسية لمستقبل مصر المتجدد
يمثل تقديم مشاريع الطاقة الشمسية والبطاريات واسعة النطاق من قبل سكاتيك وأميا باور لحظة محورية لمستقبل الطاقة المتجددة في مصر. حيث أن تلك المشاريع لن تزيد من سعة الطاقة فحسب، بل ستعمل أيضًا على تحسين استقرار الشبكة. وتعتبر أنظمة تخزين البطاريات أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، خاصة وأن إنتاج الطاقة الشمسية يتقلب طوال اليوم.
وهناك عامل مهم آخر وهو الدعم المالي الذي تجتذبه هذه المشاريع. ويعكس استثمار أميا باور البالغ 800 مليون دولار ثقة المستثمرين في سوق الطاقة المتجددة في مصر. ووفقًا لتحليل أجرته بلومبرج، أصبحت مصر “مركزًا إقليميًا للاستثمار في الطاقة المتجددة” نظرًا لموقعها الجغرافي الملائم والإطار التنظيمي الداعم.
وجهة نظر بيئية
ستعمل هذه المشاريع على تقليل البصمة الكربونية لمصر بشكل كبير. ووفقًا لشركة سكاتيك، من المتوقع أن يعوض مشروع الطاقة الشمسية الذي تبلغ قدرته 1 جيجاوات ما يقرب من 1.5 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهي مساهمة كبيرة في أهداف المناخ العالمية.
تمثل اتفاقيات شراء الطاقة الموقعة بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وسكاتيك، وأميا باور قفزة كبيرة إلى الأمام في قطاع الطاقة المتجددة في البلاد. ومع مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات الطموحة في الأفق، تضع مصر نفسها كقائدة في التحول إلى الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.
