من الدمام إلى العالم.. السعودية تعلن تشغيل ناقل جوي وطني اقتصادي بأسطول من 45 طائرة
في خطوة نوعية نحو تعزيز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني اليوم، الأحد، فوز تحالف مكون من ثلاث شركات بقيادة “العربية للطيران” الإماراتية بتشغيل ناقل جوي وطني اقتصادي جديد في المملكة، يتخذ من مطار الملك فهد الدولي في الدمام مقرا له.
ووفقا لوسائل الإعلام السعودية، فإن التحالف الذي يضم كلا من العربية للطيران، شركة كن للاستثمار القابضة، ومجموعة نسما، سيتولى إدارة وتشغيل الشركة الجديدة التي ستقدم خدماتها بأسعار تنافسية، وتستهدف نقل ملايين المسافرين على مستوى المملكة والعالم.
10 ملايين مسافر سنويا و2400 وظيفة مباشرة بحلول 2030
وبحسب بيان الهيئة، فإن الناقل الاقتصادي الجديد سيبدأ بتسيير رحلات داخلية ودولية، ويطمح إلى خدمة 24 وجهة محلية و57 وجهة دولية بحلول عام 2030، مستهدفا نقل ما يصل إلى 10 ملايين مسافر سنويا، وتوفير أكثر من 2400 وظيفة مباشرة، اعتمادا على أسطول جوي مكون من 45 طائرة.
ويأتي المشروع في إطار جهود الهيئة العامة للطيران المدني لدعم الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، حيث أوضح رئيس الهيئة، عبدالعزيز الدعيلج، أن الخطوة تسعى إلى تعزيز التنافسية في قطاع الطيران وتوسيع خيارات السفر أمام المواطنين والمقيمين بأسعار اقتصادية، بما يخدم أهداف التنمية الوطنية.
دعم حكومي واسع ومشاريع بنية تحتية بقيمة 1.6 مليار ريال
وشهد الإعلان الرسمي للناقلة الجديدة حضور شخصيات بارزة، أبرزهم أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الذي رعى حفل تدشين الهوية الجديدة ومشاريع تطويرية لمطار الملك فهد الدولي، والمخططات العامة لمطاري الأحساء والقيصومة.
وقد تجاوزت قيمة هذه المشاريع 1.6 مليار ريال سعودي، شملت تنفيذ 77 مشروعا لتطوير البنية التحتية وتحسين تجربة المسافرين.
وأكد الأمير سعود بن نايف أن قطاع الطيران يشهد نموا غير مسبوق، مدعوما من القيادة الرشيدة، مشيرا إلى أن المشاريع التطويرية تمثل نقلة نوعية في تكامل منظومة النقل، وتسهم في تعزيز استثمارات القطاع الخاص وتحقيق التنمية الشاملة.
مطارات الدمام تتجه نحو العالمية
وبحسب الخطة الاستراتيجية لمطارات الدمام، فإن مطار الملك فهد الدولي يستهدف خدمة أكثر من 19.3 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2030، أي بنسبة نمو تتجاوز 100% مقارنة بعام 2022. كما تسعى الخطة إلى رفع الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي إلى 600 ألف طن سنويا، أي بنسبة نمو تفوق 1000%.
ومن أبرز المشاريع المستقبلية المرتقبة؛ توسعة مطار الملك فهد الدولي لرفع القدرة التشغيلية إلى 77 طائرة في الساعة، رفع الطاقة الاستيعابية للمسافرين إلى 32 مليون مسافر سنويا، وتطوير مرافق الطيران العام وتوسعة البنية التحتية وفق أعلى المعايير الدولية.
وأكدت مطارات الدمام التزامها بتحقيق هذه الأهداف من خلال تحول رقمي شامل وخدمات تشغيلية متقدمة، بما يدعم موقع المملكة كمركز دولي لحركة النقل الجوي.
القطاع الخاص شريك في بناء مستقبل النقل الجوي
ومن جهته، قال وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، إن هذا الإنجاز يمثل نتيجة مباشرة لدعم القيادة الرشيدة، ويعكس التزام منظومة النقل بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشددا على أهمية تمكين القطاع الخاص كشريك استراتيجي في تطوير صناعة الطيران.
كما أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به هيئة تطوير المنطقة الشرقية في تسريع تنفيذ المشاريع وتعزيز التكامل التنموي في المنطقة.
رئيس هيئة الطيران المدني.. رؤية واضحة لمركز لوجستي عالمي
وفي ختام الحدث، أكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبدالعزيز الدعيلج، أن برنامج الطيران المنبثق من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية يُعد أحد الأعمدة الأساسية في رؤية المملكة، ويهدف إلى تعزيز الربط الجوي للمنطقة الشرقية وتمكين المسافرين من الاستفادة من خيارات أوسع بأسعار منافسة.
اقرأ أيضا.. طريقة تمديد الزيارة المنتهية في السعودية 2025.. خطوات سهلة وبسيطة
وأضاف أن إعلان فوز تحالف “العربية للطيران” يمثل بداية مرحلة جديدة نحو تطوير قطاع الطيران الاقتصادي في المملكة، ومضاعفة مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة المملكة إقليميا وعالميا.
رؤية مستقبلية واعدة للنقل الجوي في السعودية
وتعكس هذه المبادرة تطلع السعودية إلى أن تكون محورا دوليا في قطاع النقل الجوي والخدمات اللوجستية، مدفوعة برؤية واضحة وخطط تنفيذية قوية.
ومع إدخال ناقل وطني اقتصادي جديد وتحسين شامل في البنية التحتية، تقترب المملكة من تحقيق هدفها في أن تصبح مركزًا عالميًا للطيران بحلول عام 2030.