من فنلندا إلى مصر.. كم يستغرق إنشاء محطة نووية في العالم؟
بينما تواصل مصر تنفيذ مشروع محطة “الضبعة” النووية بطاقة 4800 ميجاوات، يثور سؤال جوهري: هل تستغرق المحطة وقتًا طويلًا أم أن الجدول الزمني طبيعي مقارنة بالمشروعات الدولية؟
الضبعة تسير ضمن النطاق العالمي للتنفيذ
بدأت مصر الأعمال التحضيرية لمشروع محطة الضبعة في عام 2020، ومن المقرر أن يتم تشغيل أول مفاعل في منتصف 2028، على أن تدخل المفاعلات الأربعة الخدمة بالكامل قبل نهاية 2029.
وبذلك تستغرق أعمال الإنشاء نحو 9 إلى 10 سنوات، وهي مدة تقع في منتصف النطاق العالمي لإنشاء محطات نووية حديثة.
براكة الإماراتية.. تنفيذ على مراحل امتد لـ11 سنة
في الإمارات، استغرق تنفيذ محطة “براكة” – وهي أول محطة نووية في العالم العربي – قرابة 11 عامًا، بدأت في 2009 وانتهت بتشغيل آخر مفاعل في 2024.
تضم المحطة 4 مفاعلات كورية من طراز APR-1400 بقدرة إجمالية 5600 ميجاوات، وتم تشغيل كل مفاعل على حدة على مدار 4 سنوات.
أكّويو التركية.. الضبعة تتفوق زمنيًا
تسير تركيا في تنفيذ مشروع “أكّويو” النووي على ساحل المتوسط، والذي يضم 4 مفاعلات روسية من نفس طراز الضبعة (VVER-1200).
بدأت أعمال البناء في 2018، ومن المتوقع تشغيل أول مفاعل في 2025، والباقي تدريجيًا حتى 2028، أي على مدى 10 سنوات تقريبًا.
أولكيلووتو 3.. أطول مشروع نووي في أوروبا
في فنلندا، استغرق تنفيذ المفاعل “أولكيلووتو 3” نحو 18 عامًا كاملة، بعدما بدأت الأعمال في 2005 ولم يدخل التشغيل الفعلي إلا في 2023.
ويُعد من أطول مشاريع المفاعلات تأجيلًا بسبب التعقيدات الفنية والبيروقراطية، رغم أنه مفاعل واحد فقط من طراز EPR الفرنسي.
فرنسا تتأخر في فلامانفيل 3
المفاعل الفرنسي الشهير “فلامانفيل 3” يمثل تجربة أوروبية أخرى مع التأجيل، حيث بدأت الأعمال فيه عام 2007، ولم يكتمل حتى الآن سوى في أواخر 2024، ما يعني 17 عامًا من الإنشاء والتأخير.
الصين والهند.. تجارب أسرع نسبيًا
في الصين، استغرق تنفيذ مفاعلات “تايشان” و”فو تشينغ” بين 6 إلى 9 سنوات، ما جعل الصين من أسرع الدول تنفيذًا للطاقة النووية حاليًا.
أما الهند، فقد شهدت تأخيرات في مفاعلات “كودانكولام” التي استغرقت ما بين 11 إلى 14 سنة في التنفيذ.
اقرأ أيضًا: رغم تساوي الإنتاج.. لماذا تنفق مصر 30 مليار دولار على الضبعة النووية مقابل 2.5 مليار لمحطة سيمنس؟
الضبعة ضمن المعدل.. بل وأفضل من أوروبا
بمقارنة جميع الحالات، يمكن القول إن مصر تسير في تنفيذ مشروع الضبعة ضمن المتوسط العالمي المعتمد، بل أسرع من دول أوروبية متقدمة مثل فرنسا وفنلندا، وأقرب إلى معدلات التنفيذ في الإمارات وتركيا.
