مصر تُطلق محطتين عائمتين جديدتين لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال تخفيفًا للضغط

بدأت مصر تشغيل محطتين عائمتين جديدتين لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال، في خطوة تُقدم تخفيفًا مُلحًا في ظلّ مُعاناة البلاد من انخفاض إنتاج الغاز المحلي وارتفاع الطلب على الطاقة.

وفقا لبلومبرج، يُمثل تشغيل محطتي إنيرجوس إسكيمو وإنيرجوس باور في ميناء العين السخنة على البحر الأحمر خطوةً هامةً في جهود مصر الرامية إلى استقرار إمداداتها من الطاقة خلال موسم الذروة الصيفي.

نقطة تحوّل.. من مُصدّر إلى مُستورد

بعد أن كانت مصر مُصدّرًا صافيًا للغاز الطبيعي، تحوّلت إلى مُستورد صافي العام الماضي مع انخفاض الإنتاج المحلي وارتفاع احتياجات الطاقة. وأصبح اعتماد البلاد على الغاز الطبيعي المُسال المُستورد أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على التبريد في المنازل والصناعات في البلاد.

حتى الآن، كانت تُلبّي محطة عائمة واحدة، هي “هوغ جاليون”، المُتمركزة أيضًا في العين السخنة، احتياجات مصر من استيراد الغاز الطبيعي المُسال. إدراكًا للحاجة المُلِحّة إلى سعة إضافية، سارعت السلطات المصرية إلى تأمين المزيد من وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة (FSRUs)، حيث أبرمت صفقات توريد كبيرة لضمان استمرار عمليات التسليم طوال فصل الصيف.

وصولات جديدة وسعة مُوسّعة

استقبلت محطة إنيرجوس إسكيمو، التي بدأت عملياتها مؤخرًا، شحنتين من الغاز الطبيعي المُسال منذ أواخر الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات بلومبرج لتتبع السفن. وقد تم تفريغ الشحنة الأولى، التي سلمتها سفينة غرازينا جيسيكا من غينيا الاستوائية، بنجاح يوم الجمعة. وأعقب ذلك رسو ناقلة الغاز الطبيعي المُسال إيزابيلا، التي وصلت يوم الاثنين محملة بشحنة من الولايات المتحدة.

إلى جانب إنيرجوس إسكيمو، بدأت محطة إنيرجوس باور عملياتها وهي جاهزة لاستقبال الشحنات. وكانت إنيرجوس باور قد خضعت سابقًا لعملية تبريد في محطة تصدير دمياط المصرية قبل انتقالها إلى موقعها الحالي في العين السخنة.

اقرأ أيضا.. الطريقة الذكية لإعادة بناء أوكرانيا.. تدوير الأنقاض من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا

مزيد من التوسع في الأفق

لتعزيز قدرتها على الاستيراد، تستعد مصر لتشغيل محطة عائمة رابعة، وهي إنيرجوس وينتر، والمقرر وصولها الشهر المقبل. وستخضع هذه الوحدة الإضافية لعملية التشغيل في وقت لاحق من هذا العام، مما يوفر مرونة أكبر لمواجهة تقلبات الطلب وتقلبات العرض المستقبلية.

مواجهة مشهد الطاقة المتغير

يؤكد التشغيل السريع لهذه المحطات العائمة على حاجة مصر الملحة للتكيف مع واقع الطاقة المتغير. فمع مواجهة إنتاج الغاز في البلاد لتحديات معاكسة وارتفاع استهلاكه في الصيف، أصبح توسيع سعة استيراد الغاز الطبيعي المسال ضرورة استراتيجية.

مع تشغيل المزيد من المحطات ووصول سعة إضافية قريبًا، أصبحت مصر في وضع أفضل لإدارة تحولها في مجال الطاقة – بما يضمن إمدادات الطاقة لسكانها وصناعاتها، مع مواجهة تحديات سوق الغاز العالمية المتقلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى