من غزة لسوريا وإيران.. هل تقلب صفقات ترامب ونتنياهو موازين الشرق الأوسط؟

نقلت تقارير صحفية عن مصادر مطلعة في واشنطن وتل أبيب عن مشاورات وصفت بـ”الحساسة” تجري داخل البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتضمن صفقات متبادلة تهدف لإعادة رسم معادلات الصراع في الشرق الأوسط، من خلال ربط الملفات الثلاثة الكبرى: غزة، وسوريا، وإيران.

وتشير التسريبات إلى أن ترامب عرض على نتنياهو اتفاقًا مركبًا يبدأ بوقف الحرب في غزة مقابل تسهيلات أمريكية غير مسبوقة لإسرائيل في الملفين السوري والإيراني، وسط تحركات دبلوماسية أمريكية مكثفة خلف الكواليس.

ترامب يعرض صفقة غزة مقابل سوريا وإيران

بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن الرئيس الأمريكي أرسل مبعوثًا خاصًا إلى العاصمة السورية دمشق، حاملاً مبادرة سلام سرّية بين سوريا وإسرائيل، على أن تلعب الولايات المتحدة دور الضامن لتنفيذ الاتفاق.

وتأتي هذه المبادرة ضمن حزمة أوسع اقترحها ترامب على إسرائيل، تقضي بإنهاء الحرب في غزة، مقابل تفاهمات استراتيجية في ملفات إقليمية أوسع، أبرزها الملف النووي الإيراني.

ولم يتم الكشف عن اسم المبعوث الأمريكي، لكن المصادر رجحت أن تكون زيارته إلى دمشق تمت بتنسيق مباشر مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاتصالات تُمهّد لضم سوريا إلى مسار التطبيع.

المقايضة الكبرى بين ترامب ونتنياهو

المصادر الإسرائيلية كشفت أن نتنياهو وافق مبدئيًا على بحث وقف إطلاق النار في غزة، ضمن صفقة تبادل أسرى وإعادة الإعمار، شريطة أن تشمل الصفقة التزامًا أمريكيًا بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتوجيه ضربات استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية في حال استئناف طهران أنشطتها الميدانية بعد الغارات الأمريكية الأخيرة.

وتسعى إسرائيل لضمان دعم أمريكي طويل الأمد في هذا الملف، يشمل الإدارة الحالية والمقبلة، بما يمنح تل أبيب حرية التحرك العسكري دون اعتراض دولي، إذا لزم الأمر.

سوريا تدخل على خط الصفقة

بالتزامن مع التحركات الأمريكية في غزة وطهران، بدأت واشنطن بإجراء اتصالات أولية مع الحكومة السورية الجديدة.

وتشير المعلومات إلى أن إدارة ترامب ترى في سوريا بوابة محتملة لتوسيع “اتفاقيات أبراهام”، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، وصعود حكومة أكثر انفتاحًا تجاه الغرب.

وترى مصادر دبلوماسية أن ضم دمشق لمسار التطبيع، مقابل رفع تدريجي للعقوبات وتقديم حوافز اقتصادية، قد يشكل مكسبًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، يعزز موقعها في مواجهة النفوذ الإيراني شمالاً.

خطة التهجير

في هذا السياق، كشف نتنياهو أنه بدأ بإجراء محادثات مع عدة دول لاستيعاب فلسطينيين من قطاع غزة، في إطار ما يُعرف بخطة “إعادة التوطين الطوعي”، وهو مشروع ظل يتردد منذ سنوات لكنه يعود اليوم بقوة في خطاب اليمين الإسرائيلي، خاصة مع تقاطع المصالح مع إدارة ترامب التي تسعى لتفكيك العقدة الفلسطينية دون الاعتراف بدولة مستقلة.

ويرى مراقبون أن هذه الخطة تُستخدم كورقة ضغط في المفاوضات، وقد تكون مطروحة ضمن صفقة أشمل تشمل التهدئة في غزة مقابل هندسة ديموغرافية جديدة للقطاع.

دعم متبادل بين ترامب ونتنياهو

ضمن سياق متصل، قدّم نتنياهو توصية رسمية بمنح ترامب “جائزة نوبل للسلام”، في خطوة تحمل رمزية سياسية، وتهدف لتعزيز العلاقة الشخصية بين الرجلين، وتأكيد الدعم الإسرائيلي للإدارة الأمريكية الحالية قبل الانتخابات.

ويأتي ذلك في ظل رغبة مشتركة بين الطرفين في استثمار اللحظة السياسية الراهنة لتوسيع دائرة التطبيع، وضرب النفوذ الإيراني، وإنهاء الحرب في غزة بشروط تضمن أمن إسرائيل وتعزز رصيد ترامب داخليًا وخارجيًا.

خريطة إقليمية جديدة على طاولة البيت الأبيض

التحركات الجارية تشير إلى محاولة أمريكية جادة لإعادة رسم خريطة المنطقة: إنهاء الحرب في غزة، وتطبيع محتمل مع دمشق، ومواجهة مفتوحة مع إيران.

وبينما تتجه الأنظار إلى نتائج زيارة المبعوث الأمريكي إلى الدوحة هذا الأسبوع، تتزايد التوقعات بأن الأيام القادمة قد تشهد إعلانًا عن تفاهمات إقليمية كبرى، قد تعيد صياغة موازين القوة في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا: أزمة محتملة بين واشنطن وأنقرة بسبب 130 مليون دولار… ما علاقة سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى