من يتفوق في ميزان القوى؟ ترتيب الجيشين الإيراني والإسرائيلي عالميًا

بعد الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استَهدفت مواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، تعود إلى الواجهة مسألة توازن القوى بين الجيشين الإيراني والإسرائيلي، وسط تساؤلات حول من يمتلك التفوق الحقيقي في حال اندلاع مواجهة شاملة.
ورغم أن الضربة نُفذت بدقة عالية، فإن الردود الإيرانية المحتملة وتحركات الحرس الثوري تعكس إصرار طهران على تأكيد جاهزيتها العسكرية.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية النظر إلى التصنيفات العالمية للقوة العسكرية، وتحليل القدرات التقليدية والتكنولوجية للطرفين، لفهم طبيعة التوازن القائم بينهما.
ما هو ترتيب الجيشين الإيراني والإسرائيلي عالمياً ؟
وفي ظل التصعيد الإقليمي المتزايد والتوترات المتلاحقة بين إيران وإسرائيل، تعود إلى الواجهة مسألة توازن القوى بين الطرفين، خاصة على ضوء تحديثات التصنيف العالمي للقوة العسكرية الذي يصدر سنويًا عن موقع “Global Firepower”.
فبينما تعتمد إسرائيل على قدرات تكنولوجية متقدمة وتعاون وثيق مع الولايات المتحدة، تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية عبر الاكتفاء الذاتي والتوسع في الصناعات الدفاعية، رغم العقوبات الدولية.
من يحتل مرتبة أعلى في التصنيف العسكري؟
وفق تصنيف Global Firepower لعام 2025، احتلت إسرائيل المرتبة 17 عالميًا من حيث القوة العسكرية الشاملة، بينما جاءت إيران في المرتبة 14، متقدمة بثلاث مراكز على إسرائيل، ما يعكس تفوقًا عدديًا ونظريًا على الورق، دون إغفال الفروقات النوعية.
يعتمد التصنيف على أكثر من 60 مؤشرًا، تشمل عدد الجنود، حجم الأسطول الجوي والبحري، المعدات البرية، الموازنة الدفاعية، إضافة إلى الجغرافيا والدعم اللوجستي.
التكنولوجيا أم الكثافة؟ إسرائيل: تفوق تقني وعقيدة الضربة الخاطفة
تمتاز القوات المسلحة الإسرائيلية بتفوق نوعي في مجال الطائرات المقاتلة (مثل F-35 الشبحية)، ونظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، والاستخبارات الإلكترونية المتطورة.
وتتبع إسرائيل عقيدة عسكرية هجومية، تركز على التفوق الجوي والاستخباراتي، إضافة إلى الردع النووي غير المعلن، مع استعداد دائم لتوجيه ضربات استباقية دقيقة، خاصة في ظل تقارير عن تحضيرات لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
إيران: كثافة بشرية وقدرات صاروخية
في المقابل، تعتمد إيران على القوة العددية الكبيرة، إذ يتجاوز عدد قواتها المسلحة 610 آلاف عنصر، كما تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، مثل “سجيل” و”قيام” و”خرمشهر”، فضلًا عن شبكة دفاع جوي متنوعة، وعدد متزايد من الطائرات المسيّرة.
ورغم التحديات التقنية، تسعى إيران إلى التعويض عبر تكتيكات حرب العصابات البحرية في الخليج، واستراتيجية الرد غير المباشر من خلال الميليشيات الحليفة.
الأرقام مع إيران .. والجاهزية والدقة والتدريب في صالح إسرائيل
رغم أن الترتيب العالمي يضع إيران في مرتبة أعلى، إلا أن الجيش الإسرائيلي يتفوق من حيث الجاهزية القتالية، والدقة في الضربات، ومستوى التدريب، والتكامل مع التكنولوجيا الغربية.
في حين تراهن إيران على الاستنزاف، والردع الإقليمي، وبناء بيئة حرب متعددة الجبهات، ما يجعل أي مواجهة مباشرة مكلفة للطرفين، مع صعوبة حسمها بسرعة.
يبقى ميزان القوى بين إيران وإسرائيل مرهونًا ليس فقط بالأرقام، بل أيضًا بالعقيدة العسكرية، والجهوزية، وشبكات الحلفاء، وظروف المعركة المحتملة.
وفي ظل تصاعد التوترات، فإن أي خطأ في الحسابات قد يشعل مواجهة أوسع، قد تكون ساحة اختبار حقيقية لهذا التوازن الحرج.
اقرأ أيضًا: طبول الحرب تدق.. مناورات إيرانية مفاجئة وتحركات في الجيش الإسرائيلي