منظومة الدفاع الجوي IRIS-T SLM .. أحدث الأسلحة المنضمة للجيش المصري
حظت قوات الدفاع الجوي علي مدار العشر سنوات الماضية باهتمام كبير في رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير الجيش المصري نظرًا لحيوية دورها في منظومة الدفاع عن الدولة المصرية، ومن هذا المنطلق عملت مصر علي مسارات متوازية لتطوير قوات الدفاع الجوي وتزويدها بأحدث المنظومات الدفاعية والرادارات وأنظمة الرصد والإنذار المبكر، وتحديث منظومة القيادة والسيطرة، مع تنويع مصادر التسليح بين الشرق والغرب والتصنيع المحلي.
وفي عام 2018، تعاقد الجيش المصري علي عدد 7 بطاريات من منظومات الدفاع الجوي من طراز IRIS-T SLM، وهي منظومة دفاعية متوسطة المدي ألمانية الصنع تم تصميمها وتصنيعها من قبل شركة ديل الألمانية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية.
ووفقا للبيانات المحدثة الصادرة عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI)، تسلمت مصر مؤخرا بطاريتين من نظام الدفاع الجوي الألماني المتطور IRIS-T SLM، بالإضافة لإستلام 100 صاروخ إعتراضي خاص بالمنظومة بشكل أولي.
خصائص منظومة الدفاع الجوي IRIS-T
وتعد منظومة الدفاع الجوي IRIS-T SLM أحد أفضل المنظومات في فئتها حول العالم، حيث انها مصممة للتصدي للأهداف الجوية المختلفة، وعلي رأسها الطائرات القاذفة وطائرات الإستطلاع والمقاتلات الحديثة والمروحيات والطائرات المسيرة بمختلف أنواعها، إلي جانب التصدي للذخائر الذكية والصواريخ الجوالة والأهداف الأسرع من الصوت، وغيرها من الاسلحة الموجهة.
وبحسب بيانات شركة “ديل” المصنعة للمنظومة، تمتلك منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدي من طراز IRIS-T SLM مدى إطلاق يبلغ 40 كم، ويوفر تغطية حتي ارتفاع يصل إلي 20 كم، مع تميزها في إمتلاك قدرة عالية علي مواجهة التشويش والإعاقة.
ويحتوي صاروخ “الايريس – تي” الخاص بالمنظومة علي نظام ملاحة يعمل بالقصور الذاتي (INS) ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كما يعتمد الصاروخ في التوجيه علي وصلة بيانات لاسلكية تتيح التوجيه بواسطة الرادار بالإضافة للتوجيه الحراري من خلال باحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء يتم تفعيله بالمرحلة الأخيرة من الإطلاق عند الإقتراب من الهدف.
وتشمل المنظومة قواذف الصواريخ المحمولة علي مركبات الإطلاق المدولبة، حيث تتزود البطارية الواحدة بعدد 3 إلي 4 مركبات إطلاق تحتوي كل واحدة علي قاذف يضم 8 حاويات إطلاق رأسي للصواريخ، مما يوفر القدرة علي الإشتباك مع الأهداف في مختلف الإتجاهات بزاوية 360 درجة، كما ان فترة تجهيز القواذف لا تستغرق أكثر من 10 دقائق.
رادار المنظومة بمدي يبلغ 250 كم
تتزود المنظومة الألمانية برادار الكشف والأشتباك متعدد الوظائف ذو مصفوفة المسح النشط (AESA) من طراز TRML-4D مصمم لتتبع وإكتشاف الأهداف الجوية المختلفة ذات القدرة العالية علي المناورة او تلك التي تلحق علي إرتفاعات منخفضة في نطاق المدايات المتوسطة والبعيدة.
ويستطيع الرادار كشف الأهداف الجوية المختلفة بمدي يصل يبلغ 250 كيلومترا ويوفر تغطية تصل لـ350 درجة، كما يستطيع إكتشاف وتتبع 1500 هدف جوي في ان واحد.
ومن أهم خصائص الرادار هي قدرته علي رصد الأهداف الجوية ذات البصمة الرادارية المنخفضة التي تصل إلي 0.01 متر3، علاوة علي إكتشاف الأهداف الجوية من الطائرات المقاتلة من مدي يبلغ 120كم، وقدرة علي إكتشاف وتحديد الصواريخ الأسرع من الصوت من مسافة 60 كم.
مركز قيادة عمليات تكتيكي لإدارة المعركة
وتشمل المنظومة نظام إدارة العمليات التكتيكي (TOC) الذي يضم عددا من أنظمة التحكم بالنيران ونظام إدارة المعركة المتكامل من شركة إيرباص الأوروبية وأنظمة الإتصالات.
ويعتبر النظام أحد المكونات الرئيسية الخاصة بمنظومة الدفاع الجوي IRIS-T SLM، حيث يعمل علي ربط أجهزة الاستشعار والرصد مثل الرادار مع قواذف الإطلاق، كما يتضمن أيضًا تبادل البيانات والتواصل مع مراكز القيادة الأعلى مستوى.
أداء مميز في أوكرانيا
وقد أكدت الشركة المنتجة، في بيان صحفي، أن منظومة الدفاع الجوي من طراز IRIS-T أثبتت فاعلية عالية في ظروف القتال الصعبة في أوكرانيا من خلال التصدي للصواريخ والطائرات بدون طيار، مشيرة إلي انها حققت معدلات إصابة بنسبة 100% في موجات الهجوم الكثيفة التي شملت أكثر من 12 هدف جوي، وتخطط الشركة المصنعة لزيادة إنتاج المنظومة خلال الفترة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد عليها بسبب كفاءتها خلال الحرب الروسية الأوكرانية.