مقترح جديد من أمريكا حول برنامج إيران النووي.. هل تقبل به طهران؟

في خطوة جديدة على طريق إحياء المحادثات النووية، كشف وزير خارجية إيران عباس عراقجي، عن تسلّم طهران مقترحًا جديدا من أمريكا بوساطة سلطنة عمان، في ختام خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن.
المقترح الجديد يأتي وسط تصاعد التصريحات من الجانبين، بينما يبقى الخلاف حول مسألة تخصيب اليورانيوم في صلب التوترات بين الطرفين.
وساطة عمانية بين أمريكا وإيران
شهدت طهران زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، حيث حمل معه مبادرة أمريكية جديدة تهدف إلى إعادة فتح قنوات التفاهم بشأن الملف النووي.
وأكد عراقجي أن المقترح سيُدرس بعناية، مؤكدًا تمسك بلاده بثوابتها، لا سيما “حقوق الشعب الإيراني ومصالحه الوطنية”.
My dear brother @badralbusaidi, distinguished Foreign Minister of Oman, paid a short visit to Tehran today to present elements of a US proposal which will be appropriately responded to in line with the principles, national interests and rights of the people of Iran. pic.twitter.com/3XyewmFJhD
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) May 31, 2025
هذه المبادرة تأتي بعد شهور من الجمود السياسي والدبلوماسي، وتعيد إلى الأذهان دور عمان المحوري في التمهيد للاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، قبل انسحاب واشنطن منه في 2018.
ترامب يكشف عن اتفاق قريب مع إيران
من واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة باتت “قريبة جدًا” من اتفاق جديد مع إيران، لكنه لم يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري.
وأوضح أن الإيرانيين “لا يريدون الانفجارات، بل الاتفاق”، مضيفًا أن بلاده لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف.
تصريحات ترامب عكست رغبة أمريكية واضحة في إنجاز تسوية سلمية، لكنها جاءت أيضًا ضمن سياق انتخابي، حيث يسعى البيت الأبيض لتحقيق اختراق دبلوماسي قبيل الانتخابات الرئاسية.
طهران تعلنها.. لا مفاوضات على التخصيب
في المقابل، أكدت طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم، معتبرة أن أي اتفاق لا يعترف بهذا الحق “مرفوض من الأساس”.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، إن تخصيب اليورانيوم “مبدأ لا يخضع للتفاوض”، وشدد على أن البرلمان على تنسيق تام مع وزارة الخارجية وفريق التفاوض في هذا الشأن.
المرشد الإيراني علي خامنئي سبق أن أعلن مرارًا أن السيادة الوطنية في المجال النووي “غير قابلة للتنازل”، ما يعقّد فرص التوصل إلى تسوية دون ضمان هذا المطلب الأساسي.
التقدم التقني لـ إيران كورقة تفاوض مع أمريكا
على الجانب الفني، واصلت طهران تطوير بنيتها التحتية النووية. فقد أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن محطة بوشهر النووية أنتجت 7.3 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء خلال عام، وأن خطط التنمية المقبلة تستهدف إنتاج 20 ألف ميغاواط.
كما أشار إلى مشاريع نوعية في مجالات الليزر والطب الإشعاعي والتقنيات النووية الدقيقة، ما يمنح إيران أوراق قوة في أي مفاوضات مقبلة، ويضع العالم أمام واقع نووي إيراني متقدم لا يمكن تجاهله.
خلاف عميق حول الخطوط الحمراء بين أمريكا وإيران
وفق تقارير يبقى جوهر الأزمة في التباين الحاد بين الموقفين الأمريكي والإيراني من مسألة تخصيب اليورانيوم. واشنطن تعتبر ذلك خطًا أحمر يُمهد لامتلاك سلاح نووي، فيما تصر طهران على أنه حق مشروع تكفله معاهدة عدم الانتشار النووي.
هذا التباين يجعل من الصعب الحديث عن اتفاق شامل، ويدفع الكثير من المراقبين للتركيز على إمكانية التوصل إلى تفاهم جزئي أو مرحلي، يجمّد بعض الأنشطة الإيرانية مقابل رفع محدود للعقوبات.
سيناريوهات المرحلة المقبلة بين أمريكا وإيران
وفق تقارير ففي حال وافقت طهران على المقترح الأمريكي، قد نشهد استئنافًا تدريجيًا لرفع العقوبات، مقابل تجميد محدود لعمليات التخصيب أو تخفيض مستوى النقاء، مع تعزيز الرقابة الدولية.
أما إذا تمسّكت إيران برفض أي تقييد لأنشطتها النووية، فقد تتجه الأمور نحو مزيد من التصعيد، مع تزايد احتمالات التحرك العسكري، خاصة في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بعدم السماح لإيران بالوصول إلى العتبة النووية.
وبحسب مراقبون فإن المقترح الأمريكي الجديد يمثل فرصة أخيرة لتفادي المواجهة، لكن القبول به يتطلب من إيران تقديم تنازلات محسوبة، لا يبدو أن مؤسساتها السيادية مستعدة لها في الوقت الراهن. وفي ظل تسارع التطورات الإقليمية، لا تبدو مسقط وحدها قادرة على حسم هذا الملف، ما لم تتوفر إرادة واضحة من الطرفين.
اقرأ أيضًا: منع الوفد العربي من رام الله.. هل أجهضت إسرائيل الزيارة أم تأجلت؟