مصنع قضبان السكة الحديدية الجديد في مصر يلبي احتياجات الشرق الأوسط بالكامل
أطلقت شركة “صلب مصر” (Suez Steel)، المملوكة للجيش المصري بالشراكة مع أحد رجال الأعمال اللبنانين، مشروعًا استراتيجيًا لإنتاج قضبان السكك الحديدية والقطاعات الثقيلة والستائر المعدنية. يستهدف المصنع إنتاج 800 ألف طن سنويًا، يُخصص جزء للسوق المحلي والباقي للتصدير– مما يجعله الأكبر في الشرق الأوسط وأول مصنع متطور من نوعه بهذه السعة.
قبل افتتاح المصنع المصري الجديد، كانت قدرات إنتاج قضبان السكك الحديدية في الشرق الأوسط تقتصر على مصنع “أصفهان” في إيران بطاقة 400 ألف طن سنويًا، ومصنع “كارديمير” في تركيا بطاقة 45 ألف طن فقط. ومع تعذر التعامل التجاري مع إيران بسبب العقوبات، وعدم قدرة المصنع التركي على تلبية الطلب، لجأت مصر لسنوات إلى الاستيراد من الصين.
لكن القاهرة اختارت المضي في خيار أكثر مشقة وأطول مدى: إنشاء مصنع على أراضيها بقدرة إنتاجية تبلغ 800 ألف طن سنويًا، أي ما يتجاوز ضعف إنتاج المصانع القائمة في المنطقة بأكملها، لتلبية الطلب المحلي وفتح باب التصدير.
مشروع استراتيجي لإحلال الواردات
المصنع الجديد يتبع شركة “صلب مصر”، المملوكة بنسبة 82% للجيش المصري و18% لرجل الأعمال اللبناني رفيق الضو، ويقع المشروع على امتداد طولي يقارب 2 كيلومتر داخل منطقة صناعية متكاملة بالسويس.
ويعد هذا المصنع نقلة استراتيجية في مساعي مصر لإحلال الواردات، إذ سيوفر سنويًا ما يصل إلى 200 مليون دولار كانت تنفق على استيراد قضبان السكك الحديدية من الخارج، في وقت يبلغ فيه الطلب المحلي نحو 250 ألف طن سنويًا، خاصة مع توسع مشروعات النقل الجماعي والقطارات الكهربائية السريعة.
أحدث تقنيات الإنتاج
يعتمد المصنع على تكنولوجيا تصنيع أوروبية متطورة، تشمل:
•أنظمة مراقبة ذكية للجودة تعمل على مدار الساعة.
•تقنية المعالجة الهوائية التي تعرّض القضبان لحرارة تفوق 1000 درجة مئوية، مما يمنحها صلابة عالية وخصائص ميكانيكية ممتازة.
•نظام لتقليل الفاقد بنسبة تصل إلى 70%، مما يحقق كفاءة اقتصادية كبيرة في استهلاك المواد الخام.
جاهزية للتصدير من اليوم الأول
لا يقتصر المشروع على تلبية الطلب المحلي فحسب، بل تم تصميمه منذ البداية ليكون مصنعًا قادرًا على التصدير من اليوم الأول، مع وجود بنية لوجستية متصلة بموانئ السويس لتيسير عمليات الشحن للأسواق الخارجية، خاصة إفريقيا ودول الخليج.
اقرأ أيضا.. مصر تدخل قائمة أكبر 20 دولة منتجة للكهرباء من الرياح في العالم للمرة الأولى
