مصر والسعودية والأمم المتحدة.. رفض عربي ودولي لتشكيل حكومة موازية بالسودان

أعربت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأحد، عن رفضها لمحاولات تشكيل حكومة موازية بالسودان ، في إشارة إلى الاتفاق الذي وقَّعته قوات الدعم السريع وتحالف من القوى السياسية والمسلحة السودانية في العاصمة الكينية نيروبي، والذي يمهد لتأسيس كيان حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان رسمي رفضها “أي محاولات تُهدِّد وحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان، بما في ذلك السعي نحو تشكيل حكومة سودانية موازية”، معتبرةً أن هذه الخطوة “تعقد المشهد، وتُفاقِم الأوضاع الإنسانية” في البلاد.

رفض إقليمي ودولي واسع لتشكيل حكومة موازية بالسودان

إلى جانب مصر، أعلنت السعودية رفضها لأي إجراءات “غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان”، مؤكدةً أن هذه الخطوات “تمس وحدة السودان ولا تعبر عن إرادة شعبه”.

من جهتها، أكدت الجامعة العربية في بيان رسمي رفضها القاطع لمثل هذه الخطوات، مشددةً على ضرورة “الحفاظ على وحدة السودان وعدم المساس بمؤسساته الشرعية”.

أما الولايات المتحدة، فقد أبدتْ قلقها إزاء إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها، محذرةً من أن هذه الخطوة “قد تعمّق الأزمة وتزيد من حِدَّة العنف”.

كما دعت الأمم المتحدة إلى وقف أي تحركات تؤدي إلى “مزيد من التشرذم” في السودان، في ظل الوضع الإنساني المتدهور.

اتفاق نيروبي ومخاطر الانقسام

وُقّع الاتفاق في 23 فبراير الماضي، متضمناً رؤية لإنشاء “دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية”، إلى جانب تأسيس “جيش وطني جديد وموحد ومهني يعكس التنوع السوداني”، وفق ما ورد في الوثيقة.

وجرت مراسم التوقيع بحضور عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، في حين غاب قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

كما كان من بين أبرز الموقعين عبد العزيز الحلو، قائد فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، الذي يسيطر على مناطق واسعة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

ضحايا الحرب في السودان

منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، خلف الصراع أكثر من 15 ألف قتيل، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما تجاوز عدد المصابين عشرات الآلاف.

وأدت الحرب إلى نزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وخارجه، مما يجعلها إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حالياً.

كما يعاني أكثر من 25 مليون سوداني من الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية في العديد من المناطق.

وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار القتال وتوسع رقعة النزاع، خاصة مع محاولات تشكيل حكومة موازية، سيؤدي إلى مجاعة محتملة، مع تزايد أزمة الأمن الغذائي وتدهور القطاع الصحي، في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات بالغة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين.

اقرأ أيضًا: تهديدات أمنية وتحذيرات من نائب الرئيس.. ماذا يحدث في جنوب السودان؟ 

زر الذهاب إلى الأعلى