مع استمرار جهود الوسطاء.. هل تشهد غزة هدنة إنسانية خلال عيد الفطر؟

تتصاعد الأحداث في قطاع غزة وسط استمرار الضربات الإسرائيلية بعد خرق الهدنة، بينما تتحدث تقارير عن احتمالية الوصول لـ هدنة إنسانية خلال عيد الفطر.
وتأتي هذه التحركات في إطار محاولات متعددة لتهدئة التصعيد العسكري وتخفيف معاناة المدنيين في القطاع المحاصر، وسط جهود دبلوماسية مكثفة تشمل الولايات المتحدة وقطر وسائر الأطراف الإقليمية.
استمرار الهجمات في غزة
منذ حوالي اثني عشر يومًا، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بعد خرق هدنة سابقة، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والعسكري على الأرض.
وتواجه غزة تصعيدًا في الضربات الجوية والبرية، ما أسفر عن دمار واسع النطاق وتأثيرات كارثية على البنية التحتية وحياة السكان.
في هذا السياق، أُطلقت العديد من المحادثات الدبلوماسية والوسطاء يسعون إلى إيجاد حل مؤقت يخفف من وطأة الصراع ويتيح المجال لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين.
تفاصيل مقترح هدنة عيد الفطر
وفقًا لتقارير إعلامية، يبدو أن حركة حماس قد لا تمانع في إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة خلال عطلة عيد الفطر.
وتشير التقارير إلى أن أحد الرهائن الذين قد يكونون ضمن هذه الصفقة هو الجندي الأمريكي الإسرائيلي “عيدان ألكسندر”، الذي يُعد الشخص الوحيد من نوعه في صفوف الجيش الإسرائيلي.
ولم يتضح بعد ما هي المطالب التي ستطرحها الحركة مقابل هذه الدفعة الصغيرة من الأسرى، إلا أن هذا المقترح يأتي في إطار محاولات لخفض حدة التوتر وإعادة فتح قنوات الحوار.
جهود الوسطاء لإقرار هدنة عيد الفطر
في ظل الوضع المتأزم، تتكثف جهود الوسطاء لتقديم مقترحات تساهم في استئناف وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية.
يُذكر أن الولايات المتحدة وقطر يعملان على دفع مقترح يتضمن إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، إلى جانب صدور بيان يدعو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى التأكيد على ضرورة التهدئة واستئناف المفاوضات لإنهاء الصراع بشكل دائم.
ويأتي هذا المقترح بعد رفض سابق من جانب حماس لاقتراح تمديد وقف إطلاق النار الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، حيث أصرت الحركة على الالتزام بشروط الاتفاق الموقع في بداية العام.
الاحتجاجات في غزة
تشهد غزة موجة من الاحتجاجات الداخلية ضد إدارة حماس، إذ يطالب المحتجون باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء الفوضى وفرض النظام داخل القطاع.
وتبرز هذه الاحتجاجات كعامل إضافي يدفع الحركة إلى التفكير في خيار الهدنة المؤقتة، إذ قد يسمح وقف إطلاق النار حتى لو كان لعدة أيام بالسيطرة على الأوضاع الداخلية واحتواء التجمعات التي باتت تشكل مصدر قلق داخل الحركة.
وفي هذا السياق، يرى بعض المحللين أن الهدنة قد تساهم في توفير مجال لإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة فتح المعابر وتخفيف الضغوط عن السكان.
مستقبل المفاوضات
على الرغم من أن المفاوضات لا تزال قائمة والتفاصيل غير واضحة بشكل كامل، فإن الاحتمالات تبدو واعدة في ظل تصاعد الاتصالات بين حماس والوسطاء.
وبحسب تقارير يأمل المسؤولون في كلا الجانبين بأن تُحقق هذه الهدنة انفراجة في الوضع القائم، مما يفتح الباب أمام مفاوضات أشمل تهدف إلى وقف دائم للقتال وسحب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، إلا أن التحديات قائمة، إذ يصر الجانب الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضرورة تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس قبل قبول أي توقف نهائي للصراع.
ووفق مراقبون، يبقى المستقبل الميداني لسكان غزة معلقًا على نتائج هذه المحادثات الدبلوماسية؛ فبينما يأمل الكثيرون في تحقيق هدنة إنسانية مؤقتة خلال عيد الفطر لتخفيف معاناة المدنيين، يواجه المشروع عدة عقبات سياسية وعسكرية قد تؤجل تحقيق سلام دائم في المنطقة.
اقرأ أيضا
هدنة عيد الفطر.. هل تنجح جهود مصر وقطر في وقف الحرب بغزة؟