من فوردو إلى أصفهان.. هل كرّرت أمريكا سيناريو هيروشيما في إيران؟

شبَّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربات العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية بـ إيران بما حدث في هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية في تصريح أثار جدلاً دوليًا واسعًا.
مؤكدًا أن تلك الضربات “أنهت الحرب” بين إيران وإسرائيل، ومنعت تصعيدًا كارثيًا كان يوشك على الانفجار في المنطقة.
هيروشيما إيران
وخلال كلمته في قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي عُقدت في مدينة لاهاي الهولندية، قال ترامب: “لا أريد أن أذكر هيروشيما ولا ناغازاكي، لكنهما في جوهرهما الشيء نفسه – أنهيا حرباً”.
وأضاف: “لقد أنهت هذه الضربات الحرب الإسرائيلية – الإيرانية. لو لم نُدمّر المنشآت النووية، لكانوا يقاتلون الآن”.
هيروشيما ومنشآت إيران النووية
هذه التصريحات جاءت ردًا على تسريبات استخباراتية أمريكية أشارت إلى أن الضربات لم تؤخر برنامج إيران النووي سوى بضعة أشهر، وهو ما نفاه ترامب، معتبرًا أن الحديث عن “تأثير محدود” غير دقيق ولا يستند إلى تقييمات نهائية.
وشملت الضربات الأمريكية ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، هي منشأة فوردو تحت الأرض، ومفاعل نطنز النووي، ومركز أصفهان للتكنولوجيا النووية.
ورغم التكتم الرسمي الإيراني، أظهرت صور بالأقمار الصناعية دمارًا واسعًا في مرافق مركز أصفهان، بينما أكدت مصادر إسرائيلية أن منشأة فوردو قد “دُمّرت بالكامل”.
إسرائيل تكشف ما فعلته بالبرنامج النووي الإيراني
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، في تصريح رسمي، إن التقييم الإسرائيلي يؤكد أن الضربات ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية النووية الإيرانية، وأوقفت التقدم التقني الإيراني “لعدة سنوات”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تعيد إيران بناء قدراتها النووية بسرعة، وهو ما دفع واشنطن إلى التحذير من “رد عسكري جديد” في حال استؤنف التخصيب.
البنتاغون يلتزم الحذر حول مزاعم ترامب عن هيروشيما إيران
في المقابل، جاء موقف وزارة الدفاع الأمريكية أكثر تحفظًا، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، إن المواقع الثلاثة “تعرّضت لأضرار بالغة”، لكنه أكد أن التقييمات النهائية “تحتاج إلى المزيد من الوقت”.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إلى فتح تحقيق في تسريب التقرير الاستخباراتي الأولي، والذي أثار جدلاً واسعًا حول حجم التأثير الحقيقي للضربات.
اليورانيوم المخصب في مرمى القصف
أكد ترامب أن الضربات الأمريكية أثّرت بشكل مباشر على مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، قائلًا: “أعتقد أنهم لم يتمكنوا من إخراج أي شيء من المنشآت… من الصعب جداً إزالة هذا النوع من المواد تحت الضغط العسكري”.
ويُعدّ هذا التصريح أول إشارة رسمية إلى أن العملية العسكرية الأمريكية استهدفت جانبًا حساسًا في قدرات إيران النووية.
وقف إطلاق نار هش
تأتي هذه التطورات بعد بدء سريان وقف مؤقت لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بوساطة أمريكية، عقب 12 يومًا من القصف المتبادل.
وقد عبّر ترامب عن “عدم رضاه” حيال خروقات أولية للهدنة، قائلاً: “غير راضٍ حقًا عن بعض التصرفات الإسرائيلية، رغم فخري بردّهم المحدود على استفزازات طهران”.
وأضاف:”يجب أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فخورًا بنفسه”.
مبعوث ترامب يتحدث عن “اختراق قريب”
كشف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران “واعدة”، وأن هناك مؤشرات على “اختراق قريب” بشأن الاتفاق النووي.
وقال ويتكوف:”نأمل التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. الضربة الأخيرة أعادت التوازن وجعلت طهران أكثر واقعية”.
اقرأ أيضًا: بعد صمت الصواريخ.. هل تعود إيران وأمريكا إلى طاولة المفاوضات النووية؟