معجزة المقعد 11A.. ماذا قال الناجي الوحيد داخل حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية؟

صدمت كارثة جوية مدمرة الهند والعالم هذا الأسبوع عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية متجهة إلى لندن بعد إقلاعها بقليل من أحمد آباد، مما أسفر عن مقتل 241 من أصل 242 شخصًا كانوا على متنها.

على عكس كل التوقعات، نجا راكب واحد – في تطور غير مسبوق في مأساة شغلت بال عائلات عبر القارات وأثارت تساؤلات ملحة حول سلامة الطيران، والاستجابة للطوارئ، وطبيعة النجاة غير المتوقعة.

حادثة التحطم: ماذا حدث لرحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171؟

غادرت رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171، وهي طائرة بوينج 787-8 دريملاينر، مطار سردار فالابهاي باتيل الدولي الساعة 1:38 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الخميس، وعلى متنها 230 راكبًا و12 من أفراد الطاقم إلى مطار جاتويك بلندن.

بعد لحظات من الإقلاع، فقد مراقبو الحركة الجوية الاتصال بالطائرة، التي شوهدت لاحقًا وهي تسقط في منطقة سكنية، ويتصاعد منها الدخان وألسنة اللهب. اصطدمت الطائرة بنزل جامعي، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل اجتاح المبنى والمنازل المجاورة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل على الأرض وإصابة أكثر من 50 ساكنًا.

التقط شهود العيان واللقطات مشاهد الدمار: أنقاض متفحمة، وجسم الطائرة المحطم فوق المباني، وعمال الطوارئ يسابقون الزمن لإخماد النيران وانتشال الناجين.

وفقًا لسلطات الطيران، أطلق الطيار سوميت سابهاروال نداء استغاثة قبل الحادث، مما يشير إلى وعي الطاقم بمشكلة حرجة، على الرغم من أن السبب الدقيق – الذي يتراوح بين احتمال عطل في المحرك واصطدام طائر – لا يزال قيد التحقيق.

الناجي الوحيد: فيسواشكومار راميش و”معجزة” المقعد 11A

وسط تقارير واسعة النطاق عن وفيات إجمالية، انتشرت أنباء تفيد بنجاة أحد الركاب، وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 40 عامًا، فيسواشكومار راميش، بأعجوبة.

كان راميش جالسًا في الطائرة رقم 11A، بالقرب من مخرج طوارئ، وهو يعرج مبتعدًا عن الحطام، ملطخًا بالدماء ومشوّشًا، لكنه لا يزال على قيد الحياة – وهي حقيقة أكدها طاقم المستشفى، ثم زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لاحقًا.

وصفت عائلة راميش، التي مزقتها مشاعر الارتياح والحزن بعد فقدان شقيقه الذي كان على متن الطائرة أيضًا، نجاته بأنها “معجزة”.

في مقابلات مؤثرة من سريره في المستشفى، أعرب راميش نفسه عن عدم تصديقه: “لا أعرف كيف نجوت”، قال لقناة دوردارشان الهندية، مضيفًا أنه تمكن من النجاة فقط لأن كلًا من الباب ومقعده كانا مكسورين أثناء الحادث، مما أتاح له مسارًا ضيقًا للزحف للخروج بينما انتشرت النيران عبر الحطام.

وصف خبراء الطيران نجاته بأنها “استثنائية”. أوضح غراهام بريثويت من جامعة كرانفيلد ومستشار حوادث الطيران الأمريكي أنتوني بريكهاوس أن النجاة في مثل هذه الكوارث غالبًا ما تعتمد على مزيج معقد من قوة الاصطدام وموقع المقعد والحظ المحض – وهي عوامل يصعب تفسيرها أحيانًا.

قال بريكهاوس: “نجا هذا الرجل مما كان من المفترض ألا يكون قابلاً للنجاة”.

حداد وطني واستجابة رفيعة المستوى

أثار الحادث موجة من الحزن في الهند والمملكة المتحدة وجميع أنحاء العالم، حيث تعهدت الحكومتان بدعم التحقيق بشكل كامل. وزار رئيس الوزراء الهندي مودي ورئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر موقع الحادث أو أرسلا فرقًا، بينما أعلنت مجموعة تاتا، الشركة الأم لشركة طيران الهند، عن تعويضات ودعم لأسر الضحايا.

انضم المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي وشركة بوينغ إلى التحقيق، حيث يمثل الحادث أول حادث تحطم مميت على الإطلاق لطائرة بوينغ 787-8 – وهو طراز كان يُعتبر سابقًا من بين أكثر الطائرات أمانًا في العالم.

اقرأ أيضًا: الكرملين: ترامب يُشير لاستعداده استئناف المفاوضات النووية مع إيران

تساؤلات حول بوينغ وسلامة الطيران والنجاة من الحوادث

كما جددت المأساة التدقيق في شركة بوينغ، التي لا تزال تعيد بناء الثقة بعد حادثي تحطم طائرتي 737 ماكس المميتتين في عامي 2018 و2019. وبينما لم يظهر أي دليل على وجود عطل فني في هذا الحادث الأخير، إلا أن الضغط يتزايد على كل من بوينغ والهيئات التنظيمية العالمية مع استمرار التحقيق.

تُظهر بيانات سلامة الطيران أن حوادث تحطم الطائرات التي تُودي بحياة أعداد كبيرة لا تزال نادرة للغاية. ويُحذّر الخبراء من استخلاص استنتاجات سريعة من مقعد الناجي الوحيد أو ظروفه، إذ قال بريثويت: “بالنسبة لمعظم رحلات الناس، فإن المقعد الأكثر أمانًا هو مقعد الطائرة”.

في الهند، كما في أماكن أخرى، تُودي حوادث الطرق بحياة عدد أكبر بكثير سنويًا من السفر الجوي.

التأثير المجتمعي والأسئلة العالقة

بالنسبة لمدينة أحمد آباد، خلّف حادث التحطم ندبة دائمة: فالعائلات تنعى أحباءها المفقودين، والمصابون يتماثلون للشفاء في المستشفيات، وفرق الطوارئ تُنقّب بين الأنقاض. راميش، “معجزة المقعد 11A”، يواجه الآن فترة نقاهة طويلة، تُطارده ذكريات فقدان شقيقه والمحنة التي عاناها.

بينما يبحث المحققون عن إجابات، تتحد العائلات والناجون في جميع أنحاء العالم في الصدمة والحزن، وفي إحدى الحالات، في امتنان مُذهل لحياة نجت رغم كل الصعاب.

زر الذهاب إلى الأعلى