مفاوضات غزة تعود للمسار… هل اقترب اتفاق وقف إطلاق النار؟

عادت المفاوضات المتعثرة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى إلى الواجهة مجددًا، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة وضغوط أمريكية ودولية متزايدة، في وقت يشهد فيه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة.
ونقلت شبكة فوكس نيوز، اليوم الأحد، عن ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، تأكيده على أن المفاوضات مع حماس التي تعثرت مؤخرًا بدأت تعود إلى مسارها، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا يجري إحرازه في الملف.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في تصريحات نقلتها الشبكة، إن تقدمًا كبيرًا تحقق في مفاوضات غزة، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يقضي بالإفراج عن نصف الرهائن أولًا، يليهم الباقون في نهاية فترة تمتد لـ60 يومًا.
وأضاف روبيو: “الحل لما يحدث في غزة بسيط للغاية… أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وستنتهي الحرب فورًا”.
إسرائيل: رد حماس “سلبي” لكن المفاوضات مستمرة
في المقابل، نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول سياسي قوله إن المفاوضات مع حماس مستمرة رغم الفجوات الكبيرة.
وأوضح أن الوفد الإسرائيلي غادر الدوحة الخميس الماضي بعد تسلم رد حماس على المقترح المتعلق بصفقة التبادل، والذي وصفه الجانب الإسرائيلي بـ”السلبي”.
لكن المصادر الإسرائيلية أقرت بأن المفاوضات لم تتوقف بالكامل، بل “تتطلب قرارات صعبة لتجاوز العقبات الحالية”.
دعوات من الكونجرس ورفض من ترامب
وضمن التحركات السياسية الأمريكية، دعا ستة أعضاء في الكونجرس، الجمعة، إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واصفين الأوضاع في غزة بـ”المروعة وغير المقبولة”.
لكن ترامب نفسه اتهم حركة حماس بعدم الجدية في التفاوض، وتعهد بمواصلة الضغط العسكري قائلاً إن القضاء على حماس أولوية، معتبرًا أن الحركة “لا تهتم بإبرام أية صفقة”.
حماس: أولويتنا وقف الحرب في غزة
وفي ردها على هذه الاتهامات، نفت حركة حماس عبر عضو مكتبها السياسي باسم نعيم الاتهامات الأمريكية، وهاجم المبعوث ويتكوف، معتبرًا تصريحاته “خارجة عن سياق المفاوضات”.
وقال: “ويتكوف يعلم جيدًا أن حماس كانت مرنة ومهتمة بالتوصل إلى اتفاق، لكن تصريحاته تخدم الرواية الإسرائيلية فقط”.
من جانبها، كشفت مصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” أن حماس أبلغت الوسطاء استعدادها لإنهاء الملفات العالقة، ولم تعد متمسكة بشروطها السابقة المرتبطة بالوضع في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن الضغوط الدولية على جميع الأطراف قد تعجّل باستئناف المفاوضات هذا الأسبوع، في ظل أولوية فلسطينية واضحة لوقف الحرب وفتح المعابر وعودة المساعدات الإنسانية.
خيارات “بديلة” في إسرائيل
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته تدرس “خيارات بديلة” لتحقيق أهدافها، وعلى رأسها إعادة الأسرى وإنهاء حكم حماس في غزة، ما يعكس وجود خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن آلية التعامل مع المفاوضات الجارية.
تزامنًا مع التطورات السياسية، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداءً إنسانيًا عاجلًا، دعت فيه المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الحرب وإنقاذ القطاع الصحي المنهار.
وأشارت إلى أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في القدرات التشخيصية والعلاجية.
ويواجه سكان القطاع مجاعة قاسية وأزمة إنسانية مركبة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط تجاهل تام من قبل إسرائيل لأوامر محكمة العدل الدولية والدعوات الأممية لوقف الهجوم.
اقرأ أيضا.. حرائق تلتهم شرق الجزائر.. هل تنجح طائرات الجيش في كبح نيران الغابات؟