مصر ترفض تعنت إسرائيل في وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. ومستوطنون يهاجمون شاحنات أردنية
مصر ترفض تعنت إسرائيل في وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. ومستوطنون يهاجمون شاحنات أردنية. حيث واجه سكان قطاع غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع “السيوف الحديدية”. صعوبات في الحصول على المساعدات الضرورية، وهذا يؤثر سلباً على الحياة اليومية والوضع الصحي بالقطاع. تلك الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، تتطلب جهوداً دولية مكثفة للتخفيف من معاناة السكان وتوفير المساعدات بشكل فعال وفوري.
رفض مصري
أكدت مصر، يوم الخميس، رفضها التام لوجود قوات إسرائيلية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني. مؤكدة على عدم منح تل أبيب أي شرعية للتحكم في هذا المعبر الحيوي. وفي حديثه لشبكة “سكاي نيوز عربية”، أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ونقيب الصحفيين السابق. وأن تصرف إسرائيل في المعبر “غير مبرر تماما”، مشيرا إلى أن القاهرة لديها مواقف ثابتة تجاه هذا المعبر وترفض بشكل قاطع منح إسرائيل أي دور في التحكم به.
وأشار رشوان إلى أن مصر مستمرة في التنسيق مع إسرائيل فيما يتعلق بالمصالح المشتركة ومصالح الفلسطينيين.
مشيراً إلى أنها فعلت ذلك في الحروب السابقة ضد قطاع غزة. مضيفاً أن القاهرة ملتزمة بتحقيق السلام لكنها في الوقت نفسه ملتزمة بأمنها القومي وعدم تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تتخذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها واستقرار المنطقة.
كما أكد نقيب الصحفيين السابق أن سلوك إسرائيل المستفز يُعرقل الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويشكل تهديدا للسلم والأمن. وفيما يتعلق بالاتهامات التي وجهتها إسرائيل لمصر بتهريب السلاح إلى قطاع غزة، قال رشوان إن مصر ترفض هذه الاتهامات وتؤكد على دورها الإيجابي في تعزيز الاستقرار في المنطقة.
معبر رفح سيظل مصرياً – فلسطينياً
أكدت حركة حماس أن معبر رفح يبقى تحت السيطرة المصرية الفلسطينية، وألقت باللوم بالكامل على الاحتلال الإسرائيلي عن إغلاقه. وأشارت الحركة إلى أن العدوان الإسرائيلي على رفح أسفر عن تفاقم الأزمة الإنسانية بحرمان السكان من المساعدات وحرية التنقل والعلاج الخارجي.
وتزايدت التوترات عند معبر رفح، حيث أكد همام مجاهد، مراسل قناة القاهرة الإخبارية، من الجانب المصري، وجود مئات الشاحنات الإنسانية المحملة بالمواد الغذائية والإنسانية والطبية، في انتظار دخول قطاع غزة.
ويفرض الاحتلال إغلاقًا كاملاً على المعبر، ما يعرقل عملية التوزيع وتفاقم الأزمة الإنسانية. السكان يعانون من الجوع والأوضاع الصحية الصعبة، بينما تظل المساعدات مكدسة على الجانب المصري، في انتظار تحسين الأوضاع وإدخالها إلى غزة.
الأمم المتحدة تعلن وصول مساعدات إنسانية للقطاع عبر الرصيف الأمريكي
فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم وصول مساعدات أولية إلى الفلسطينيين في غزة عبر الرصيف الأمريكي العائم. ووزع البرنامج عددًا محدودًا من البسكويت عالي الطاقة وصل عبر الرصيف الجديد. وصلت 41 شاحنة محملة بمساعدات بقيمة أكثر من 320 مليون دولار. على الرغم من وصول المساعدات، لم يتم توزيعها بعد، مما يرجع إلى تعقيدات الوضع في المنطقة.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أنه لم يتم توزيع أي من المساعدات التي وصلت إلى الرصيف البحري المؤقت قبالة ساحل غزة بشكل واسع. وفي الأيام الأخيرة، تم تسليم أكثر من 569 طنًا متريًا من المساعدات، لكن تعرضت العمليات لتعثر بسبب التحديات اللوجستية. مما أدى إلى تعليق التسليم بناءً على توجيهات الأمم المتحدة. وفي محاولة لحل هذه الصعوبات، تعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل والأمم المتحدة على إنشاء طرق بديلة لتوصيل المساعدات بشكل آمن. يتم تخزين المساعدات حاليًا في منطقة التجمع على الشاطئ، وبدأ نقلها إلى المستودعات للتوزيع في جميع أنحاء غزة. تأتي هذه الجهود في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تواجه المناطق الشمالية أزمة جوع حادة وتحذيرات من مجاعة شاملة.
متطرفون يهاجمون شاحنات اردنية
في سياق متصل رفضت الحكومة الأردنية بشدة الاعتداء الإسرائيلي على قافلتي المساعدات المتجهة إلى غزة يوم الأربعاء. معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وللتزامات إسرائيل كقوة محتلة. وأكدت وزارة الخارجية الأردنية أنه كان من المفترض أن تحمي إسرائيل القافلتين من أي اعتداءات، ولكنها فشلت في ذلك.
وكانت قافلتان أردنيتان تعرضتا لاعتداءات من قبل مستوطنين، أثناء عبورهما من معبري كرم أبو سالم وبيت حانون-إيريز. لكنهما تمكنتا في النهاية من دخول قطاع غزة بعد جهود مضنية. ورغم وصول المساعدات، إلا أن السلطات الأردنية أبدت استياءها من الأضرار التي لحقت بالمركبات والمساعدات بسبب الاعتداءات.
وتشارك في تنظيم القافلتين عدة منظمات خيرية من مختلف دول العالم، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي ومنظمة نداء الإنسانية ومؤسسات أخرى. وتؤكد الحكومة الأردنية أنها ستواصل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتقديم الدعم اللازم لهم، وتصف الاعتداءات الإسرائيلية بـ “الجريمة”.
من جانبها، أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنها لم تتلق أي اتصال رسمي من الأردن حول الحادثة. مما يشير إلى عدم تواجد تفاهم بين الجانبين حول الأحداث. وتظهر بعض الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي محاولات إسرائيلية للتخلص من بعض المساعدات، فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أربعة أشخاص على خلفية الحادثة.