مقترح جديد لوقف إطلاق النار.. متى تتوقف الحرب في غزة؟

بينما تواصل إسرائيل قصفها المكثف على قطاع غزة، وتتصاعد أعداد الضحايا المدنيين، طرحت قطر ومصر والولايات المتحدة مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار، في محاولة جديدة لإيقاف نزيف الدم وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي. وبينما تلوح الهدنة في الأفق، لا تزال نيران الغارات الجوية تلتهم الأرواح والأماكن المقدسة، في مشهد يلخص مأساة غزة.

وكشف موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الوساطة الثلاثية — القطرية والمصرية والأمريكية — قدّمت يوم الأربعاء مقترحًا محدثًا إلى كل من إسرائيل وحركة حماس، في محاولة جديدة للوصول إلى اتفاق هدنة.

تفاصيل المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة

بحسب أكسيوس فإن المبادرة الجديدة حملت تحديثين أساسيين، تعديل على نطاق الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة خلال مرحلة وقف إطلاق النار.

بجانب تحديد نسبة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل كل رهينة إسرائيلية.

ووفق أكسيوس، خفّضت إسرائيل مطلبها السابق المتمثل في الإبقاء على وجود عسكري يمتد لـ5 كيلومترات شمال ممر فيلادلفيا الحدودي، لتوافق الآن على تقليص المسافة إلى 1.5 كيلومتر، وهي خطوة تُقرّب موقفها من مطلب حماس الذي يدعو لانسحاب كامل.

لقاء مرتقب في الدوحة

من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قيادات من حركة حماس في العاصمة الدوحة يوم السبت، لمناقشة المقترح المحدث ومحاولة تأمين موافقة الحركة عليه.

ويُنظر إلى اللقاء باعتباره لحظة حاسمة يمكن أن تحدد مصير الجولة الجديدة من المفاوضات.

قصف على كنيسة تاريخية يثير الغضب

في الوقت الذي تتكثف فيه التحركات السياسية، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على الأرض. فقد أسفر قصف استهدف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة عن مقتل ثلاثة مدنيين — امرأتين ورجل — وإصابة آخرين، وفق ما أعلنته البطريركية اللاتينية في القدس، التي أشرفت على تشغيل الكنيسة.

الكنيسة، التي تعتبر الوحيدة من نوعها في القطاع، كانت ملاذًا لعشرات النازحين الهاربين من القصف. وأظهرت صور نشرها المجمع الديني تدمير أجزاء من المبنى واحتراق الواجهة الرئيسية، نتيجة سقوط قذيفة بالقرب من الصليب الرئيسي.

الفاتيكان وروما يدينان القصف

أبدى البابا ليو “حزنًا بالغًا” لسقوط ضحايا داخل الكنيسة، فيما وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الهجمات الإسرائيلية على المدنيين بأنها “غير مقبولة”. وقالت، إن قصف بيوت العبادة والملاذات الآمنة يمثل انتهاكًا لكل الأعراف والقيم الإنسانية.

في أول رد إسرائيلي، قال المتحدث باسم الجيش إن الجهات المختصة بدأت التحقيق في ملابسات القصف، مؤكدًا أن “إسرائيل لا تستهدف الكنائس أو المواقع الدينية”، لكنها أعربت عن أسفها لما جرى، ووعدت بنشر نتائج التحقيق قريبًا.

قتلى جدد واستهداف عائلات بالكامل

وفي سلسلة هجمات أخرى، أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل عائلة كاملة مؤلفة من أب وأم وخمسة أطفال في مخيم جباليا شمال غزة، نتيجة قصف جوي عنيف. كما قُتل ثمانية رجال مكلفين بحماية قوافل المساعدات في غارة أخرى، إلى جانب مقتل ثلاثة مدنيين وسط القطاع، وأربعة آخرين في حي الزيتون شرق غزة.

متى تتوقف الحرب في غزة؟

رغم التحركات السياسية والضغوط الدولية، لا يزال وقف إطلاق النار مشروطًا بمعادلات معقدة تشمل ملفات الأسرى، ومستقبل وجود حماس، وطبيعة الانتشار الإسرائيلي بعد الهدنة.

وفي ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متشددة برئاسة بنيامين نتنياهو، تبدو الطريق إلى وقف الحرب طويلة وشائكة.

لكن المؤشرات الجديدة، خاصة التعديل في الموقف الإسرائيلي بشأن الانسحاب، والجهد القطري النشط، قد تمثل بارقة أمل في نفق غزة المظلم، شريطة أن يتوفر قرار سياسي من الطرفين للذهاب إلى حل دائم، لا هدنة مؤقتة.

اقرأ أيضا: النفط مقابل الرواتب.. هل يطوي اتفاق بغداد وأربيل صفحة الصراع بالعراق؟

زر الذهاب إلى الأعلى