مفاجأة.. إيران وجهت تحذيرًا مسبقًا قبل الهجمات الصاروخية على قاعدة أمريكية
شنت إيران هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، إلا أن مصادر متعددة ومسؤولين دبلوماسيين كشفوا أن إيران وجهت تحذيرًا مسبقًا قبل الهجمات، وأبلغت المسؤولين القطريين والأمريكيين مسبقًا بنواياها، بهدف تقليل الخسائر وإتاحة فرصة لخفض التصعيد الدبلوماسي.
إشعار مسبق.. خطوة مدروسة للحد من الخسائر
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار، أن طهران نسقت إطلاق صواريخها مع المسؤولين القطريين مسبقًا. وكان الهدف، وفقًا لمصادر مطلعة، هو تقليل المخاطر على الأفراد وتزويد جميع الأطراف بـ”استراتيجية خروج” في أعقاب الهجمات المتبادلة بين واشنطن وطهران.
وأكد مصدر حكومي قطري، في حديثه لشبكة CNN، أن إيران وجهت تحذيرًا لقطر قبل الهجوم. وأكد المصدر نفسه أن هذا التنسيق صُمم خصيصًا لتجنب الخسائر في الأرواح ومنع خروج الأزمة عن السيطرة.
رد متكافئ: تطابق الصواريخ مع القنابل
أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بيانًا بعد وقت قصير من الضربات، مُعلنًا أن عدد الصواريخ المستخدمة في العملية يُطابق عدد القنابل التي نشرتها أمريكا ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
شدد المجلس على أن القاعدة الأمريكية المستهدفة “كانت بعيدة عن المنشآت الحضرية والمناطق السكنية في قطر”، مُؤكدًا على جهود طهران للحد من الأضرار الجانبية والحفاظ على علاقات إيجابية مع الدوحة.
إحاطة مُسبقة للولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين
نقلًا عن أكسيوس وسكاي نيوز، أكدت مصادر دبلوماسية متعددة أن كلًا من إدارة ترامب ودول الخليج أُبلغت بخطط إيران قبل إطلاق الصواريخ. ووفقًا لتحليل يلدا حكيم، المذيعة البارزة في سكاي نيوز، فإن هذا التحذير المُسبق – مع تأكيده على خطورة المواجهة الإقليمية – قد يُتيح أيضًا فرصة لخفض التصعيد، اعتمادًا على رد واشنطن.
صرح مسؤول أمريكي لشبكة CNN بأنه حتى مساء الاثنين، لم تُسجل أي إصابات أو وفيات في قاعدة العديد الجوية نتيجة الهجوم. كما صرحت وزارة الدفاع القطرية بأن دفاعاتها الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية القادمة، مما خفف من حدة التهديد الذي طال الأفراد الأمريكيين والمواطنين القطريين على حد سواء.
اقرأ أيضًا.. مسؤول أمني: إطلاق صواريخ على قاعدة تضم قوات أمريكية في العراق
تحليل: محاولة لتهدئة الأزمة
في حين تُمثل الضربة الصاروخية تصعيدًا كبيرًا في أعقاب الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، فإن الاختيار المتعمد للتنسيق والتحذير المسبق قد يُشير إلى تفضيل إيران للرد المدروس بدلًا من الحرب الشاملة. ويشير دبلوماسيون ومحللون إلى أن كلًا من طهران وواشنطن تواجهان الآن قرارًا حاسمًا – إما استخدام هذا التبادل المُدروس بعناية كنقطة انطلاق للتفاوض أو السماح للأزمة بالتفاقم.
تُشير مصادر إقليمية رفيعة المستوى إلى أنه على الرغم من الوضع المتقلب للغاية، لا تزال قنوات الاتصال مفتوحة. وستعتمد النتيجة إلى حد كبير على الخيارات التي ستتخذها واشنطن وطهران في الساعات والأيام القادمة.
التوقعات: فرصة أم تصعيد؟
بينما يُقيّم الجانبان تداعيات الهجمات، يتجه الاهتمام الآن إلى الخطوات التالية للرئيس ترامب ومسؤولي دفاعه. يتفق الخبراء على أن التحذيرات المسبقة والنطاق المحدود للضربة الإيرانية قد يُتيحان مساحةً ضروريةً لخفض التصعيد، إذا ما اختار القادة اغتنام الفرصة.
في الوقت الحالي، تُحبس المنطقة أنفاسها، على أمل أن تُمثل هذه الجولة المُخطط لها بعناية من الضربات نهايةً للأعمال العدائية لا بدايةً لحرب أوسع.