معركة تحرير الخرطوم.. كيف حسمت المسيرات تفوق الجيش السوداني ضد الدعم السريع؟

كيف أحرز الجيش السوداني تقدماً كبيراً في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، وما هي الأسلحة التي حسمت معركة تحرير الخرطوم الأخيرة وحققت التفوق في مواجهة قوات الدعم السريع، وعلى ماذا اعتمد الفريق أول القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حتى يصل القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم ؟
معركة تحرير الخرطوم
فقد اعتمد الجيش في المراحل الأولى من الحرب على سلاح الطيران، والذي لا يمكن أن يحدث تفوقا عسكرياً لا سيما ضد قوة أرضية خفيفة في تسليحها وسريعة في حركتها، وقامت قوات الدعم السريع بمحاصرة، سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني، لتحييده عن التدخل في الصراع الدائر.
المسيرات .. كلمة السر في تفوق الجيش السوداني
رسمت هذه الظروف خريطة السيطرة على الأرض، إذ احتفظ الجيش بالسيطرة على مواقع محدودة في الخرطوم، وبقي محاصراً في قواعده لأشهر عدة، لكنه ظل محتفظا بانتشاره في السماء، أما قوات الدعم السريع فكانت تسيطر على معظم أراضي العاصمة، وكذلك على معظم إقليم دافور غرب البلاد.
الأسلحة الحاسمة
حصل الجيش السوداني على نوعين على الأقل من المسيرات الإيرانية، فضلا عن مسيرات انتحارية، استخدمها خلال الحرب، النوع الأول هو مسيرة مهاجر 6، ويبلغ طولها 6 أمتار ونصف، وعرض جناحيها 10 أمتار، وتستطيع التحليق حتى نطاق 200 كيلومتر، على ارتفاع 10 آلاف قدم، ويمكنها شن هجمات جوية بذخائر موجهة ذات سقوط حر.

منحت هذه المسيرات أفضلية للجيش السوداني حيث يمتلك الجيش السوداني عددا كبيراً من المسيرات، ونرى تأثير ذلك بالفعل في عملياته العسكرية.
كما أن مسيرات مهاجر 6 أكثر فاعلية من الطائرات الحربية التقليدية، حيث أنها تستطيع تحديد الأهداف بدقة، ويتم توجيهها أرضياً دون تكلفة كبيرة.
كذلك تمتلك قوات الجيش السوداني “المسيرة” زاجل 3، وهي نسخة مصنعة محليا في السودان، من المسيرة الإيرانية أبابيل 3.

مسيرات انتحارية
كما أطلق الجيش السوداني مسيرات انتحارية، تعمل بتقنية FPV أو ما يعرف بطائرات “رؤية الشخص الأول”، ويتم التحكم فيها عبر نظارات خاصة تشبه نظارات الواقع الافتراضي، وجهاز تحكم صغير محمول في اليد.
يبلغ وزنها نحو كيلوجرام واحد، ولديها القدرة على الطيران لمسافات قصيرة وارتفاعات منخفضة، وهي قادرة على تتبع الهدف، والارتطام به مباشرة.
حسم المعركة
ومنذ أن ظهرت المسيرات الانتحارية في سماء السودان تغير الوضع جزئيا على الأرض، فقد تمكن الجيش السوداني من كسر الحصار الذي ضُرب حول جنوده في مواقع عدة، أما الدعم السريع، فانسحب من بعض أحياء مدينة أم درمان غربي العاصمة.
كما يمتلك الجيش السودان طائرات من دون طيار مسلحة، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وأجهزة تشويش، وقاذفات صواريخ متعددة البراميل مثبتة على شاحنات، وذخائر هاون، مكنّته من حسم معركة الخرطوم لصالحه.
فك حصار سلاح المدرعات
على نحو متوقع تمكن سلاح المدرعات السوداني جنوب الخرطوم من فك الحصار المضروب عليه من قوات الدعم السريع، والتقدم إلى وسط العاصمة الخرطوم والالتقاء بالقيادة العامة للجيش السوداني، مما يسمح له بالتواصل مع وحدات الجيش الأخرى في بحري وأم درمان.
تعداد الجيش السوداني
يبلغ تعداد الجيش السوداني 205 آلاف جندي، النشطون منهم في الخدمة 100 ألف، و 50 ألفا في الاحتياط، ويقدر عدد القوات شبه العسكرية المرتبطة بالجيش، 55 ألف جندي.
ويصنف الجيش السوداني، في المرتبة الـ73 من بين 145 دولة تمتلك قوات عسكرية حول العالم، وفقاً لتقرير جلوبال فاير باور.
القوات البرية
يمتلك الجيش السوداني، إمكانيات كبيرة في القوة البرية، فلديه 170 دبابة من طرازات مختلفة مثل، T-55 و T-72 وقرابة 7 آلاف مركبة مدرعة وناقلات للجنود من طرازات BTR-60 و BTR-80 و BMP-1 و BMP-2، و20 مدفعية ثقيلة مجنزرة، إضافة إلى 389 قطعة مدفعية ثقيلة مختلفة.
المدرعة أورال تايفون
العربة المدرعة الروسية التي يمتلكها الجيش السوداني يبلغ وزنها 14.5 طن، وتبلغ سرعتها 100 كيلو متر في الساعة، وتحمل 12 شخصا، وهي مزودة بمحرك ديزل، مزود بحماية من الرصاص الخارق ودرع بمقاس 7.62 ملم، يتحمل انفجار عبوة ناسفة بكتلة تصل إلى 6 كجم.

سلاح الجو السوداني
أما على صعيد سلاح الجو، فيمتلك السودان، وفقا لموقع “غلوبال فاير باور” 191 طائرة حربية، منها 45 مقاتلة من طرازات روسية مختلفة: MiG-29 و Su-25، و37 طائرة مروحية Mi-17 و Mi-24 وSA 330 Puma، و25 طائرة شحن من طرازات قديمة، مختلفة الحجم مثل طائرات أنتونوف An-12 و An-26 و An-32 ، بالإضافة إلى Y-12 و MA60 الصينية الصنع.
ويلعب سلاح الجو السوداني، دورا كبيرا، في صد هجمات قوات الدعم السريع، خاصة في الخرطوم، والتي قصفت مقرات ومواقع تمركزه.
اقرأ أيضاً: العاصفة المعدنية.. سلاح صيني يطلق 450 ألف طلقة في الدقيقة متفوقا على نظام “CIWS” الأمريكي