مع قصف مناطق سكنية بطهران.. ترامب يتوقع سلامًا قريبًا بين إسرائيل وإيران

لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليؤكد على قرب تحقيق سلام قريب بين إسرائيل وإيران، في خضمّ تصاعد سريع للصراع.
في سلسلة منشورات على موقع “تروث سوشيال”، أكد ترامب أن “على إيران وإسرائيل إبرام اتفاق، وسيُبرمانه”، مضيفًا: “سنحصل على السلام قريبًا”، مشيرا إلى جهود سرية جارية، ووساطات سابقة بين خصوم آخرين لتعزيز ادعائه بأن الحل في متناول اليد.
ووفقًا لترامب، “تُعقد الآن العديد من الاتصالات والاجتماعات” بهدف التوسط لوقف الأعمال العدائية، وكتب: “أفعل الكثير، ولا يُنسب إليّ أي شيء، لكن لا بأس، فالشعب يتفهم ذلك. لنجعل الشرق الأوسط عظيمًا مرة أخرى!”، مستحضرًا أسلوب شعارات حملته الانتخابية السابقة، ومؤكدًا على نهجه العملي في التعامل مع الأزمات العالمية.
بينما بدت تصريحات ترامب متفائلة، إلا أن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة.
سلام قريب بين إسرائيل وإيران.. غارات جوية تضرب قلب طهران السكني
مع تداول تصريحات ترامب عبر الإنترنت، ظهرت تفاصيل جديدة عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء سكنية مكتظة بالسكان في العاصمة الإيرانية طهران.
أكدت تقارير من شبكة CNN ومقاطع فيديو مُحددة الموقع من مواقع التواصل الاجتماعي أن هجمات يوم الأحد ضربت ثلاثة تقاطعات رئيسية: تجريش وساحة القدس، وشارع شريعتي، وساحة ولي عصر.
هذه ليست مناطق عسكرية، بل مراكز مدنية صاخبة – إذ تضم تجريش مركزًا تجاريًا رئيسيًا، بينما تُعد ولي عصر أحد الشرايين التجارية الرئيسية في طهران. وقد أصابت إحدى الغارات منطقة تبعد 50 مترًا فقط عن مستشفى الشهداء، مما أثار القلق بشأن قرب الهجمات من مرافق الرعاية الصحية الحيوية.
يُظهر مقطع فيديو لشهود عيان دخانًا يتصاعد بالقرب من شارع ولي عصر، مع نقل مدنيين مصابين إلى سيارات الإسعاف ومبانٍ محطمة النوافذ. تُظهر لقطات إضافية الدمار قرب وزارة العدل في طهران، مما يُبرز اتساع نطاق الصراع ليشمل مناطق حضرية غير عسكرية.
على الرغم من تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن أهدافه هي مجمعات عسكرية ونووية، إلا أن أيًا من مواقع الارتطام المُبلغ عنها في وسط طهران لا ينطبق عليه هذا الوصف، مما يُثير مخاوف بشأن الخسائر المدنية والأثر الإنساني للضربات.
أقرا أيضا.. معجزة المقعد 11A.. ماذا قال الناجي الوحيد داخل حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية؟
الحرب بين إسرائيل وإيران.. تباين صارخ بين الدبلوماسية والدمار
تُسلّط تأكيدات الرئيس ترامب الواثقة بشأن السلام الوشيك الضوء على فجوة صارخة بين الخطاب الدبلوماسي والوضع المتدهور على الأرض. وبينما تستمر المفاوضات السرية والدعوات الدولية لخفض التصعيد، لا يزال كلا الجانبين عالقين في دوامة من الهجمات والانتقام، مع تزايد استهداف السكان المدنيين.
تُمثل الضربات الإسرائيلية على الأحياء السكنية في طهران تصعيدًا كبيرًا، مُشيرةً إلى تحول عن الاستهداف “الدقيق” للأصول العسكرية نحو أعمال تُنذر بعواقب حضرية وإنسانية أوسع. وقد دفع غياب الأهداف العسكرية الواضحة في هذه الهجمات إلى مزيد من التدقيق والانتقادات من المجتمع الدولي.
بينما يترقب العالم بوادر تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار، يبقى خطر أن تطغى الأحداث على تفاؤل قادة مثل ترامب، حيث يتحمل المواطنون العاديون وطأة صراع لا يبدو أنه سينحسر.