مقاتلة F-16 أوكرانية تسقط طائرة SU-35 روسية.. انتصار جوي أم وهم إعلامي؟

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن إسقاط طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-35 قرب منطقة كورسك في الأسبوع الأول من يونيو، في “عملية ناجحة”، وفق وصفها.

وعلى الفور، تناقلت مصادر غربية وأوكرانية أنباءً عن احتمال إسقاط الطائرة عبر مقاتلة F-16 أوكرانية، في خطوة قد تمثل تحولًا نوعيًا في التوازن الجوي. غير أن هذه المزاعم لم تُدعَم بأدلة حاسمة، بينما تُواجه بتشكيك واسع بسبب التباين الكبير في القدرات التقنية.

مقاتلة روسيا “SU-35” لم تسقط في معركة قتال جوية-جوية

منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، خسر سلاح الجو الروسي ما يقرب من 8 طائرات Su-35 نتيجة نيران صديقة أو صواريخ أرض-جو فقط.

ورغم استخدام روسيا لمقاتلتها Su-35 على نطاق واسع في الاشتباكات الجوية، فإنها لم تُسقط في قتال جو-جو من قبل، وهو ما يجعل فرضية إسقاطها من مقاتلة معادية مثيرة للريبة.

مقاتلة F-16 أوكرانية.. هل تملك ما يلزم؟

النسخ التي حصلت عليها أوكرانيا من F-16 تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وهي مزوّدة بتحديثات متواضعة تفتقر إلى منظومات حديثة مثل رادارات AESA أو رابط البيانات Link 16، ما يُقيّد قدرتها على العمل الشبكي ويجعلها بعيدة عن طائرات الجيل الرابع+ مثل Su-35.

كما أن تصميمها القديم يجعلها أكثر عرضة للكشف والتشويش.

اعترافات أوكرانية بفجوة التفوق الروسي

صرّح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، بأن روسيا لا تزال تحتفظ بتفوق جوي نوعي، خاصة في مجالي الرؤية البعيدة والصواريخ بعيدة المدى.

وأشار إلى أن الطائرات الأوكرانية، بما فيها  F-16، لا يمكنها خوض اشتباكات مباشرة دون دعم من أنظمة دفاع جوي أو إنذار مبكر.

قيود عملياتية كبيرة أمام المقاتلات الغربية في الأجواء الأوكرانية

تُنشر مقاتلات F-16 الأوكرانية غالبًا بعيدًا عن خطوط الاشتباك، وتُستخدم لإطلاق صواريخ من مسافات بعيدة لتقليل خطر الدفاعات الروسية.

ومع ذلك، سُجّلت خسائر لهذه الطائرات نتيجة استهدافها من صواريخ بعيدة المدى، ما يضع علامة استفهام حول إمكانية تنفيذها عملية هجومية عميقة ضد هدف مثل Su-35.

الرادارات القديمة ونقص الاتصال الشبكي يقيّدان فعالية إف-16

تعتمد الطائرات الأوكرانية على رادارات تقليدية تعاني من ضعف في كشف الأهداف وتحديد مواقعها، ما يجعلها بحاجة إلى دعم خارجي في عمليات الاستهداف.

مقاتلات F-16 الأوكرانية
مقاتلات F-16 الأوكرانية

ورغم اقتراحات بعض المحللين بأن أوكرانيا قد تستخدم رادارات خارجية لتوجيه صواريخ AIM-120، فإن غياب رابط Link 16 يجعل من الصعب مشاركة البيانات في الوقت الحقيقي.

التشكيك في السيناريو: هل نفذت مقاتلة F-16 أوكرانية عملية القتل الجوي؟

يرى مراقبون أن احتمال تنفيذ F-16 أوكرانية لعملية إسقاط منفردة ضد Su-35 ضعيف للغاية، خاصة مع الفارق الكبير في التكنولوجيا والتكتيك.

وتمّت مقارنة هذه الادعاءات بتقارير سابقة مشكوك بها مثل ما حدث بين الهند وباكستان عام 2019، حين زُعم إسقاط F-16 بواسطة طائرة MiG-21.

الدور الخفي للخبراء الغربيين ومنظومات AEW&C

يلفت محللون إلى أن مشاركة خبراء غربيين في تشغيل أنظمة الإنذار المبكر والتحكم قد تُعوض جزئياً عن نقص خبرة الطيارين الأوكرانيين.

وفي حال ثبوت مشاركة منظومات مثل Saab 340 AEW&C، فإن ذلك يعكس أهمية متزايدة لهذا النوع من الدعم الشبكي.

الدعاية والحرب النفسية.. سلاح مواز في السماء

منذ بدء الحرب، تبادل الطرفان قصصاً مبالغ فيها عن إسقاطات جوية لتعزيز المعنويات.

من “الشبح الأوكراني” الذي تبين لاحقاً أنه دعاية، إلى مزاعم روسيا باستخدام Su-57 لتدمير أهداف بعيدة المدى، تبدو الحرب النفسية حاضرة بقوة.

المقاتلة سو 35
المقاتلة سو 35 الروسية

وقد يكون تقديم عملية إسقاط Su-35 على أنها من تنفيذ F-16 جزءاً من هذا السياق، لتعزيز صورة المساعدات الغربية رغم التحديات التقنية.

لقطات تؤكد سقوط “سوبر فلانكر”.. وتشكيك في هوية المنفّذ

رغم أن فرضية استخدام F-16 لإسقاط Su-35 لا يمكن استبعادها بالكامل، إلا أن السياق التقني والعملياتي يجعلها مستبعدة من الناحية الواقعية.

ومع تصاعد الضغوط الغربية لتبرير دعم كييف، فإن تبني هذا السيناريو كأداة إعلامية يبدو أكثر ترجيحًا من كونه إنجازاً عملياتياً مؤكداً.

اقرأ أيضاً.. بوتين يقر استراتيجية روسيا البحرية حتى 2050.. موسكو تحاول السيطرة على البحار

زر الذهاب إلى الأعلى