من المصير المرير إلى الندم.. هل تتحول تهديدات قادة إيران لحرب مفتوحة مع إسرائيل؟

تصاعدت نبرة التصعيد في إيران، بعد ضربات جوية شنتها إسرائيل استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل البلاد، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة البارزين في الحرس الثوري والعلماء النوويين.

وردًّا على الهجوم، أطلق المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تهديدات مباشرة، توعَّدا فيها إسرائيل بعقاب حتمي، ما أثار تساؤلات حول اقتراب مواجهة مفتوحة بين الطرفين.

خامنئي: النظام الصهيوني أعدّ لنفسه مصيرًا مريرًا

في بيان رسمي، وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الهجوم الإسرائيلي بـ”الجريمة الدموية”، مؤكداً أن “النظام الصهيوني كشف عن شروره باستهدافه مراكز سكنية ومنشآت استراتيجية في قلب إيران”.

وقال خامنئي: “عليهم أن يتوقعوا عقابًا شديدًا. اليد القوية للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لن تتخلى عن الرد، بإذن الله”. وأضاف أن “عددًا من القادة والعلماء قد استشهدوا، لكن خلفاءهم سيعودون إلى مواقعهم بسرعة”.

البيان، الذي حمل لهجة تهديد حازمة، أشار إلى أن إسرائيل “أعدّت لنفسها مصيرًا مريرًا ومؤلمًا”، في إشارة إلى أن الرد الإيراني سيكون مدروسًا وحاسمًا.

بزشكيان: إسرائيل ستندم على فعلتها الحمقاء ضد إيران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خرج بدوره بخطاب متلفز إلى الشعب، قال فيه إن “رد إيران المشروع والقوي سيجعل إسرائيل تندم على فعلتها الحمقاء”.

ودعا الإيرانيين إلى “الثقة بقيادتهم” وتجاهل “الشائعات أو الأخبار المضللة”، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة تعمل على ضمان أمن البلاد واستقرارها.

الخطاب الذي بثه التلفزيون الإيراني الرسمي جاء بعد ساعات من تأكيد مقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، وعدد من العلماء النوويين، في قصف استهدف مواقع في طهران ونطنز وأصفهان.

عراقجي: إعلان حرب صريح

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصف الهجوم بأنه “إعلان حرب”، مؤكدًا أن إسرائيل “تجاوزت كل الخطوط الحمراء”، وطالب مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ للرد على ما وصفه بـ”العدوان الصهيوني الواضح”.

وأوضح عراقجي أن إيران قدمت خطابًا رسميًا إلى الأمم المتحدة يدين الضربات، التي طالت منشآت نووية حساسة، ويطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لردع إسرائيل.

المتحدث العسكري بـ إيران يهدد إسرائيل

في سياق متصل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، إن “العدو الصهيوني نفذ عدوانه بمساعدة أميركية”، مشيرًا إلى أن منازل عدد من القادة استُهدفت، وأن الرد سيكون “متناسبًا وحتميًا”.

وأضاف شكارجي: “لا ينبغي للناس أن يقلقوا على الإطلاق. نحن مستعدون لكافة السيناريوهات، وسنحاسب المعتدي بثمن باهظ”.

هل تختار إيران المواجهة المفتوحة مع إسرائيل؟

وفق تقارير فالتصريحات الصادرة من خامنئي وبزشكيان تعبّر عن لحظة حساسة تمر بها إيران، خاصة بعد اختراق واضح لأمنها العسكري والنووي. وتزايدت التساؤلات حول ما إذا كانت طهران بصدد تنفيذ ضربة انتقامية قد تفتح أبواب المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

ورغم أن القيادة الإيرانية لم تكشف تفاصيل الرد المنتظر، إلا أن حديث المرشد عن “مصير مرير” وحديث الرئيس عن “ندم قاتل”، يشيان بأن الرد قد لا يكون محدودًا، بل جزءًا من تصعيد إقليمي محتمل.

طهران على مفترق طرق

وسط حالة الحداد، والمطالب الشعبية بالثأر، يقف النظام الإيراني أمام مفترق حاسم: إما الرد بشكل واسع يفتح باب الحرب، أو ضبط النفس والاكتفاء برد محدود يحفظ ماء الوجه دون جر البلاد إلى حرب مفتوحة.

ووفق خبراء فبين “المصير المرير” الذي توعّد به خامنئي، و”الندم القاتل” الذي وعد به بزشكيان، يبدو أن ساعة القرار الإيراني قد اقتربت، وأن الأيام القليلة المقبلة ستحدد ما إذا كانت التهديدات ستبقى في إطار الرسائل، أم ستتحول إلى واقع عسكري على الأرض.

اقرأ أيضًا: بعد ضربة إسرائيل.. إيران ترفع راية “الانتقام الحمراء” في قم| ماذا يعني ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى