اقتصاد

مصر على خطى تحويل قناة السويس لمركز عالمي لبناء وإصلاح السفن

تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحويل قناة السويس لمركز عالمي لإصلاح وصيانة السفن وكذلك إقامة ترسانات تتخصص في بناء السفن بمختلف الأنواع والأحجام.

وعلى الرغم من تأثير الهجمات الأخيرة بجنوب البحر الأحمر على حركة الملاحة الدولية في السويس، إلا أن هذه الأزمة أظهرت أهمية امتلاك ترسانات مجهزة على أعلى مستوى لتقديم خدمات الإصلاح والصيانة للسفن العابرة من القناة.

وقدمت الترسانات التابعة لهيئة قناة السويس، والمنتشرة بداية من محافظة السويس حتى بورسعيد، خدمات الإصلاح والفحص العاجلة لعدة سفن تعرضت خلال الأشهر الماضية لأضرار نتيجة الهجمات بجنوب البحر الأحمر.

ومن بين هذه السفن، ناقلة الصب الجاف اليونانية ZOGRAFIA التي تعرضت لاستهداف صاروخي بجنوب البحر الأحمر أسفر عن أضرار عديدة في بدن السفينة وأنظمة الاتزان والتحكم، حيث قامت ترسانة السويس بإصلاح السفينة في وقت قياسي لم يتجاوز الأربعة أيام.

تحويل قناة السويس إلى مركز اقليمي لصيانة وإصلاح السفن

وقد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي بالفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، حيث استعرض الأخير تطورات العمل على تحويل قناة السويس إلى مركز إقليمي لإصلاح وصيانة السفن.

كما تابع الرئيس السيسي، خلال الاجتماع، مستجدات الجهود الرامية لتحديث أسطول الصيد المصري بالشراكة مع القطاع الخاص، الذي يهدف لتوطين صناعة الوحدات البحرية المختلفة في مصر، بما يعزز من جهود الدولة نحو ترسيخ دعائم صناعة بناء السفن واليخوت السياحية.

تطوير ترسانة السويس بالتعاون مع هيونداي الكورية

وفي يوليو الماضي، أطلع رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، خلال زيارة تفقدية لشركة ترسانة السويس التابعة للهيئة على مستجدات المباحثات المشتركة مع شركة هيونداي الكورية الرائدة في مجال بناء السفن عالمياً لتطوير قدرات وإمكانيات ترسانة السويس البحرية.

ووجه الفريق أسامة ربيع بالإسراع في إجراء دراسات الجدوى والدراسات الفنية والرؤية المبدئية المقترحة للتطوير بواسطة فريق عمل مشترك من جانب الشركة الكورية وهيئة قناة السويس.

إنشاء حوض لبناء السفن العملاقة

وبحسب تصريحات متلفزة للفريق أسامة ربيع، فإن الهيئة تتعاون حاليا مع وزارة النقل لتوسعة وتطوير وإعادة تأهيل ترسانة السويس البحرية، حيث تعتزم الهيئة إنشاء حوض لبناء السفن بحمولة 160 ألف طن، وهي حمولات السفن العملاقة من فئة سفن الصب وناقلات البترول وسفن الدحرجة والبضائع.

تطوير ترسانة بورسعيد .. قدرات نوعية في إصلاح السفن

وبالتوازي مع تطوير ترسانة السويس، تعمل هيئة قناة السويس على تطوير وتحديث ترسانة بورسعيد، الواقعة على المدخل الشمالي للقناة، وظهرت أولى ملامح التطوير العام الماضي باستقبال الحوض العائم “فخر القناة” والذي تم تصنيعه في دولة كوريا الجنوبية لصالح ترسانة بورسعيد.

ويتيح الحوض العائم الجديد إضافة قدرات نوعية في مجال إصلاح وصيانة السفن الكبيرة العابرة للقناة والوحدات البحرية الكبيرة التابعة للهيئة مثل الكراكات العملاقة، حيث يبلغ طوله الكلى 260 متر وعرضه 62 متر، وغاطسه يصل إلى 18 متر بحمولة 35 ألف طن.

كما تعمل ترسانات بورسعيد بورتوفيق على توسع وزيادة القدرة الاستيعابية لارصفتها حتى عمق 13 متر واوناش الخدمة حتى قدرة 60 طن.

الجيش ينشئ مصنع بالسويس لإنتاج الصلب البحري

وكان الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل والصناعة، قد كشف عن قيام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالجيش المصري بالعمل على إنشاء مصنع لألواح الصلب البحري فى مصر لتخدم صناعة السفن والمراكب الضخمة، بدلا من استيرادها من الخارج، على أن يقام المصنع الجديد بمحافظة السويس.

اقرأ أيضاً.. شركة صينية تعتزم بناء وتشغيل عدد من الفنادق النيلية العائمة بمصر

ترسانة الأدبية عملاق بناء السفن القادم

في عام 2017، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً جمهوريا باعادة تخصيص قطعة أرض من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة بمساحة 1180.79 فداناً بمنطقة رأس الأدبية بمحافظة السويس، لتنفيذ المشروع القومى للترسانة البحرية.

وتقدمت خلال الأعوام الماضية عدة شركات عالمية رائدة في مجال بناء وإصلاح السفن بطلبات للمشاركة في مشروع الترسانة الذي من المخطط أن يقام مستقبلاً على المدخل الجنوبي لقناة السويس بالقرب من مدينة السويس.

وكانت من بين هذه الشركات، العديد من الشركات الكورية التي اعتزمت على مدار السنوات الماضية ضخ استثمارات تتجاوز 1.5 مليار دولار لإنشاء ترسانة بحرية جديدة مخصصة لبناء السفن التجارية الضخمة بمختلف الأنواع والفئات، منها سفن الحاويات وناقلات النفط والغاز، على أن يكون موقعها بمنطقة مثلث رأس الأدبية بالقرب من قناة السويس.

ومن بين الشركات التي أبدت رغبة جادة في الاستثمار في مشروع الترسانة الجديدة، شركتي سامسونج وهيونداي الكوريتين، بالإضافة إلى شركة لورسين الألمانية التي كانت تعتزم التعاون في مشروع الترسانة الجديد، بحسب تقارير أجنبية.

وكشف الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة، في تصريحات صحفية سابقة خلال العام الماضي، أنه تم وضع خطة لتصنيع السفن التجارية، ومن بينها سفن الصب والدحرجة الضخمة في مصر من خلال التعاون والشراكة بين كيانات حكومية مصرية واخري محلية وعالمية، وفي مقدمتها شركة ديسين الكورية بجانب عدد من الشركات العالمية الأخرى.

تحالف مصري عالمي لتطوير ترسانات السويس والإسكندرية

كما أشار الفريق مهندس كامل الوزير العام الماضي إلى وضع خطة طموحه تستهدف من خلالها الدولة المصرية تطوير وإعادة تاهيل الترسانات الحالية القائمة بالإسكندرية والسويس مع إشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي بالتعاون مع جهات الدولة ممثلة في وزارة النقل والدفاع وهيئة قناة السويس.

زر الذهاب إلى الأعلى