مفاوضات بوساطة أمريكية.. هل تقترب سوريا وإسرائيل من اتفاق سلام جديد؟

كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، برغبته في بدء مفاوضات رسمية مع الحكومة السورية، بوساطة من واشنطن، تمهيدًا للوصول إلى اتفاق سلام جديد بين البلدين.
وبحسب ما نقلته “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين، فقد أبدى نتنياهو اهتمامه بالتفاوض حول اتفاقية أمنية محدّثة، تكون نقطة انطلاق نحو معاهدة سلام شاملة مع سوريا.
اتصالات بين إسرائيل وسوريا
وتحدثت المصادر عن بدء اتصالات غير مباشرة بين الجانبين، تطورت لاحقًا إلى لقاءات مباشرة سرية عُقدت في بلدان ثالثة لم يُفصح عنها.
المسؤولون الإسرائيليون أكدوا أن نتنياهو يسعى للاستفادة من الزخم الناتج عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، في 14 مايو بالرياض، لبدء عملية تفاوض تقود إلى تسوية دائمة بين دمشق وتل أبيب.
الخطوط الحمراء الإسرائيلية لـ سوريا
بحسب التقرير، سلّم الجانب الإسرائيلي المبعوث الأميركي جملة من “الخطوط الحمراء” التي تعتبرها تل أبيب غير قابلة للتفاوض، في مقدمتها منع إنشاء قواعد عسكرية تركية في الأراضي السورية؛ رفض عودة إيران أو ميليشيا حزب الله إلى سوريا؛ نزع السلاح من الجنوب السوري بالكامل.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستُبقي على وجودها العسكري داخل الأراضي السورية ما لم يُتوصل إلى اتفاق جديد يضمن منطقة منزوعة السلاح تحت رقابة دولية، ويفضّل أن تشمل قوات أميركية ضمن بعثة الأمم المتحدة على الحدود.
أول زيارة أمريكية رسمية إلى دمشق منذ 14 عاماً
في مؤشر على الانخراط الأمريكي المتزايد في الملف السوري، زار المبعوث توماس باراك العاصمة السورية دمشق في 29 مايو، والتقى الرئيس أحمد الشرع،
كما افتتح رسميًا دار سكن السفير الأميركي، في خطوة تعكس عودة واشنطن الدبلوماسية إلى سوريا بعد سنوات من القطيعة.
وفي 4 يونيو، زار باراك إسرائيل وتجوّل في الجولان السوري المحتل، حيث وصف النزاع مع سوريا بأنه “مشكلة قابلة للحل”، داعيًا إلى البدء باتفاقية عدم اعتداء كمرحلة أولى.
تل أبيب تفاجأت بلقاء الرياض ورفع العقوبات
أوضح تقرير “أكسيوس” أن الحكومة الإسرائيلية فوجئت بلقاء الرياض، الذي جمع ترامب بالرئيس السوري الجديد، خاصة أن الرئيس الأمريكي أعلن خلاله رفع جميع العقوبات المفروضة على دمشق. وهو ما شكّل تحولاً جذريًا في السياسة الأميركية، دفع إسرائيل إلى إعادة حساباتها.
وذكر التقرير أن تل أبيب كانت تضغط على واشنطن للتحرك بحذر مع النظام السوري الجديد، إلا أن اللقاء المباشر بين ترامب والشرع، وتأكيد واشنطن على دعم الاستقرار في سوريا، عجّل في تحرك نتنياهو نحو فتح قنوات مع دمشق.
حكومة الشرع تلتزم الصمت
حتى الآن، لم تصدر الحكومة السورية أي تصريح رسمي بشأن ما ورد في التقرير الأمريكي.
غير أن مصادر دبلوماسية في دمشق قالت إن ما بدأ في الرياض لن يتوقف عند الملف الأمريكي، وإن مرحلة “إعادة تموضع سوريا إقليميًا ودوليًا” قد بدأت بالفعل.
هل نحن أمام اتفاق سلام حقيقي بين إسرائيل وسوريا؟
السؤال الأبرز اليوم هل تقترب سوريا وإسرائيل من اتفاق سلام جديد، ينهي عقودًا من العداء والصراع والاحتلال؟ الإجابة ليست محسومة بعد، لكن المؤشرات السياسية والميدانية تشير إلى أن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة، قد تحمل تسويات مفاجئة، خصوصًا إذا ما استمرت واشنطن في دفع هذا المسار وتوفير الضمانات المطلوبة لكل الأطراف.
في حال تحقق هذا الاتفاق، فإنه لن يغيّر فقط قواعد اللعبة في الجولان، بل سيؤسس لتحولات أعمق في الخارطة السياسية للمنطقة، قد تشمل ملف اللاجئين، ومستقبل الجولان، والوجود الإيراني، وحتى العلاقة مع حزب الله.
اقرأ أيضًا: مخطط اغتيال الشرع.. هل تنجح واشنطن في حماية الرئيس السوري من التصفية؟