منظومة ثاد للدفاع الجوي.. درع أمريكي في سماء الشرق الأوسط ضد إيران

وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران .. تبرز منظومة ثاد للدفاع الجوي “THAAD” كواحدة من أبرز أدوات الردع الاستراتيجي المنتشرة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من أي مواجهة عسكرية محتملة مع إيران.
ما هي منظومة ثاد للدفاع الجوي؟
“ثاد” أو Terminal High Altitude Area Defense، هي منظومة دفاع صاروخي تم تطويرها من قبل شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية، ضمن مبادرة الدفاع الاستراتيجي للولايات المتحدة. وتتميّز هذه المنظومة بقدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى أثناء مرحلتها النهائية من التحليق، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه.
قدرات ومواصفات
تُعد منظومة “ثاد” من الأنظمة المتقدّمة تقنياً، حيث تعتمد على رادار متطور من نوع AN/TPY-2، قادر على رصد وتتبع الأهداف على بعد يتجاوز 1000 كيلومتر. وتُطلق المنظومة صواريخ غير مزودة برؤوس حربية، بل تعتمد على مبدأ “الضربة القاضية” hit-to-kill، أي الاصطدام المباشر بالصاروخ المعادي لتدميره.
مدى 200 كم لاعتراض الصواريخ الباليستية
ويصل مدى صواريخ “ثاد” إلى نحو 200 كيلومتر أفقيًا، و150 كيلومترًا رأسيًا، ما يجعلها مثالية لاعتراض الصواريخ الباليستية قبل أن تصل إلى أهدافها.
الدول المستخدمة في الشرق الأوسط
في منطقة الشرق الأوسط، تُعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول التي تمتلك منظومة “ثاد”، وكذلك الكويت.
في عام 2017، وقعت السعودية صفقة مع واشنطن بقيمة 15 مليار دولار لشراء المنظومة، وتم تسليم أجزاء منها لاحقًا.
كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي أدخلت “ثاد” إلى منظومتها الدفاعية، واستخدمتها بنجاح في اعتراض صواريخ أُطلقت من جماعة الحوثي في اليمن.
ورغم امتلاك إسرائيل منظومات متطورة مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، قامت الولايات المتحدة بنشر مؤقت لمنظومة “ثاد” في إسرائيل بالقرب من قاعدة “نيفاتيم” الجوية، ضمن تدريب مشترك واختبار تكامل الأنظمة الدفاعية. واعتُبر هذا الانتشار رسالة ردع مباشرة لإيران، في ظل تصاعد التهديدات المرتبطة ببرنامجها النووي والصاروخي.
- نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي “ثاد”
البُعد الجيوسياسي ونشر “ثاد” قرب إيران
يمثل نشر منظومة “ثاد” في دول الخليج جزءًا من استراتيجية أميركية لتطويق إيران بمنظومات دفاعية متقدمة، لا سيما مع تصاعد الحديث عن احتمال تنفيذ عمليات عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ويرى خبراء أن وجود “ثاد” يعزز قدرة الدول الخليجية على التصدي لأي رد إيراني بصواريخ باليستية في حال اندلاع نزاع مباشر، خاصة أن إيران تمتلك ترسانة كبيرة من هذا النوع من الصواريخ.
تمثل منظومة “ثاد” أحد أركان الدفاع الجوي المتكامل في الشرق الأوسط، ويعكس وجودها حجم القلق من التهديدات الصاروخية في المنطقة. كما أن انتشارها يُعد مؤشرًا على استعدادات جدية لأي مواجهة إقليمية محتملة، لا سيما مع استمرار التوتر بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني.
اقرأ أيضًا: عودة أمريكية قوية إلى بنما.. مقاتلات مشاة البحرية تصل لدعم النفوذ الاستراتيجي