مليارات الدولارات ودرع “ثاد”.. الكشف عن حجم الدعم الأمريكي غير المسبوق لأمن إسرائيل

كشفت تقارير أميركية عن أن الجيش الأمريكي أنفق أكثر من 2.35 مليار دولار خلال 11 يومًا فقط من القتال بين إيران وإسرائيل، وذلك نتيجة استخدام أكثر من 150 صاروخًا اعتراضيًا من منظومة “ثاد” (THAAD) للدفاع الجوي بعيد المدى، في محاولة لصد الهجمات الصاروخية الإيرانية المكثفة بين 13 و24 يونيو الماضي.

أمريكا استهلكت صواريخ “ثاد” لمساندة إسرائيل واعتراض هجمات إيران

ويمثل هذا الرقم أكثر من ربع الترسانة الأميركية العالمية من صواريخ “ثاد”، في استنزاف هو الأكبر من نوعه حتى الآن، ما أثار قلقًا بالغًا بشأن قدرة الولايات المتحدة على الصمود في حال اندلاع مواجهات طويلة في مناطق أخرى من العالم.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن سرعة استهلاك الذخائر كانت “جنونية”، حيث أُطلق أكثر من 150 صاروخًا ثاد في فترة زمنية قصيرة للغاية، وهو عدد يقارب ربع ما اشترته وزارة الدفاع الأميركية من هذه الصواريخ على الإطلاق.

ويبلغ سعر كل صاروخ نحو 15.5 مليون دولار، ما يجعل الكلفة الإجمالية للجهد الدفاعي الأميركي وحده تتجاوز 2.35 مليار دولار، دون احتساب مساهمات الأسطول البحري.

الصحيفة نقلت عن مسؤولين في البنتاجون أن الضغط الناتج عن الاستنزاف بلغ حدًا جعل القيادة العسكرية تبحث احتمال تحويل شحنات صواريخ ثاد مخصصة للسعودية إلى إسرائيل، رغم حساسية الأمر نظرًا لأن منشآت النفط والمدن السعودية كانت بدورها مهددة خلال التصعيد.

صواريخ بحرية دون المستوى ضد الصواريخ الباليستية

القلق لم يقتصر على قوات الجيش، إذ شاركت البحرية الأميركية أيضًا في الدفاع الجوي عن إسرائيل، عبر استخدام كميات ضخمة من صواريخ SM-3 وSM-6 المضادة للصواريخ الباليستية.

لكن تقارير أشارت إلى أداء دون المتوقع لصواريخ SM-3 أمام الهجمات الإيرانية، خصوصًا وأن صاروخ SM-3 من النسخة Block IIA يُكلف نحو 37 مليون دولار، بينما تبلغ كلفة النسخة الأقدم Block IB حوالي 12.5 مليون دولار.

ضربة إيرانية معقدة واختبار صعب للدفاعات

الهجوم الإيراني الذي جاء ردًا على غارات إسرائيلية في 13 يونيو، وصفه خبراء بأنه غير مسبوق من حيث الكثافة والتعقيد، وأظهر حدود فعالية حتى أقوى شبكات الدفاع الجوي متعددة الجنسيات.

فالصواريخ الإيرانية حملت رؤوسًا متعددة لتشتيت الدفاعات، كما تم استخدام عدد محدود من صواريخ “فاتح” المزودة برؤوس انزلاقية فرط صوتية، ما صعّب عمليات الاعتراض بشكل كبير.

ورغم إنفاق يُقدّر بأكثر من 6 مليارات دولار على الدفاعات الجوية في تلك الأيام، تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة في منشآت استراتيجية وعسكرية، إذ تعرضت أكثر من 40 منشأة بنية تحتية وخمس قواعد عسكرية رئيسية لأضرار مباشرة، بحسب تقديرات ميدانية.

وفي تعليقه خلال قمة الناتو اللاحقة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “خاصة في الأيام الأخيرة، إسرائيل تعرضت لضربات قاسية. تلك الصواريخ الباليستية دمّرت الكثير من المباني”.

الدفاع الجوي الأمريكي تحت الضغط

يرى مراقبون عسكريون أن الخسائر المادية الكبيرة وعدم القدرة على مواصلة استهلاك الصواريخ باهظة الثمن كانا من أبرز العوامل التي دفعت واشنطن وتل أبيب إلى قبول وقف إطلاق النار في 24 يونيو.

فقد كشفت الأزمة عن ثغرات استراتيجية في منظومات الدفاع الغربية عندما تواجه هجمات مركبة ومتقدمة مثل تلك التي نفذتها طهران، والتي وظفت فيها تقنيات الحرب الصاروخية الحديثة بشكل فعّال.

اقرأ أيضًا: دولة إسلامية تبدأ في استخدام درع ذكي للدفاع الجوي للقضاء على المسيرات الهجومية دون تدخل بشري

زر الذهاب إلى الأعلى