من “فتاح” إلى “ذو الفقار”.. هل تملك إسرائيل ما يكفي لاعتراض وابل الصواريخ الإيرانية؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً مع الهجوم الإسرائيلي على مواقع داخل إيران فجر الجمعة، ما أعاد شبح الحرب المفتوحة إلى الواجهة.

في هذا السياق، يتجه الأنظار إلى طبيعة الرد الإيراني، وقدرته الصاروخية، واحتمالات التصعيد عبر وكلائه الإقليميين، خاصة الحوثيين في اليمن، وسط اختبار حقيقي لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني

الرد الإيراني قد يتخذ أكثر من شكل:

رد مباشر بالصواريخ الباليستية: من المتوقع أن تلجأ إيران إلى إطلاق صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى نحو أهداف حيوية داخل إسرائيل، مثل القواعد الجوية، المراكز الاستخباراتية، أو الموانئ العسكرية.

مثل هذا الرد سيكون محسوبًا لمحاولة فرض معادلة ردع جديدة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

الرد عبر الوكلاء الإقليميين: قد تختار إيران تشغيل أذرعها الإقليمية مثل الحوثيين في اليمن، لإطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار بهدف تشتيت الدفاعات الإسرائيلية وفتح جبهات متعددة.

هجمات سيبرانية أو بحرية: لا يُستبعد تنفيذ عمليات سيبرانية أو هجمات على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحر الأحمر والخليج العربي.

الصواريخ الباليستية الإيرانية: المدى والقوة

إيران تمتلك ترسانة صاروخية تُعد الأكبر في الشرق الأوسط من حيث العدد والتنوع.

من أبرز الصواريخ قصيرة المدى: فاتح-110 وذو الفقار، بدقة عالية وقدرة تدميرية متوسطة.

في فئة المدى المتوسط: خيبر شكن وخرمشهر القادران على ضرب عمق إسرائيل، بمديات تتراوح بين 1,000 إلى 2,000 كيلومتر، وحمولات تصل إلى أكثر من 1,000 كجم.

الصاروخ فتاح فائق السرعة (هايبرسونيك) يمثل تهديدًا جديدًا للدفاعات الجوية نظراً لقدرته على المناورة وسرعته العالية جداً.

إيران تعتمد على دقة متزايدة لرؤوسها الحربية، سواء التقليدية أو تلك القادرة على حمل مواد كيميائية أو بيولوجية – نظريًا – رغم غياب دلائل على نيتها الفعلية لاستخدام تلك الأنواع حالياً.

وسائل الردع الإسرائيلية والدفاع الجوي

إسرائيل تمتلك شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات:

القبة الحديدية (Iron Dome): مصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف، وتعتبر فعالة للغاية ضد الهجمات المحدودة.

مقلاع داوود (David’s Sling): مخصص لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، ويتميز بالمرونة في التعامل مع الأهداف الدقيقة.

أرو 2 وأرو 3 (Arrow): يوفران الحماية ضد الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدى، مع قدرة على اعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي.

الأنظمة المستقبلية مثل Iron Beam (الليزر): ما زالت في مراحل متقدمة من التطوير وقد تشكل نقلة نوعية في الدفاع منخفض الكلفة.

ورغم قوة هذه المنظومة، إلا أن أي هجوم مكثف ومتزامن بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة قد يشكل عبئًا على القدرة الاعتراضية لها، خصوصاً إذا استُخدمت صواريخ متقدمة أو تكتيكات تشتيت.

هل يدخل اليمن في الحرب؟

اليمن، وتحديداً الحوثيون، يمثلون ذراعًا رئيسية لإيران في أي صراع إقليمي. خلال الأشهر الماضية، نفذ الحوثيون عدة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، بما في ذلك هجمات استهدفت ميناء إيلات وخطوط الملاحة الدولية.

في حال قررت إيران الرد عبر قنوات متعددة، فمن المرجح أن يكثف الحوثيون هجماتهم، خصوصًا على المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وباب المندب، في محاولة لفرض حصار بحري غير معلن وشل حركة الملاحة.

سيناريوهات الحرب

الرد الإيراني سيكون على الأرجح متعدد المستويات، يبدأ بضربة صاروخية مباشرة لاختبار منظومات الدفاع الإسرائيلية، ويتبعها تحريك الوكلاء الإقليميين لاستنزاف قدرات الردع الإسرائيلية على جبهات متعددة.

التقديرات العسكرية تشير إلى أن إسرائيل ستعتمد في البداية على دفاعاتها الجوية لاعتراض الهجمات، مع تنفيذ ضربات انتقامية دقيقة لتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة.

في المقابل، إيران قد تسعى لتحويل المعركة إلى استنزاف طويل الأمد، مع توظيف قدراتها الصاروخية ووكلائها لإرباك الخصم.

اقرأ أيضاً .. الجيش الإيراني وقوات الدفاع الإسرائيلية (IDF).. التكنولوجيا أمام التفوق العددي من يفوز؟

زر الذهاب إلى الأعلى