القاهرة (خاص عن مصر)- تحولت أهرامات الجيزة، أحد أكثر المواقع التاريخية شهرة في العالم، إلى لوحة نابضة بالحياة للفن المعاصر مع افتتاح النسخة الرابعة من معرض “إلى الأبد الآن”، وفقا لما نشره موقع ديزاين بووم.
يعرض حدث هذا العام مجموعة من الفنانين الدوليين الذين تتردد أصداء أعمالهم في المناظر الطبيعية القديمة، مؤكدين على تقاطع التاريخ والإبداع الحديث.
حلم تحقق
تتمثل القطعة المركزية لمعرض هذا العام في تركيب النحات الإسباني كزافييه ماسكارو بعنوان “الخروج”، والذي يضم أسطولاً من 26 قاربًا معدنيًا يستحضر شعورًا بالخلود على خلفية الأهرامات المهيبة.
أعرب ماسكارو عن سعادته، قائلاً إن عرض عمله في مثل هذا الموقع التاريخي كان “مثل حلم تحقق”. وأكد على الرابطة العالمية التي يخلقها الفن بين الثقافات، مما يعزز من مكانة الأهرامات باعتبارها “مكانًا للخلود”.
وفي مكان قريب، يقدم عمل “وعاء الزمن”، الذي ابتكره الفنان الفرنسي جان ماري أبريو، تعليقًا مثيرًا للتفكير حول رحلة الطفولة والإنسانية. تعرض القطعة المصنوعة من طين نهر النيل تمثالًا لصبي وسط قارب مصري قديم، يرمز إلى استمرارية الحياة.
ربط الثقافات من خلال الفن
يهدف هذا المعرض الذي تنظمه مؤسسة آرت ديجيبت إلى مزج الماضي بالحاضر مع تعزيز التبادل الثقافي. ووصفت نادين عبد الغفار، مؤسسة مؤسسة آرت ديجيبت، المبادرة بأنها احتفال بالإنسانية. وقالت: “في كل عام، نحاول البقاء في القمة ومخاطبة العالم أجمع لجمع كل البلدان في مكان واحد في هذه الحضارة”، مسلطةً الضوء على إرث الأهرامات الدائم لأكثر من 4500 عام.
لا يضم معرض هذا العام المواهب المحلية فحسب، بل يستقطب أيضًا فنانين من بلدان مختلفة، مما يُظهِر قوة الفن في ربط الثقافات المتنوعة. وأشار الزائر السويسري فابيو بوليتي إلى أهمية التمثيل الدولي، قائلاً: “إن مزجه مع فنانين دوليين يظهر كيف يمكن للفن أن يربط أو يربط بين الثقافات المختلفة”.
أقرا أيضا.. الصين تعزز التعاون مع مصر وسط التركيز على وحدة الجنوب العالمي
استكشاف سرديات جديدة
يقام المعرض من 24 أكتوبر إلى 16 نوفمبر 2024، مع اثنا عشر فنانًا دوليًا يعيدون تفسير الأهرامات القديمة من خلال أعمال معاصرة. يركز الموضوع على الفن كوسيلة للاستكشاف، على غرار علم الآثار، حيث يتم الكشف عن طبقات التاريخ وإعادة تفسيرها. تضم تشكيلة هذا العام إيك جونج كانج من كوريا الجنوبية، الذي تؤكد أعماله الفسيفسائية على الذاكرة الجماعية التي تربط الماضي بالحاضر.
وعلاوة على ذلك، يمثل دمج مشاريع الذكاء الاصطناعي تطورًا مهمًا في المعرض. يقدم حسن رجب، المصمم المصري الأمريكي، نهجًا متعدد التخصصات للتعبير الإبداعي من خلال الذكاء الاصطناعي، بينما تدمج دانيا الصالح التعلم الآلي مع فن الفيديو، مستلهمة من العصر الذهبي للسينما المصرية.
تجارب تفاعلية
يؤكد المعرض على مشاركة الجمهور، ويدعو الزوار للمشاركة بنشاط في تجربة الفن. يستكشف تركيب لوكا بوفي التفاعل بين البيئات الطبيعية والاصطناعية من خلال الأجهزة البصرية، بينما تقدم فيديريكا دي كارلو عملاً يرمز إلى الطاقات غير المرئية التي تربط الحياة بالكون.
يدعو تركيب جان ماري أبريو الزوار إلى التأمل في مرور الوقت، مجسدًا الاستمرارية التي لا نهاية لها للحياة، بينما يتحول النحت التفاعلي لناسيا إنجليسي بناءً على مشاركة المشاهد، ويدمج التجربة الإنسانية مع التاريخ الضخم.
يمثل معرض “إلى الأبد الآن” لهذا العام في أهرامات الجيزة ملتقى فريدًا للتاريخ القديم والثقافة المعاصرة. لا تكرم التركيبات إرث الأهرامات فحسب، بل تدعو أيضًا إلى تفسيرات ومناقشات جديدة حول الفن والثقافة والإنسانية. تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار واليونسكو، يؤكد هذا الحدث التاريخي على دور مصر كمركز عالمي للتعبير الفني والحوار الثقافي.
