مع تصاعد الصراع.. هل يمكن استخدام السلاح النووي بين الهند وباكستان؟

منذ إعلان الهند تفجيرها النووي الأول عام 1974، وباكستان عام 1998، دخلت الدولتان الآسيويتان في سباق تسلح نووي محموم، جعل منطقة جنوب آسيا إحدى أخطر بؤر النزاع النووي في العالم، يتزايد القلق العالمي من احتمال استخدام الأسلحة النووية، خاصةً مع استمرار التوترات الحدودية والاشتباكات العسكرية المتقطعة بين البلدين.

عقد خاص عن مصر مقارنة وفقاً لما هو معلن عن السلاح النووي الذي تمتلكه الهند وباكستان، وما الذي ستؤول إليه الأمور إذا ما تم استخدامه في حسم الصراع بينهما:

عدد الرؤوس النووية

بحسب تقرير معهد SIPRI لعام 2024:

تمتلك الهند حوالي 164 رأسًا نوويًا.

في المقابل تمتلك باكستان حوالي 170 رأسًا نوويًا.

وكل من الهند وباكستان تواصلان تطوير رؤوس نووية جديدة وتحسين دقة وسرعة صواريخهما .. ولكن باكستان تُركز بشكل خاص على تطوير رؤوس نووية تكتيكية قصيرة المدى.

عدد المفاعلات النووية ومواصفاتها

الهند.. تملك 22 مفاعلًا نوويًا عاملًا

أهم المفاعلات النووية:

مفاعل تارابور (Tarapur):

القدرة: حوالي 320 ميجاوات لكل وحدة. التصميم أمريكي (جنرال إلكتريك).

مفاعل راجاستان (Rajasthan):

القدرة: أكثر من 220 ميجاوات لكل وحدة. تصميم كندي معدل.

مفاعل كودانكولام (Kudankulam):

القدرة: 1000 ميجاوات لكل وحدة. تصميم روسي (VVER-1000).

معظم مفاعلات الهند مخصصة للطاقة المدنية، ولكن البلاد تطور بشكل متوازٍ برنامجًا مستقلًا لإنتاج البلوتونيوم لصناعة الرؤوس النووية عبر مفاعلات مثل دومباي CIRUS سابقًا ومفاعلات Dhruva.

باكستان.. تمتلك 6 مفاعلات نووية عاملة

أهم المفاعلات النووية:

مفاعل تشاشما (Chashma):

4 وحدات عاملة بقدرات تتراوح بين 300 إلى 340 ميجاوات لكل وحدة. تصميم صيني.

مفاعل كراجي (Karachi):

2 وحدة جديدة (Kanupp-2 وKanupp-3) بقدرة 1100 ميجاوات لكل وحدة (Hualong One الصينية).

بالإضافة إلى منشآت سرية مثل مفاعل خُشّاب (Khushab) الذي يستخدم لإنتاج البلوتونيوم العسكري.

هل يمكن أن يستخدم الطرفان الأسلحة النووية في حال نشوب حرب؟

بحسب محللين عسكريين ومراكز أبحاث مثل مركز كارنيغي للسلام الدولي أكدوا أن هناك احتمالية خطيرة لاستخدام السلاح النووي، خاصةً من الجانب الباكستاني، الذي يتبع عقيدة نووية أقل تحفظًا مقارنة بالهند.

وتتبنى باكستان مبدأ “الردع بالمبكر” عبر أسلحة نووية تكتيكية قصيرة المدى مثل صاروخ نصر (Nasr)، لمواجهة أي اختراق هندي في أراضيها.

أما الهند تعتمد رسميًا سياسة “عدم البدء باستخدام السلاح النووي” (No First Use – NFU)، لكنها تُبقي الباب مفتوحًا لتعديل هذه السياسة حال تعرضت لهجوم نووي أو تهديد وجودي خطير.

مقتل ملايين الأشخاص فوراً ودمار اقتصادي شامل وكوارث طبيعية

ولكن استخدام السلاح النووي بين الهند وباكستان، بحسب دراسة لمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولي (IISS)، قد يؤدي إلى مقتل ملايين الأشخاص فورًا، وكذلك دمار اقتصادي شامل .. فضلاً عن كوارث بيئية تطال الدولتين ودول الجوار.

رغم امتلاك كل من الهند وباكستان قدرات نووية ضخمة نسبيًا، فإن الردع المتبادل والوعي بعواقب الدمار الشامل يجعلان استخدام السلاح النووي خطوة أخيرة محفوفة بالمخاطر الكبرى. ومع ذلك، تبقى التوترات السياسية وخطر التصعيد المفاجئ عوامل تهدد بتحويل جنوب آسيا إلى ساحة كارثة نووية في حال فشل التحكم بالأزمات.

إقرأ أيضاً: بعد تصاعد التوترات.. أيهما أقوى الجيش الهندي أم الباكستاني ومن يمتلك اليد الطولى؟

زر الذهاب إلى الأعلى