القاهرة (خاص عن مصر) – أعلنت منظمة الصحة العالمية تسليم مصر شهادة خلوها من مرض الملاريا، في إشارة إلى أن البلاد أصبحت خالية تماماً من هذا المرض وهو ما يمثل إنجازًا مهمًا في مجال الصحة العامة لبلد يزيد عدد سكانه عن 100 مليون نسمة.
وتعد مصر هي الدولة الثالثة التي تحصل على شهادة الخلو من الملاريا في المنطقة، بعد الإمارات التي حصلت عليها في عام 2007) والمغرب في عام 2010. وبهذا الإعلان، أصبح إجمالي 44 دولة ومنطقة جغرافية واحدة حول العالم قد حصلت على الشهادة من قبل منظمة الصحة العالمية.
تعتبر شهادة القضاء على الملاريا هي الاعتراف الرسمي من جانب منظمة الصحة العالمية بحالة خلو الدولة من المرض. ويتم منح الشهادة عندما يثبت البلد بأدلة قوية وموثوقة أن سلسلة انتقال الملاريا المحلية عن طريق بعوض الأنوفيلة قد انقطعت على مستوى البلاد على مدى السنوات الثلاث الماضية على الأقل.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام للمنظمة، “الملاريا قديمة قدم الحضارة المصرية نفسها، ولكن هذا المرض الذي ابتلي به الفراعنة بات الآن من ماضى مصر لا مستقبلها”.
وأضاف قائلا: “الإشهاد على خلو مصر من الملاريا نجاح تاريخى حقا، وشهادة على التزام شعب وحكومة مصر بالتخلص من هذه الآفة القديمة. أهنئ مصر على هذا الإنجاز، الذى يعد مصدر إلهام للبلدان الأخرى فى الإقليم، ويظهر ما يمكن تحقيقه بتسخير الموارد المناسبة والأدوات المناسبة”.
كيف نجحت مصر في القضاء على الملاريا
بحلول عام 2001، كانت الملاريا تحت السيطرة التامة، وركزت وزارة الصحة والسكان أنظارها على القضاء عليها من خلال هجوم قوي ومحدود زمنياً على أي حالات ملاريا متبقية تنتقل محلياً.
شهدت مصر تفشياً محدوداً لهذا المرض على النطاق المحلي في محافظة أسوان في عام 2014، وتم التعامل معه بنجاح من خلال التعرف المبكر على الحالات والعلاج الفوري ومكافحة النواقل والتوعية العامة.
وعلى مدى العقد الماضي، أحرزت مصر تقدماً كبيراً في توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الصحية للسكان. والجدير بالذكر أن 95% من المصريين يعيشون على بعد 5 كيلومترات من مرفق الرعاية الصحية الأولية. يتم توفير تشخيص وعلاج هذا المرض مجاناً لجميع السكان، بما في ذلك اللاجئين غير المسجلين من السودان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تم دمج مكافحة الملاريا في مصر بنجاح مع إدارة الأمراض الأخرى المنقولة. في عام 2016، شكلت مصر لجنة عليا للإدارة المتكاملة للنواقل، مع ممثلين من وزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة الموارد المائية والري. وتعمل اللجنة على تعزيز النهج المتكامل لمعالجة الأمراض المنقولة عن طريق النواقل، من خلال تأمين التمويل من خلال التآزر والتنسيق بين الوزارات.
وتشير منظمة الصحة العالمية أن شراكة مصر عبر الحدود الطويلة الأمد مع الدول المجاورة، بما في ذلك السودان، لعب دورًا رئيسيًا في منع إعادة تأسيس انتقال الملاريا محليًا، مما مهد الطريق أمام البلاد للحصول على شهادة رسمية بأنها خالية من هذا المرض.
وبحسب بيان المنظمة، توفر مصر الوصول المجاني إلى الخدمات الصحية الأساسية للمهاجرين، بغض النظر عن وضعهم القانوني. تم تسليم الإمدادات الأساسية، بما في ذلك اختبارات التشخيص السريع والأدوية المضادة للملاريا، إلى المستشفيات المخصصة، وخاصة في نقاط الدخول الحدودية في أسوان.
