تاريخ وتراث

معبد سيتي الأول… أشهر المعابد المصرية بسوهاج

اعداد و تقديم : إبراهيم عقرب

“أبيـدوس” أو العرابة المدفونة تقع في غرب البلينا في محافظة سوهاج، و هي عاصمة الإقليم  الثامن من أقاليم مصر العليا، وهو إقليم “ثني”. غير معروف تحديداً عُمرها لكنها كانت موطن وجبانة منذ عصور ما قبل التاريخ. وأُطلق عليها “تا ور” يعني الأرض العظيمة. وكانت مقر لعبادة “خنتي أمنتو”، رب العالم الآخر في معتقد المصري القديم!

ومع أواخر الدولة القديمة أصبحت مقر للإلة أوزير” أوزوريس”. وأصبحت مدينة مُقدّسة. وبقيام الدولة الوسطي زاد شأنها وأصبحت من أهم الأماكن المقدسه في مصر. ويُعتبر عصر الرعامسة  هو العصر الذهبي لأبيدوس.

أما اسم أبيدوس الحالي، فـ هو مُشتق من أحد أسمائها الهيروغليفيه “آب جو”، ومن أهميه أبيدوس، إن فيها تم اكتشاف أقدم حروف كتابية في العالم، “بطاقات أبيدوس العاجية”، وتم اكتشافها عام ١٩٨٨م علي يد الألماني” دراير”وغيرها من الإكتشافات العظيمة.

سيتى الأول

“سـيتي الأول “من ماعت رع-ستي مري أن بتاح”من أهم ملوك الدولة الحديثة، تولي العرش بعد أبية ” الأول” رغم أن عمره كان حوالي 40 سنه!

يُعتبر عهده بداية مرحله جديده. وقد اتخذ لنفسه لقب “وحم مسوت” مجدد المواليد. انضم للجيش ووصل إلي رُتب عالية وأخذ ألقاب كتير منها: الأمير الوراثي، عمدة المدينة، حامل المروحة علي يمين الفرعون، رئيس الرماه،المشرف علي حصن ثارو”تل أبو صيفي حالياً“، مدير عيد كبش منديس” تل الربع حالياً”، وأخيراً “الكاهن الأول للإله “ست”.

وكان الإله ست لا يُنظر ليه بعين الرضا في مصر كلها. ولم يُحاول سيتي أنه يُجبر رعاياه علي عباده ست، واختار “الإله بتاح” وضمه لأسمه “سيتي مرنبتاح” سيتي محبوب بتاح”!

 واهتم سيتي من بداية حكمة بالعرابة، وبالتحديد في السنه الرابعة من حكمة، وأسس معبد وأطلق عليه ” بيت من ماعت رع ” وهو أشهر معبد أقامه سيتي في البلاد المصرية. وكانت تُقام فيه الشعائر الجنائزية لملوك مصر القُدامي. وكان معبد جنائزي لسيتي نفسه وليه اسم طويل هو ” البيت الفاخر لملايين السنين لصاحبه ملك الوجه القبلي والبحري من ماعت رع”.

 أنواع المعابد عند المصريين القُدماء

١-معابد جنائزية ودي خاصة بإقامة الطقوس الجنائزية للملك بعد موته.

٢-معبد الألهه ودي كانوا بيقدموا فيها القرابين والهبات للآلهه!

“الـمـعـبـد”

معبد أبيدوس هو أشهر معبد أقامة سيتي علي الإطلاق وبدون نزاع. وهو المعبد الـ كان بيتم فيه تقديس آلهه مصر السته.  وكانت بتُقام فيه الشعائر الجنائزية لملوك مصر القُدامي، بالإضافه إلي أنه معبد جنائزي لـ سيتي نفسه. أكمل بناءه رمسيس الثاني ابن سيتي الأول. وبيظهر الفرق بين الفن والإهتمام بالتشييد في عصر سيتي وعصر رمسيس.

تخطيط المعبد فريد من نوعة، ووضع المُصمم تصميمة علي شكل زاوية قائمة بدل من الشكل المُستطيل المُعتاد في تخطيط المعابد! وغالباً السبب في تغيير سيتي لتخطيط المعبد هو وجود معبد تاني بجانبة “الأوزوريون”!

معبد سيتي رغم فخامته وجماله الموجود عليه حالياً، إلا أنه غير كامل؛ بسبب الهدم والتخريب. ولم يتبقي من الردهه الخارجية وبوابتة الفخمه غير قطع بسيطة باقي عليها بعض الزينه من عهد رمسيس الثاني!

أيضاً الردهه الثانية الـ قام بتزيينها رمسيس الثاني لم يتبقي منها غير القليل. وفيها ممر مُزين بالأعمدة المُستطيله يوصل لـ قاعة الأعمده الأولي طولها حوالي 52متر وعرضها حوالي 10 متر.

السقف محمول علي 24 عمود علي شكل حزمه من عيدان البردي، وتيجانها علي شكل زهرة مُغلقة، وبين الأعمدة 7 ممرات توصل في نهايتها إلي سبعة محاريب مُخصصه لآلهه مصر السته، والمحراب السابع لـ سيتي لأنه كان يُعد اله  في المعبد!

وقاعة الأعمدة الثانية محمولة علي 36 عمود؛ أول 24 منها علي شكل عيدان البردي وتيجانها برعومية؛ وباقي الأعمدة علي شكل جذوع شجر وقمتها مربعة من غير تاج؛ والمناظر والنقوش الـ فيها من عهد سيتي الأول، وهي من أحسن ما أخرجته يد الفنان المصري في عهد سيتي. والمحاريب السته موجوده خلف قاعة الأعمدة الثانية مُرتبة كـ الآتي:

” حور، إيزيس، أوزير، آمون، حور آختي، بتاح، سيتي”! وخلف محراب أوزير موجود باب يؤدي إلي قاعة ذات أعمدة في جانبها الغربي ثلاثة مقاصير صغيره لـ ثالوث الآلهه المؤلف من “أوزير، إيزيس، حور”

 وبين الصفين الأخيرين من القاعة موجود ممر ضيق بيوصل إلي قاعة، وعلي الجدار الجنوبي من الممر موجود” قائمة أبيدوس” مكتوب عليها أسماء ملوك مصر الـ اعتبرهم سيتي ملوك شرعيين من وجهه نظره!

 بدأت القائمة باسم الملك “مينا ” وانتهت باسم ” سيتي”، واستثني اسم حتشبسوت وكل ملوك عهد الإصلاح الديني مثل أخناتون! وعلي يمين الممر سلم يوصل إلي سقف المعبد! وكان يُحيط بالمعبد في فترة ازدهارة حديقة بها نباتات وأشجار.

 وبقيت جذوع الأشجار دي موجودة في أماكنها الأصلية، حتي أخرجها الحفار عند اكتشاف المعبد. وكُتل بناء المعبد كلها من الحجر الجيري الأبيض، وده ساعد الفنان في سهوله الرسم والنحت علي الحجارة.

زر الذهاب إلى الأعلى