توتر جديد.. مقتل جنديين سعوديين جراء هجوم داخلي في اليمن

في 9 نوفمبر 2024، قُتل جنديان سعوديان في هجوم نفذه جندي من الحكومة اليمنية في مدينة سيئون الشرقية بمحافظة حضرموت، وفقًا لما نشرته رويترز.
وقع الهجوم الداخلي النادر خلال مناورة عسكرية روتينية؛ مما سلط الضوء على التوترات والتعقيدات المستمرة في الصراع الطويل الأمد في اليمن. وبينما تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، يلقي هذا الحادث الضوء على الانقسامات الداخلية داخل اليمن والتحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة وسط وقف إطلاق نار هش مع الحوثيين.
تفاصيل الهجوم
وفقًا لوسائل إعلام سعودية رسمية ومصادر متعددة تحدثت لفويس أوف أمريكا، وقع الهجوم في معسكر تدريب لقوات التحالف. وبينما كان الجنود منخرطين في تدريبات رياضية، أطلق أحد أفراد الجيش اليمني النار على القوات السعودية؛ مما أسفر عن مقتل ضابط وضابط صف وإصابة ضابط آخر.
بحسب ما ورد في تقرير أسوشيتد برس، فإن المهاجم، الذي تم تحديده على أنه عضو في المنطقة العسكرية الأولى، كان تابعًا لوزارة الدفاع اليمنية.
تطورت مشادة كلامية بين الجاني والجنود السعوديين إلى إطلاق نار، على الرغم من أن التسلسل الدقيق للأحداث والدوافع وراء الهجوم لا يزال غير واضح. ووعدت السلطات اليمنية، إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية، بإجراء تحقيق مشترك لكشف أسباب الاعتداء وتقديم الجاني للعدالة.
ردود أفعال المسؤولين والقادة العسكريين
أدان التحالف الذي تقوده السعودية الهجوم ووصفه بأنه عمل “جبان” وأكد أنه لا يمثل آراء أو تصرفات قوات الدفاع اليمنية الأوسع. أكد العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف، أن تصرفات المهاجم لا تمثل وزارة الدفاع اليمنية، التي تقدر، حسب قوله، الدعم الذي تقدمه القوات السعودية للحفاظ على الاستقرار في اليمن.
كما أكد عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، انتماء الجندي إلى المنطقة العسكرية الأولى وأيد مكافأة قدرها 30 مليون ريال يمني (نحو 15000 دولار) مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
اقرأ أيضا.. رمز المقاومة الفلسطينية.. 20 عاما على رحيل ياسر عرفات الشهيد صاحب الإرث الفريد
السياق الأوسع للصراع في اليمن
انغمس اليمن في حرب أهلية منذ عام 2014، بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء. لقد أدى التدخل العسكري السعودي عام 2015، بهدف دعم الحكومة اليمنية المنفية، إلى صراع طويل الأمد؛ حيث تكبد الجانبان خسائر فادحة.
على الرغم من أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة استمر لمعظم عام 2022، إلا أن اندلاع أعمال العنف المتفرقة لا يزال مستمرًا، ولا يزال الصراع دون حل. ويمثل الهجوم على أفراد سعوديين في سيئون تحولاً نادرًا ومقلقًا في ديناميكيات الحرب؛ مما يشير إلى أن التوترات الداخلية داخل القوات العسكرية اليمنية لا تزال تتصاعد على الرغم من وقف إطلاق النار مع الحوثيين.
دور الجيش الأمريكي في المنطقة
في أعقاب الهجوم، شنت القوات العسكرية الأمريكية غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن؛ مما يمثل تصعيدًا كبيرًا للتدخل الأجنبي. وأكد الجيش الأميركي أنه قصف مواقع يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك منشآت تخزين الأسلحة المستخدمة في شن هجمات على السفن العسكرية والمدنية في ممر البحر الأحمر.
جاءت هذه الضربات ردا على إسقاط طائرة استطلاع أميركية بدون طيار من قبل قوات الحوثيين، مما يسلط الضوء على التعقيد الجيوسياسي المستمر لحرب اليمن ومشاركة العديد من الجهات الفاعلة الدولية.
تأتي الضربات الأميركية في وقت تظل فيه التوترات بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مرتفعة، على الرغم من الهدوء في الصراع المباشر. وحافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري قوي في المنطقة، مستهدفة مواقع الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية، كجزء من استراتيجيتها الأوسع لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة المحيطة بها.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثار الهجوم على الجنود السعوديين إدانة من دول الخليج الأخرى، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، التي أعربت عن استنكارها الشديد للهجوم. وفي بيان لها، وصفت وزارة الخارجية الإماراتية الهجوم بأنه “جبان” وأكدت تضامنها مع المملكة العربية السعودية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في اليمن.
ويواصل المجتمع الدولي الأوسع نطاقًا الدعوة إلى حل سلمي للصراع في اليمن، ولكن في ظل عدم وجود اختراق واضح في الأفق؛ فإن حوادث مثل هذا الهجوم تؤكد تقلب المنطقة وعدم القدرة على التنبؤ بها. وتستمر الحرب، التي قتلت بالفعل مئات الآلاف في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.